أعلنت لجنة جائز بايليز للأدب النسائي عن قائمتها القصيرة لهذا العام، وهى أكبر جائزة مُخصصة للأدب النسائي باللغة الإنجليزية، وتبلغ قيمتها ثلاثين ألف جنيه استرليني. وتهدف الجائزة - التي كانت تسمى من قبل جائزة أورانج - إلى نوع من التمييز الإيجابي لصالح كاتبات الرواية على وجه التحديد، وسيعقد حفل توزيع الجوائز فى مركز ساوث بانك بلندن، في 8 يونيو 2016. وقالت الكاتبة التركية الشهيرة، وعضو لجنة التحكيم هذا العام، إليف شافاق إن من بين الروائيات اللاتي وصلن إلى القائمة القصيرة بعض من بدأن الكتابة في مدونات، وهو ما يعكس تطوراً في العملية الأدبية وتغيراً في سياسات النشر العالمية في الآونة الأخيرة. كما أضافت شافاق أن الروايات التي وصلت إلى القائمة القصيرة بها نزعة تجريبية ولكنها تلتزم بالأعراف الروائية التقليدية، وتقدم تنوعاً في الرؤية، حيث إن هناك روايتين من إيرلندا؛ تعكسان الثقافة الأيرلندية والحياة الاجتماعية هناك بطريقتين مختلفتين. ويتوقع أعضاء لجنة التحكيم والنقاد منافسة قوية بين الروايات الست، وإن كانت التوقعات ترجح فوز رواية "روبي" بنسبة كبيرة . ف"روبي" تصدرت القائمة القصيرة للجائزة. وهي الرواية الأولى للكاتبة الأمريكية سينثيا بوند، وتدور حول عودة البطلة روبي بيل التي تبلغ من العمر ثلاثين عاماً إلى بلدتها الأصلية ليبرتى في ولاية تكساس، حيث تضطر إلى التعامل مع مظاهر العنصرية والانتهاكات الجنسية التي عانت منها في طفولتها، فقبل ولادتها أطلق الضابط المسئول بالبلدة النار على خالتها لزواجها من رجل أبيض،وبعد ولادة روبي بسنوات قليلة فرت بها والدتها من عمليات الاغتصاب والجنون فى الجنوب متوجهة إلى نيويورك، وتظاهرت الأم وابنتها الملونة بأنهن من ذوات البشرة البيضاء من أجل الحصول على المساواة مع الآخرين، وتقرر روبي العودة لبلدتها وتتجاهلها البلدة وتكرهها بسبب سمعة عائلتها حيث تعتبرها مصدرا للشر والخطيئة، ويكون خلاصها هو الشاب افرام جينينغز صديق الطفولة الذى ظل يحبها برغم ما تلقاه من تربية محافظة على يد اخته المتشددة التى يدين لها بالولاء والعرفان، ولكن هذا لم يمنعه من الاستمرار فى لقاء روبي والحديث معها متجاهلا موقف شقيقته وسائر البلدة بل ويدافع عنها أمامهم جميعا فى محاولة لتغيير نظرتهم لها. وسينثيا بوند درست كلية ميديل للصحافة في جامعة نورث وسترن، ثم انتقل إلى نيويورك ودرس في الأكاديمية الأمريكية للفنون المسرحية،وكتبت مقالات عن الشباب الذين لا مأوى لهم والمعرضين للخطر في جميع أنحاء لوس انجلوس لأكثر من خمسة عشر عاما. وفي الوقت الحاضر تعمل بوند على مشروع لتضمين الكتابة العلاجية في مركز علاج المراهقين النموذجى بماليبو. وتحل الكاتبة الإيرلندية آن إنرايت فى المرتبة الثانية بروايتها"الطريق الأخضر" وهي أول كاتبة تحصل على لقب أميرة السرد في إيرلندا. تدور أحداث الرواية في منطقة ريفية غربي إيرلندا، حول الأم روزالين ماديجان التى تحاول لم شمل أبنائها الأربعة: دان، ايميت، كونستانس، حنا من خلال دعوتهم معا لأول مرة منذ سنوات لحضور عيد الميلاد معا كأسرة واحدة، ومع اتخاذ الأم قرار بيع المنزل وتقسيم العائدات على الأبناء، يعود الأبناء لعيد الميلاد مع شعور بأن طفولتهم يتم مسحها وتاريخهم الشخصي يباع ويشترى. ولدت آن إنرايت في دبلن، حيث تعيش وتعمل حاليا، وقد نشرت 5 روايات، وحصلت على جائزة الأدب الايرلندية وجائزة البوكر عام 2007 ، و جائزة أندرو كارنيجي ووسائل الإعلام للتميز في الأدب وكانت ضمن قائمة المرشحين لجائزة أورانج للرواية عام 2012. وفي عام 2015 حازت الجائزة الأولى للرواية الايرلندية. وتعد"هرطقات مجيدة" الرواية الأولى للكاتبة الإيرلندية ليزا ماكينرني التى كانت تكتب القصة القصيرة. وتتناول الرواية حياة مُدمني المخدرات،وتوضح كيف يمكن لحالة قتل فوضوية واحدة أن تؤثر تأثيرا قاتلا على حياة خمسة أشخاص من الذين تواجدوا على هامش المجتمع في ايرلندا. وهم : ريان, تاجر المخدرات البالغ من العمر خمسة عشر عاما, اليائس من إنقاذ نفسه من مصير والده مدمن الكحول توني، حيث يتحول هذا إلى هاجس يهدد بتقويض أسرته. وجورجي الذي خاض عملية تحول ديني خلفت عواقب