أبرزها وظائف بالمترو براتب 8000 جنيه.. «العمل» توفر 100 فرصة للشباب    يسر عبد الغني رئيسا لنادي السنطة الرياضي وسامي عبد المقصود نائبا (فيديو)    محمد التاجي: لولا تدخل السيسي ل"طبل" الجميع للانتخابات وينتهي الأمر دون كشف التجاوزات    صافي الأرباح يقفز 33%| بنك البركة – مصر يثبت قوته المالية    من 18 إلى 54 ألفًا.. زيادة تعجيزية تهدد مصدر رزق مزارعي بهادة بالقليوبية    ممداني: ناقشت مع الرئيس ترامب مسألة تدخل إدارة الهجرة في نيويورك    محمد موسى يهاجم الجولاني: سيطرتك بلا دور.. والسيادة السورية تنهار    بالأمر، ترامب يحدد الموعد النهائي لزيلينسكي لقبول خطة السلام في أوكرانيا    حدد الموعد، رئيس الاتحاد الفرنسي يتحدث عن اقتراب زيدان لتدريب منتخب الديوك    اختطاف واحتجاز أكثر من 200 تلميذ و12 معلما في هجوم مسلح على مدرسة كاثوليكية بنيجيريا    تطورات مثيرة في قضية سرقة عصام صاصا للحن أغنية شيرين    خبيرة اجتماعية: بعض النساء يهربن للعمل بحثًا عن ذاتهن لا بحثًا عن المال    التوقعات السامة| خبيرة أسرية توضح كيف تحول الزواج لعبء على المرأة    استشارية: خروج المرأة للعمل لا يعفي الرجل من مسؤولية الإنفاق أبدًا    عضو "الشؤون الإسلامية" يوضح حكم التعامل مع الدجالين والمشعوذين    الصورة الأولى لعروس المنوفية التي لقيت مصرعها داخل سيارة سيارة الزفاف    محلل سياسي عن لقاء السيسي ورئيس كوريا: مصر مركز جذب جديد للاستثمارات    فلسطين.. آليات الاحتلال تطلق نيرانها صوب المناطق الشرقية لمدينة خان يونس    «العشري» يدعو الحكومة للاجتماع بالمصنعين ومراجعة قرار فرض رسوم الإغراق على البليت    شيكو بانزا يوضح سبب تأخر عودته للزمالك    مداهمة مفاجئة تكشف الإهمال.. جمعية زراعية مغلقة وقرارات حاسمة من وكيل الوزارة    الجيزة: تعريفة ثابتة للسيارة بديلة التوك توك ولون موحد لكل حى ومدينة    تعرف على حالة الطقس اليوم السبت فى سوهاج    اتحاد الكرة يعلن حكام مباريات الأحد في الدوري الممتاز    مارسيليا يتصدر الدوري الفرنسي مؤقتا بفوز ساحق على نيس    مصطفى حجاج يكشف حقيقة الخلاف بينه وبين هاني محروس    وزير الثقافة يعلن ختام فعاليات الدورة السادسة والأربعين لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي ويُكرم الفائزين بمسابقاته    مى عز الدين تنشر صورا جديدة تجمعها بزوجها أحمد تيمور    تعرف على أسعار اللحوم البلدي اليوم فى سوهاج    خطة السلام بأوكرانيا.. ماذا قال عنها ترامب وبوتين وزيلينسكي؟    مصرع شابين وإصابة 3 في حادث تصادم على طريق بنها–كفر شكر بالقليوبية    أخبار × 24 ساعة.. السياحة: 1.5 مليون سائح ألمانى زاروا مصر منذ بداية 2025    اكتشاف عجز 44 طن سكر داخل مضرب بكفر الشيخ.. وضبط أمين المخازن    رمضان صبحي أمام المحكمة في قضية التزوير| اليوم    بسبب ركن سيارة.. قرار هام في مشاجرة أكتوبر    مسئول إسرائيلى: سنحصل على الشرعية لنزع سلاح حماس إذا لم ينجح الأمريكيون    أحمد حسن يكشف أسباب عدم ضم حجازى والسعيد للمنتخب الثانى بكأس العرب    محلل أداء الأهلى السابق: الفريق استقبل أهدافا كثيرة بسبب طريقة لعب ريبيرو    قائمة بيراميدز - عودة جودة وغياب مصطفى فتحي أمام ريفرز    أهم الأخبار العالمية والعربية حتى منتصف الليل.. ترامب: ممدانى رجل عقلانى جدا ونتفق فى الغاية وهو ليس