في أثناء أحدي زيارات مبارك لمدينة الإنتاج الإعلامي, فوجئ الفنان المنتصربالله, بحرس الرئيس يأمره بركوب طائرة الرئاسة, لتقله مع الحاشية إلي قصر الرئيس وهناك غرفة, طال فيها الانتظار, اختلس دقائق ليتحدث تليفونيا لزوجته يطمئنها, بعد أن استأذن الحرس, قال لها انه في بيت الرئيس, لم يكمل جملته, بناء علي طلب الأمن, اعتقدت زوجته أنها دعابة, قالت, أي رئيس تقصد, الريس حنتيرة ولا الريس متقال, لم تتوقع أبدا أنه يتحدث عن مبارك, عاد المنتصر لغرفة الانتظار, مع كلمات تحذيرية, أن ينصح زوجته بعدم التجاوز, وفوجئ بمبارك, وجها لوجه, يطلب منه بعض النكات, الرئيس عايز يضحك, وتكرر ذلك مع احمد بدير ووحيد سيف, سيارة تقلهم إلي القصر, لنفس الغرض, إضحاك الرئيس, فقد ثبت أن نكتة جميلة, تخفف من التوتر بنسبة27% خلال4 ثوان فقط, والضحك يقوي المناعة وينشط الدورة الدموية, ويحسن الحالة النفسية والمزاجية. كان لدي سلاطين العصور الوسطي, المهرج, وظيفته إضحاك السلطان, حتي لو كان معروفا عنه الجدية والحزم وقليل من المجون, مثل أبي دلامة مهرج الدولة العباسية في عصرها الأول, كان يعمل علي ترويق مزاج الحاكم, وقد يكتسب الحاكم بعضا من خفة الدم, التي تقربه من الشعب, لذا كثير من الزعماء يحشر دعابة وسط الخطاب, حتي يتحمله الناس, لكن دون أن ينزلق إلي الاستخفاف, فقد يعطي تأثيرا عكسيا, مثل كلمة مبارك الشهيرة( خليهم يتسلوا), كأنه يكيد للشعب, فانقلب السحر علي الساحر. تعامل مبارك مع الفنان, بنفس منطق العصور الوسطي, وكذلك بعض مرشحي الرئاسة ومريديهم يتربصون بالفن, وأخذوا وضع الاستعداد, ليقذفوا به لأبعد مما قذف به مبارك, بمجرد أن تحن لهم الفرصة, لكن الشعب بفنانيه لن يعطيهم تلك الفرصة, فقط علي الفنان ألا يرضي بأن يقوم بدور المهرج للحاكم. [email protected] المزيد من أعمدة سمير شحاته