لست أعرف سببا لحالة الكبر التي أصابت نواب التيار الإسلامي في البرلمان بغرفتيه الشعب والشوري.. فجميعهم تغيرت طبائعهم بشكل غريب خاصة النواب الذين سبق لهم ان مثلوا دوائرهم في البرلمان.. فالاستعلاء بدا ظاهرا في تعاملاتهم.. وكأنهم ملكوا الدنيا بما فيها.. وأصبحت شكوي الصحفيين منهم دائمة ومتكررة. فإذا كان مثل هؤلاء النواب يتعاملون مع الصحفيين بهذه الطريقة فكيف يتعاملون مع المواطنين من أبناء دوائرهم. فأمراض النفوس وان كانت سرا خفيا من أسرار المولي جل وعلا.. إلا أن مظاهر هذا المرض ظهرت بوضوح علي الكم الأكبر منهم. فإذا كان منهم من يعتقد أنه امتلك الدنيا بما فيها وأصبح زعيما لا تهدأ له نار ولا يشق له غبار فيعيش بخيلاء معتقد أنه علي مشارف عهد قد يتولي فيه مسئولية جديدة فتزداد رفعته بما يتوجب عليه الحديث من أنفه, هذا اذا تحدث أصلا!! أو العزوف عن الرد حتي علي تليفون المحمول متعللا بكثرة الاتصالات وتعبه من الرد علي طالبيه! لمثل هؤلاء نقول: خذوا العظة من سابقيكم.. وتذكروا اين ذهبوا وماذا يفعلون الآن.. وكيف يتلمسون الحديث مع الغير وينتظرون ان يدق هاتفهم المنزلي أو المحمول لكي يسأل عنهم احد, أيا كان. ويتحسرون علي فترة تعالوا فيها علي خلق الله. وان كان هذا ينطبق علي الكم الأكبر منهم إلا أنه من الواجب ان نشير الي ان منهم من كان عفيف اللسان, طيب القلب, عزيز النفس, غير متكبر, فيبقي رغم بعده عن مراكز الضوء في محط اهتمام كل من يعرفونه فيسألون عنه ويتذكرون مصر أيام كان فيها مسئول كبير. فمن بين هؤلاء نواب ووزراء كانت ترفع لهم الرايات ولكنهم لم يتغيروا أو يتبدلوا ولكنهم اتخذوا بين هذا وذاك سبيلا. فالكبر أفسد من كان قبلكم وأضاع منهم هيبة مصطنعة, ففقدوا كل شيء حين فقدوا مواقعهم. حفظنا الله واياكم من شر الكبر ومرض النفوس. المزيد من أعمدة احمد البطريق