تناسى القسم الذى قطعه على نفسه بأن يتحلى بالأمانه ويكون الصدق عنوانه، ويحافظ على المؤسسة الأمنية التى ينتمى إليها، وطالت يديه ممتلكاتها وزاغ بصره على أموالها وغافل رؤساءه واستولى على الزى الرسمى الخاص بهم وباعه لكل من تسول له نفسه انتحال صفة تلك المهنة التى نصب رجالها أنفسهم للدفاع عن أبناء أرض الكنانة. الصدفة كانت عنوانا كشف فساد أمين شرطة بمديرية أمن قنا بعد أن تلفع بالجرأة وعدم المبالاة وباع الزى الصيفى الخاص بضباط وأفراد الشرطة بالمديرية والذى يقدر ثمنه بنحو مليون وربع المليون جنيه حيث باعها الجانى بمبلغ 40 ألف جنيه فقط لتاجر «بالة». بدأ الكشف عن المستور عندما توجه ضابط من مديرية أمن قنا إلى الإدارة العامة بالقاهرة ليستفسر عن سر تأخر صرف الزى الصيفى للافراد والضباط، فجاءت الاجابة كالصاعقة عندما أخبره المسئولون أن الزى تم تسليمه لأمين الشرطة المسئول عن التوريدات والمخازن بالمديرية، فأمر اللواء صلاح حسان مدير أمن قنا باستدعاء أمين الشرطة لسؤاله بعد تيقنه بأن مخازن المديرية خاليه من الزى الصيفى وهو عبارة عن 4600 قطعة، وشكل العميدان أيمن فتحى رئيس ادارة البحث الجنائى وأحمد فهمى من الاموال العامة وباشراف اللواء عبداللطيف الحناوي فريق بحث وتم القبض على المتهم واعترف أنه دون فى دفاتر الاستلام اسما غير اسمه، وقام ببيع 4600 «بدلة» و2100 ملابس داخلية ميرى للافراد لتاجر «باله» فى القاهرة مقابل مبلغ 40 الف جنيه، وطلب مهلة ليتواصل مع شقيقه أمين الشرطة لاستعادة المسروقات، وقام الأخير بتحميلها على سيارة نصف نقل وإعادتها لمديرية الأمن. وكشفت تحقيقات النيابة بإشراف المستشار مؤمن رضوان رئيس نيابة قنا ان امين الشرطة زور توقيعا وقام بسحب ورقه من النماذج الخاصة بالعهده لتضليل المديرية، وأمرت النيابة بحبسه وشقيقه 4 أيام.