خطيرة، ومورين، هى قاتلة بالصدفة، عادت إلى كورك بعد أربعين عاما في المنفى لتكتشف أن جيمي، ابنها الذى أجبرت على التخلي عنه منذ سنوات, كبر وانضم إلى أكثر العصابات المخيفة في المدينة. وفي سعيها للتكفير عن القتل وكثرة الخطايا تهدد مورين بتدمير كل شيء عمل ابنها من أجله. وتسلط الرواية الضوء على العلاقات المتشابكة فى العالم السفلي الايرلندي . ويرى نقاد أن ليزا ماكينرني من أهم الكاتبات في إيرلندا في الوقت الحالي، وأكثرهن موهبة، ومدونتها حازت على جائزة، كما أن روايتها تلك اختيرت لتكون كتاب العام من قبل صحيفة التايمز الايرلندية. وتدور رواية "فيبلن المحمولة" للكاتبة الأمريكية إليزابيث ماكينزي عن فتاة تهرب من أمها بعد توتر العلاقة بينهما، كما تُحبط في علاقتها العاطفية بخطيبها، وتهرب من بؤسها إلى الفن، ترفع فيبلين بطلة العمل شعار "الفن هو اليأس مع الكرامة" لتعالج آثار علاقة حزينة متوترة مع والدتها أضيفت إليها خيبة أمل وإحباط من تجربة عاطفية مؤلمة عندما تتحول رؤية خطيبها بول للمستقبل إلى كابوس فينعزل كل منهما عن الآخر،وتكشف معاناة فيبلين أهمية أن يعالج المرء كسور وجراح ماضيه حتى يتمكن من السيطرة على حاضره ومستقبله . اليزابيث ماكنزي لها مجموعة قصصية وروايتان. ونشرت أعمالها في النيويوركر، والمحيط الأطلسي الشهرية، وهى المحرر الأدبي لصحيفة شيكاغو ريفيو. ،و"فيبلين المحمولة" هى أول كتاب لها أن ينشر في المملكة المتحدة. أما "الحب كاحتمال ضعيف" فهي الرواية الأولى للكاتبة والمُخرجة السينمائية البريطانية "هانا روتشيلد"، وتدور أحداثها حول اكتشاف البطلة آني لوحة أصلية من القرن الثامن عشر، وتغوص آنى في أعماق عالم الفن التشكيلي؛ وهو العالم الذي تخصصت فيه المؤلفة, حيث إنها تهتم بالفن التشكيلي وعضو مجلس إدارة المعرض القومي في لندن. وتقول هانا إنها ترددت في كتابة روايتها طوال عشرين عاماً، وأن وصولها للقائمة القصيرة في هذه الجائزة الكبيرة يمنحها الثقة الكافية كي تشرع في كتابة روايتها الثانية . وهانا روتشيلد كاتبة ومخرجة عملت على فيلم وثائقى عن البي بي سي كما كتبت سيناريوهات أفلام لريدلي سكوت، ومقالات لمجلة فانيتي فير، نيويورك تايمز، هاربر بازار، وغيرها. وقد نشرت كتابها الأول"البارونة" في عام 2012 وترجم إلى ست لغات. وهي رئيسة المتحف الوطني، وتعد هذه الرواية أول رواية لها. وأخيرا الرواية السادسة فى القائمة: "حياة صغيرة " للكاتبة الأمريكية هانيا ياناجيهارا والتي وصلت بها من قبل إلى القائمة القصيرة لجائزة المان بوكر في العام الماضي، كما وصلت بها كذلك إلى القائمة القصيرة لجائزة الكتاب الوطني الأمريكية. تدور أحداث الرواية حول أربعة من الأصدقاء يحاولون تحدى الواقع المعاش في مقابل الخارج على المألوف، فهم كانوا معا خلال الجامعة يشقون طريقهم في مدينة نيويورك: هناك مالكولم، وهو مهندس معماري لا يزال يعيش مع والديه رغم بلوغه 27 عاما، وجى بي وهو رسام صوره تكافح لتبرز وسط أقرانه، و ويليام الممثل الواعد، وجود المدعي العام الصغير.على مدى عقود تتعمق صداقتهم ليواجه الأصدقاء تحديا عند مرض صديقهم جود. وفى النهاية تبعث الرواية برسالة قد تبدو مفرطة فى التشاؤم من خلال تجربة جود لإثبات أنه لا الحب ولا المال يمكن أن يشفي جراح الماضي. جدير بالذكر أن الجائزة تأسست عام 1996 للاحتفال وتشجيع الأدب العالمى الذى تكتبه المرأة في جميع أنحاء العالم وإيصاله إلى أكبر عدد ممكن من القراء ، ويتم منح جائزة بايليز للرواية لأفضل رواية فى السنة مكتوبة من قبل امرأة. أي امرأة طالما كتبت باللغة الإنجليزية - مهما كانت جنسيتها وبلد الإقامة أو السن أو الموضوع. وسبق أن فزن بالجائزة كل من : آلي سميث (2015)، ايمير ماكبرايد (2014)، إيه أم هومز (2013)، مادلين ميلر(2012)، تى اوبرت (2011)، باربرا كينجسولفر (2010)، مارلين روبنسون (2009)، روز تريمان (2008)، شيماندا نغوزي أديشي (2007)، زادي سميث (2006)، ليونيل شرايفر (2005)، أندريا ليفي (2004 )، فاليري مارتن (2003)، آن باتشت (2002)، وكيت غرينفيل (2001)، ليندا جرانت (2000)، سوزان برن (1999)، كارول شيلدز (1998)، آن مايكلز (1997)، وهيلين دانمور (1996).