فنان نشعر معه بأصالة الماضي.. نسافر معه عبر التاريخ.. نسمع منه حكايات من الزمن الجميل.. لنكتشف في النهاية ماآل إليه الحاضر الذي نعيشه.. فنان عاش حلاوة الماضي وقسوة الحاضر. انه أمين ريان االفنان التشكيلي والأديب,87 عاما.. يعيش منعزلا في بيته وحوله علي الجدران عشرات وعشرات من اللوحات هي كل ماضيه وحاضره.. والتي ابدعها خلال60 عاما هي مشواره في الفن, انها حصاد العمر, وتشهد علي إبداع أنامل صانعها.. ولد أمين ريان سنة1925 في حي شبرا ودرس التصوير في كلية الفنون الجميلة سنة1948:1942, تتلمذ علي يد الفنان الرائد احمد صبري وعاصر جيلا من المبدعين والرواد, فاز بعدة جوائز منها جائزة بيت الفنانين سنة1942, جائزة هدي شعراوي1944, جائزة مختار ثلاث مرات1942-1943-1944 وجائزة محبي الفنون سنة1957, عمل الفنان أمين في ترميم القصور الملكية حتي ثورة1952 حيث نقل الي قلم المباني بوزارة الأشغال ليعمل في مهنة بعيدة كل البعد عن كونه فنانا مبدعا.. ولكن ماذا يفعل الفنان وهو يحيا في وطن لا يعرف قيمة المبدعين؟ آثر أمين أن يعمل في صمت وان يبتعد بفنه عن العالم الخارجي, ثم اتجه الي دراسة اللغة العربية وتخرج من كلية الآداب سنة1961, وبرع في كتابة الرواية والقصة القصيرة وعندما يشتاق للرسم من حين لأخر يقوم برسم لوحة ويعلقها علي الحائط. يقول الفنان: تري ماذا سيكون مصير لوحاتي بعد وفاتي؟ ماذا سيفعل اولادي بها ونحن في بلد لاتقدر الفن؟ت طوال حياتي لم ابع سوي لوحة واحدة, ويشير أمين إلي زوجته ورفيقة الكفاح قائلا: هذه السيدة هي التي تشعرني بقيمة وجودي في الحياة وقيمة فني ولولاها لا اعرف ماذا كان سيحل بي؟. أمين ريان هو واحد من كثير من المبدعين الذين يعانون من الإهمال والتجاهل وعدم التقدير في وطن اشرق منه أول شعاع للحضارة في العالم!