أحمد ثروت أو كما يطلق عليه أصدقاؤه' زاب' أحد هؤلاء الشباب الذين استطاعوا التعبير عن أحلام وطموحات جيلهم في الثورة المصرية عبر كلمات الأغنيات التي كتبها وغناها بنفسه خلال احترافه في فريق' كايروكي' أو تلك التي تغني بها غيره, أصدر' زاب' مؤخرا ديوانا حمل اسم' أجندة'. جمع فيه بعض القصائد التي كتبها وتحولت إلي أغنيات تغنت بها الفرق الشبابية قبل وبعد الثورة, وحرص علي أن يصف تلك القصائد أو النصوص علي غلاف الديوان بكونها' محاولات شعرية', و يعتبر الديوان تدوينا لأحداث الثورة من وجهة نظر مؤلفه علي المستوي السياسي و الإنساني من قبل اندلاعها و حتي الآن. وقد لعبت تلك الكلمات وغيرها من التي اصطبغت بموسيقي' الراب' التي تندرج تحت'UndergroundMusic' أو' موسيقي تحت الأرض' دورا محوريا في ثورات الربيع العربي التي قادها الشباب, ويشير هذا النوع من الموسيقي إلي هذا العالم الموازي أو الافتراضي الذي يصنعه الشباب بالأساس بشكل مستقل' تحت الأرض' له فرقه ونجومه وجمهوره بل ومعاركه أيضا, حيث استخدموا فيها هذا النوع الخاص من الموسيقي التي نشرت كلماتهم القوية التي عبروا من خلالها عن مشاعر عدة, سواء ما قبل الثورة أو بعدها, فجسدت كلماتهم قبل الثورة رفضهم وانتقادهم للأوضاع السياسية والاجتماعية كوسيلة احتجاجية ساهمت في دفع رياح الربيع العربي بالمنطقة, فجاءت معبرة بقوة وسرعة وسخط أو بهجة صاخبة, بمفردات خاصة جدا لا تكترث كثيرا بالمعاجم والقواعد اللغوية بقدر ما تنتقي مفرداتهم الخاصة التي تميل للعامية رغبة منهم في إسماع صوتهم, وهو ما نلحظه بشدة في قصائد الديوان كنموذج اصطبغ بهذا اللون الغنائي. تجسد قصيدة' كفاية' إحدي قصائد الديوان والتي كتبها زاب في أواخر عام2010 حالة الرفض والسخط لدي المصريين من الأوضاع السياسية فتقرأ فيها' من صبر طال وطال معاه انتظاري.. سكت راضي ولعبت دوري في الطابور..وقفت هادي علشان أعيش وسط النسور..لو قلت كلمة في لحظة أكون ورا العيون....ولدوني حر لكن الحر ملوش مكان..وقلت حاضر ونويت في نفسي أكون جبان..عادي ده حال شعوبنا من زمان..رضيت بهمي وهمي مش راضي بيا..وفضلت ساكت لكن عيون نسور عليا..شافوني قالو ده حلو أهو ومية مية..وجوه نفسي نفسي كانت تصعب عليا..ده خيبة قلة حيلة يا قلبي لا تحزن.... لكن زهقت شايف خلاص كفاية..كفاية عنصرية كفاية طائفية كفاية دولة متدنية في حالتها المادية..كفاية عمر فاضي كفاية شعب راضي..كفاية علم هايف كفاية شعب خايف..كفاية حزن في القلوب فضي الجيوب', ولا تختلف كثيرا قصيدته' كاتب لبكرة جواب' التي توضح كيف كان ثمن التحدث بالحق يمكن أن يدفعه الإنسان من روحه, وكيف كان الجميع يحتفظ بشكوكه الداخلية حول مدي إمكانية تحقيق الآمال التي لا نعرف عنوان المستقبل الذي سنرسلها إليه. أما قصيدة' بحلم' فكتب فيها عن حلمه لمصر في2020 عبر فيها عن ارتباك الفرحة بالثورة المفاجئة والأمل في المستقبل'مبروك ولادة جيل..مبروك بقي اسمي..مبروك علينا النيل..يروي شموخ جسمي..مبروك أنا فرحان..متلخبط اتكلم.. واصف ف بكرة حاجات أتمني تلقاني..مبروك و هستني... دا العمر لسه ما فات..أتمني اشوف ف بلادي... العدل شئ عادي..و أتمني اشوف الحاضر.. يمحي أسي الماضي..أتمني اشوف الطالب... حاضن لكراسه..و أتمني اشوف الظابط... رافع لفوق راسه..أتمني اشوف عالم, و اتمني اشوف فلاح..اتمني اشوف الراجل... في العيشة بقي مرتاح' وبصفة عامة لا يتلون الديوان بالسياسة فقط وإن كانت هي المسحة الغالبة, فهناك قصائد أخري إنسانية يمكنك اكتشافها بنفسك, إلا أن التجربة تظل متميزة كصوت معبر عن طموحات وأحلام وآلام جيل سيظل اسمه محفورا في التاريخ لما أنجزه من ثورة سلمية مازال مصرا علي استكمالها بيضاء للنهاية برغم الدماء التي بذلت ومازالت تبذل فيها. صدر عن دار دون