لم يبق سوي أيام معدودات وتبدأ انتخابات الرئاسة المصرية التي طال انتظارها ويتمني كل مصري أن تمر بأمن وسلام لا يعكر صفوها حوادث عنف أو صدام, وأن يقبل الجميع نتائجها كما قبلوا نتائج انتخابات مجلسي الشعب والشوري, باعتبارها تعبيرا عن إرادة الشعب ترسي دعائم الاستقرار وتقيم شرعية دستورية جديدة تقنن أهداف ثورة25 يناير, وتبني الدولة المدنية القانونية التي يحلم بها كل المصريين, وخاصة أن الانتخابات سوف تكون شفافة ونزيهة يراقبها حضور مصري ضخم من الناخبين يمكن أن يتجاوز نسبة80 في المائة من المقيدين في جداول الانتخابات, وتخضع لإشراف دولي ومحلي من ممثلين عن مؤسسات المجتمع المدني, ويشهدها الرئيس الأمريكي الأسبق كارتر الذي اخترع لنفسه وظيفة مفتش عموم الانتخابات البرلمانية في سائر الدول النامية وأنحاء الديمقراطيات الحديثة. وبرغم تعدد استطلاعات الرأي العام المصري التي تحاول التنبؤ بمسار معركة انتخابات الرئاسة, فلا يزال من الصعب إن لم يكن من المستحيل التنبؤ بشخصية الرئيس الجديد, لأن الدلائل كلها تؤكد الاحتمالات المتزايدة لوجود جولة إعادة ثانية, بسبب وجود عدد غير قليل من المرشحين سوف يحوزون نسبا عالية من أصوات الناخبين تمنع أي مرشح من الحصول علي غالبية الأصوات التي تمكنه من الفوز من الجولة الأولي, فضلا عن الانقسامات بين كتل المرشحين التي سوف تؤدي, الي تفتيت الأصوات بين مرشحي الكتل المختلفة. وثمة احتمالات قوية تشير الي إمكانية أن يدخل جولة الإعادة أثنان من أربعة مرشحين هم الأكثر شعبية وقدرة علي جذب أصوات الناخبين, عمرو موسي وعبد المنعم أبو الفتوح وأحمد شفيق ومحمد مرسي الذي تستميت جماعة الإخوان المسلمين في الترويج له, وتجند له كل إمكاناتها التنظيمية والمالية, وتحس أن مكانتها يمكن أن تتعرض لهزة قوية, إذا لم يكن ضمن الذين سوف يدخلون جولة الإعادة. والواضح أن معركة الإعادة سوف تكون جد صعبة وقاسية إذا جرت بين أي من المرشحين الإسلاميين, وأي من المرشحين عمرو موسي وأحمد شفيق يستخدم فيها الطرفان كل الأسلحة والإمكانات خاصة أن عدد جمهور كل من الكتلتين يكاد يكون متقاربا مع فارق نسبي يصل الي حدود10 في المائة لمصلحة غير الإسلاميين, وثمة مخاوف حقيقية من أن يسود جولة الإعادة قدر من الهرج والمرج إذا تدخلت بعض قوي الشباب لتفسد حملات أي من المرشحين بدعوي أنه ينتمي للفلول, لكن التحدي الأكبر سوف يظل معلقا بمدي قبول الجميع لنتائج الانتخابات واحترامهم لإرادة الشعب أيا كان الرئيس المنتخب. المزيد من أعمدة مكرم محمد أحمد