فى لقاء أتسم بالوضوح والشفافية فى إحدى قاعات الأهرام، تحدث وزير خارجية البحرين الشيخ خالد أل خليفة عن كل القضايا دون أن يرفض سؤالاً واحداً.. حتى تلك التساؤلات الشائكة عن تطورات الوضع الداخلى فى البحرين والمؤامرات التى تسعى إلى تخريبها والمعارضة، والحملات الإعلامية الجائرة التى تعرض لها تلك الدولة الجميلة المنفتحة على العالم التى كما قال الشيخ خالد آل خليفة تعتز بالتعدد الثقافى والطائفى والدينى وتعتبره إشارة على ثراء الوطن وتسامحه. ويعد خالد آل خليفة نموذجاً متميزاً لشباب البحرين الجديد المسلح بالعلم واللغة الأجنبية الراقية، فقد درس العلوم السياسية والتاريخ فى جامعة «سانت إدوارد» بولاية تكساس الأمريكية وتخرج فيها عام 1984، فى أثناء دراسته عمل متطوعا فى الحملات الانتخابية الأمريكية ليحقق هدفين : الأول هو التعمق فى معرفة بعض أسرار الانتخابات والسياسة الأمريكية من الداخل، والثانى المزيد من اتقان اللغة الانجليزية حتى تدعمه فى مستقبله الدبلوماسى، وهو ماحققه بنجاح فى العديد من المناصب التى تولاها قبل أن يتولى مسئولية وزارة الخارجية البحرينية فى عام 2005.وقد زرت البحرين مرة واحدة فى عام 2009 بالصدفة البحتة حيث كنت أتولى مسئولية صحفية يومية بالكويت، ورأت إدارة الصحيفة أن أمثلها فى المؤتمر السنوى للصحافة الخليجية التى عقد فى المنامة عاصمة البحرين، وذهبنا جميع الصحفيين لمصافحة رئيس الوزراء الشيخ خليفة بن سلمان وصافح رئيس الوزراء كل رؤساء تحرير الصحف الخليجية الأخرى، وكنت المصرى الوحيد، وعندما وصلت إلى مصافحته ولم أكد أتحدث كلمتين إلا وفاجأنى قائلا «انت مصرى» قلت نعم .. وهنا راح الشيخ خليفة يمدح فى مصر والمصريين الذين شيدوا المدارس والمستشفيات والطرق وعلموا وعالجوا أبناء البحرين لمدة تزيد على 7 دقائق حتى احمر وجهى خجلاً .. وهرع إلى باقى الصحفيين من البحرين وغيرها يسألونى عما قال لى رئيس الوزراء، ولماذا اصطفاك أنت ليقف معك كل هذا الوقت دون الجميع ؟! .. والحقيقة أن مشاعر البحرينيين تجاه مصر والمصريين لا تقل عن مشاعر رئيس الوزراء أو الشيخ خالد آل خليفة التى شعرنا بها خلال ندوة الأهرام أمس الأول. لمزيد من مقالات منصور أبو العزم