وسط مظاهرات حاشدة نظمتها حركة احتلوا المناهضين للرأسمالية, انطلقت قمة مجموعة الدول الثماني الكبار في منتجع كامب ديفيد الرئاسي بولاية ميريلاند, حيث تصدر الاقتصاد وأزمة الديون السيادية الأوروبية قمة أولويات قادة الدول الثماني. وألقي الرئيس الأمريكي باراك أوباما بثقله. وراء الدعوات الفرنسية لسياسة عودة أوروبا إلي النمو الاقتصادي, في محاولة لإقامة تحالف مع الرئيس الفرنسي الجديد فرانسوا أولاند. وقبيل استقباله لقادة كبريات الاقتصاديات العالمية, أكد أوباما أن مشكلة الديون الأوروبية تشكل أهمية استثنائية للولايات المتحدة, وأضاف أن القمة ستناقش استراتيجية مسئولة للدعم المالي بالتزامن مع أولوية النمو. وأشار مسئول في الإدارة الأمريكية إلي أن قضايا الاقتصاد العالمي ستكون البند الأول خلال مباحثات القادة, حيث ستكون محور المحادثات. وأكد زعماء قمة الثماني ضرورة الإسراع في التعامل مع الملف الإيراني وتقدم العملية السياسية في سوريا, في إطار طائفة واسعة من الموضوعات التي بحثوها علي العشاء الذي أقامه لهم الرئيس الأمريكي أمس الأول, والذي استمر إلي نحو ساعتين في بداية أعمال القمة التي تضم الولاياتالمتحدة وبريطانيا وكندا وايطاليا وفرنسا والمانيا واليابان وروسيا. وذكر مسئول رفيع في الإدارة الأمريكية وفقا لبيان أصدره البيت الأبيض أن الرئيس أوباما وباقي زعماء قمة الثماني بحثوا طائفة واسعة من الموضوعات تضمنت إيران وسوريا وكوريا الشمالية وميانمار وأهمية مشاركة المرأة في العملية السياسية وقضايا الاقتصاد العالمي وأسواق البترول. وفيما يتعلق بإيران, أكد الزعماء ضرورة اتباع المسار المزدوج في التعامل معها مع مواصلة الضغط عليها. وأشار مسئول الإدارة الأمريكية إلي أن الزعماء أمضوا معظم الوقت في الحديث عن قضية إيران والمحادثات المقبلة معها في بغداد. وأكدوا الحاجة إلي سرعة التعامل مع الملف الإيراني, مشيرين إلي أنه يتعين علي الإيرانيين اتخاذ خطوات ملموسة تثبت سلمية برنامجهم النووي. ولم يتوقع أي من الزعماء حل جميع جوانب المشكلة الإيرانية في بغداد, وأوضحوا أنهم يريدون التأكد من فهم الإيرانيين أنهم بحاجة إلي اتخاذ خطوات ملموسة. وبالنسبة لسوريا, بحث الزعماء خطة مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية كوفي أنان, وأكدوا علي ضرورة تنفيذها بشكل كامل, وأعربوا عن اتحادهم فيما يتعلق بالحاجة إلي التحرك إلي الأمام فيما يتعلق بالتحول السياسي. وبالنسبة لموقف موسكو من إيران ودمشق, قال مسئول أمريكي إن روسيا أصبحت أكثر اتحادا مع الحلف فيما يتعلق بالمحادثات مع إيران, كما لم يكن هناك أي خلاف عند الحديث عن سوريا والحاجة إلي التحول السياسي فيها, وأشاروا إلي أن طبيعة المرحلة الانتقالية ستتحدد خلال الأيام المقبلة. وفي غضون ذلك, تجمع آلاف المتظاهرين المناهضين للرأسمالية ولقمة حلف شمال الأطلنطي الناتو المقبلة في شوارع شيكاجو مطالبين بدفع الأغنياء للضرائب وإنهاء الحروب باهظة التكاليف والتي يمكنها أن تذهب لدعم الخدمات الاجتماعية. وعطل المتظاهرون حركة المرور في قلب مدينة شيكاجو قبيل اجتماع زعماء قادة خمسين دولة قمة الناتو التي تعقد اليوم وغدا, وتزايدت المخاوف من تحول المظاهرات إلي العنف وضعت المدينة علي المحك حيث سار المتظاهرون خلف رجال الشرطة الذين يعتلون ظهور الخيول والموتوسيكلات. وفي إطار متصل, دعا أوباما الكونجرس الأمريكي إلي الدفاع عن إصلاح وول ستريت. وفي أثينا, أصدر الرئيس اليوناني كارلوس بابولياس مرسوما بحل البرلمان والدعوة لإجراء انتخابات جديدة, غداة رد السياسيين بصورة غاضبة علي اقتراح مزعوم للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بإجراء استفتاء بشأن إذا ما كان اليونانيون يرغبون في البقاء في منطقة اليورو أم لا. وصدر المرسوم الرئاسي وعلق خارج مبني البرلمان المكون من300 مقعد والذي انتخب منذ عدة أيام وإجراء انتخابات جديدة في17 يونيو المقبل. وفي نيويورك, حذر بان كي مون أمين عام الأممالمتحدة من أن تباطؤ تعافي الاقتصاد العالمي من أزمته الراهنة يمكن أن يتحول إلي ركود اقتصادي جديد. وأعرب بان عن قلقه من تباطؤ التعافي الاقتصادي واحتمال دخول العالم في دورة ركود جديدة يمكن أن تطيح بالتحسن الصعب الذي تحقق في سوق العمل.