هي فنانة صاحبة مكانة كبيرة صنعتها من خلال تاريخ محترم ومبادئ ومواقف فنية وسياسية أيضا.. هي الفنانة القديرة سميرة أحمد التي كانت أعمالها خير سفير لمصر في الداخل والخارج, وكان لنا معها هذا الحوار في بداية حديثها للأهرام أكدتالنجمة القديرة إنها لاتسطيع استيعاب مايجري في مصر الآن من احداث متلاحقة ومتعاقبة فنحن نعيش معافي مصر مسلمين وسطيين والازهر هو رمز هذه الوسطية وشيوخه والقائمون عليه يتحدثون بمنتهي العقلانية لم نشهد من قبل ما يحدث الآن من أحداث أصفها بالكارثية فمن هذا الذي يريد أن يعيد الخلافة فتلك الأفكار تعد كارثة هل تشعرين بالخوف من تأثير الإسلاميين علي حرية الإبداع؟ بقدر اندهاشي واستنكاري لما يسعون اليه من تقييد حرية الإبداع بل والقبض بيد من حديد وبمنتهي الشراسة علي الإبداع والمبدعين إلا أنني أؤكد أنه لا أحد يستطيع أن يفعل ذلك في مصر وأن يؤثر علي حركة الإبداع والمبدعين فمن يقول( إن نجيب محفوظ يروج للدعارة) ماذا تنتظر منه ومن لا يعرف قيمة محفوظ ومكانته العالمية وجوائزه وأهمها نوبل فكيف به أن يقيم مبدعا أو يعرف معني الوطنية فتلك ليست وطنية ولا ذاك هو المعني الحقيقي للدين وهل نحن لم نكن نعيش من قبل في بلد إسلامية؟ هل كانت بلدنا مصر غير إسلامية فلماذا يكفروننا الآن ؟. وما رأيك في قضية الحكم بحبس الفنان عادل إمام؟ آراها فضيحة كبيرة بالطبع ولا أقول ذلك لحبي لعادل إمام أو اقتناعي به ولكنني أعبر عن مبدأ فعادل يمثل شخصية خيالية فكيف يحاكمونه عليها وهي أعمال تمت الموافقة عليها من الرقابة وأقرتها وزارة الثقافة وكل الجهات المنوطة بذلك وأحبها المشاهدون وسعدوا بها فما الذي يحدث الآن وقد يخيفني رد الفعل حول أعمال عادل إمام ويجعلني أفكر في أنهم سيقوموم بمحاكمة الفنان الراحل أحمد مظهر لأنه جسد شخصية كافر في فيلم( الشيماء) الذي قمنا ببطولته منذ سنوات, وقد يحاكمون محمود مرسي أيضا لقيامه بدور كافر أيضا. يعد فيلمك( الشيماء) من أروع الأعمال الدينية التي قدمتها السينما المصرية, فهل يمكن للإخوان بعد دخولهم مجال الإنتاج الفني صناعة مثل هذا الفيلم؟ إطلاقا فيلم( الشيماء) لن يتكرر سواء من إنتاج الإخوان أو غيرهم فقد قدمنا قصصا إسلامية كثيرة بمنتهي الإخلاص والتفاني حبا لديننا وحبا لفننا فيها الرسالة وهدف والإبتسامة أيضا والتسلية ولا أتصور أن ذلك يمكن أن يتم الآن وسط العبوس والكآبة والوجوه البائسة التي نراها ليلا ونهارا الآن. وهل ترين حلولا لمواجهة هذه الكآبة؟ لن نسكت ولن يسكت المبدعون في كل المجالات سواء كتابا أو ممثلين أو مطربين أو ملحنين أو شعراء وغير ذلك من كل ألوان الإبداع فلن نسكت علي هذه الهجمة الشرسة التي تسعي لإعادتنا لما قبل الجاهلية وتنادي بالغم والكآبة في بلدنا, فالدين الإسلامي هو دين التسامح والتفاؤل والحب ولذلك فلابد من أن أتحلي بشعور الأمل. وما رأيك في الحالة السياسية الآن؟ لست مستريحة ولست متفائلة ولكنني أدعو الله بأن يكتب لمصر الأمن والأمان وأن نري الأفضل فقد كنا نعيش علي مدي03 عاما بالأوامر فقط ولم ننعم بالديمقراطية الحقيقية وهو أمر ليس سهلا ولا يمكن تفهمه بسهولة. لك مشاركات سياسية ومنها انضمامك لحزب الوفد وترشحك في انتخابات مجلس الشعب الأخيرة قبل الثورة فأين أنت من العمل السياسي وماذا عن عضويتك بحزب الوفد؟ إنني انسحبت بل خرجت من حزب الوفد منذ فترة ونادمة علي انضمامي له فلم أر أحدا من قيادات الوفد الذين كنت أرسم لهم صورا في خيالي فقط ولكنني فوجئت بخطأي لانضمامي للوفد وانسحبت فورا خاصة بعد ما تعرضت له من بلطجة وكدت أري الموت بنفسي ولم يقف بجانبي أحد ووقتها وجهت رسالة للرئيس المخلوع وقلت له فيها ليس من المفروض أن تقبل ذلك فإنني أري بعيني التزوير في الانتخابات. وأصبح البلطجية أقوي من البلطجية الذين كنا نستعين بهم للتصوير في الأفلام وقلت له أيضا وصورتني القنوات الفضائية وقتها أناشدك التدخل لوقف تزوير الإنتخابات ولا حياة لمن تنادي!! وجاءني تهديد وقتها في عهد المخلوع من وزير الإعلام أنس الفقي. وما رأيك في حزب د. البرادعي؟ بالطبع من أفضل التجارب التي جعلتني أتفائل بالمستقبل الأفضل في مصر تأسيس د. البرادعي لحزب وأري أنه سيفتح أفاقا للمستقبل و(هيوري الناس شوية علم) فهو من أوائل من نادوا بالتغيير وليست لديه آية مطامع شخصية. من هو المرشح لرئاسة الجمهورية الذي ستختاره الفنانة القديرة سميرة أحمد؟ سأختار رئيسا ليبراليا ولن أقبل الا برئيس ليبرالي ولا أستطيع أن أعيش في بلدي إلا في هذا المناخ الوسطي المتزن الليبرالي الذي يدعو للحرية المسئولة التي لا تؤثر علي غيري سلبيا ولن أختار ما يعيدني الي الجاهلية بدعوي عودة الخلافة ولن أنتخب من لا ينظرون إلا إلي أسفل ذقونهم وتغيظهم وتكيدهم المرأة بلا سبب. هل ترين أن مكانة المرأة تراجعت في الأشهر القليلة الماضية؟ أين هي المرأة بالفعل الآن؟ فحتي المجلس القومي للمرأة بتشكيله الجديد الذي يسعي لتحسين الأوضاع يسعي البعض لإغلاقه بل وتأسيس مجلس قومي للرجل فما هذه الطريقة في التفكير؟ وكيف لمجلس الشعب أن يطالب بإلغاء قانون الخلع وإلغاء المجلس القومي للمرأة وأتوقع قانونا بالغاء المرأة نفسها فقد فقدت المرأة مكانتها بالفعل ولابد أن تبحث عن مكانتها ولا تفرط فيها مهما تعرضت لمحاولات الإقصاء فحتي في مجال الاعلام تتعرض المذيعات المهذبات والمحترمات للإهانة علي الهواء فقد كنت أشاهد حلقة منذ أيام للمذيعة المهذبة الخلوقة والمحتشمة أيضا ريهام السهلي في برنامجها09 دقيقة وأثناء الحوار فوجئت بضيفها من الإخوان يقول لها: يكفيك أنني أتحدث معك وأنت متبرجة فاندهشت من حواره معها وهو مجرد مثال علي ما يحدث للمرأة ويحط من شأنها حاليا. وكيف ترين وضع المرأة في صياغة الدستور؟ بالطبع لابد أن يكون لها مكانة مهمة لدي صياغة الدستور فلا يمكن أن يرتقي أي مجتمع بدون الارتقاء بالمرأة ووقوفها جنبا الي جنب مع الرجل ولذلك فالإهتمام بها في الدستور هو اهتمام بكل فئات المجتمع. لك مواقف واضحة علي مدي تاريخك الفني فلماذا لم تشاركي في جبهة الإبداع التي تأسست مؤخرا؟ إنني معهم بالطبع قلبا وقالبا وأهتم وأتابع أعمالهم ولكنني أصبت بحالة لم أستطع الخروج منها حتي الآن بعد وفاة شقيقتي خيرية ولذلك فإنني أرفض كل المقابلات التليفزيونية والصحفية وغيرها حتي أنني أجلت كل مشروعاتي الفنية. ألم تفكري في تقديم عمل فني عن الثورة؟ أتمني تقديم عمل عن ثورة52 يناير يجسد بطولات الشباب الطاهر البرئ والشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل مصر واذا توافر نص جيد عن موضوع سأقدمه فورا.