جهاديا.. طوارئ فى فرنسا استعدادا لحرب محتملة مع روسيا.. وزيلينسكى عن الخطة الأمريكية للسلام: نواجه لحظة حاسمة    أحمديات: برنامج دولة التلاوة رحلة روحانية مع كلمات الله    محمد أبو سعدة ل العاشرة: تجميل الطريق الدائري يرتقى بجودة حياة السكان    صلاح بيصار ل العاشرة: أحمد مرسي علامة كبرى في الفن والأدب السريالي    تباطؤ إنفاق المستهلكين فى كندا خلال الربع الثالث بسبب الرسوم الأمريكية    إعدام كميات كبيرة من الأغذية والمشروبات غير الصالحة بالمنوفية    القاهرة الإخبارية تكشف تفاصيل العملية الانتخابية في الرياض وجدة    11727 مستفيدًا في أسبوع سلامة الدواء بالمنوفية    رئيس جامعة المنيا يناقش إعداد الخطة الاستراتيجية للجامعة 2026–2030    الترسانة يتعادل مع المنصورة في ختام الأسبوع ال13 بدورى المحترفين    جعجع: لبنان يعيش لحظة خطيرة والبلاد تقف على مفترق طرق    عالم بالأوقاف: الإمام الحسين هو النور المكتمل بين الإمامة والنبوة    بسبب رسامة فتيات كشمامسة.. الأنبا بولس يطلب من البابا تواضروس خلوة بدير العذراء البراموس    شوقي علام حول التعاملات البنكية: الفتوى الصحيحة تبدأ بفهم الواقع قبل الحكم    إقبال كثيف وانتظام لافت.. «القاهرة الإخبارية» ترصد سير انتخابات النواب فى الأردن    كيف يؤثر تناول السكر على مرضى السكري وما الكمية المسموح بها؟    «الزراعة» تواصل حملاتها لحماية الثروة الداجنة    جامعة بنها ومؤسسة حياة كريمة ينظمان قافلة بيطرية بمنشاة القناطر    الجالية المصرية بالأردن تدلي بأصواتها في المرحلة الثانية لانتخابات النواب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عاش فيها مصطفى كامل وابن خلدون
العشوائية تحاصر «الخليفة»!

حى الخليفة الذى نبدأ معه تعليقاتنا ومشاهداتنا عن حال الآثار فى بر مصر.. هو نفسه الحى الذى يضم أكثر عدد من الآثار الاسلامية المتميزة التى ترشحه بلا جدل لأن يكون محمية أثرية. كما أنه باسمه ووضعه يعد رمزا للخلفاء ولزمن كانت فيه القاهرة جميلة بأبنيتها وأهلها.
هذا الحى يذكرنا أيضا بما كتبه العالم الجليل د. سيد عويس فى كتابه القيم «التاريخ الذى أحمله على ظهرى» ، فهو سيرة ذاتية تبدأ بحديث الذكريات عن هذا الحى الذى شهد أيام طفولته وصباه، وهو بمنهجه الشديد المصرية، ابن الطبقة الوسطى التى صنعت ومازالت وتنشغل بحال البلد.
لكن ليس هذا زمن الخلفاء ولا زمن سيد عويس الذى كان ثمرة لثورة 1919 الأهم فى تاريخ مصر، ولكنه زمن يحتاج منا إلى وقفة.
فالبشر والأثر يعانى فى هذا الحى الذى يتكون من 14 شياخة، من أهمها الصليبة الذى تعرضت آثاره للكثير من الاهمال منذ زلزال أكتوبر 1992.
وهو الأمر الذى أوجد العديد من الاقتراحات منها جعل القاهرة التاريخية منطقة منفصلة عن محافظة القاهرة، وبهذا تقتصر بحدودها الشمالية على المنطقة التى تقع عند تقاطع طريق النصر مع شارع الأمير قرقماش.
والحدود الجنوبية فى المنطقة من تقاطع السد البرانى مع شارع سلامة.
أما الحدود الشرقية فهى تقاطع شارعى مجرى العيون مع طريق صلاح سالم. وتأتى الحدود الغربية من تقاطع شارع البغالة مع شارع الجيش على أن يتم التخلص من المياه الجوفية، وعدم سكنى هذه البنايات و استخدام التكنولوجيا.
أما المجلس الأعلى للآثار فقد اقترح أن يكون الشارع مخصصا للمشاة فقط، حتى لا تتعرض الآثار للضرر. كما أعلن صراحة على أن هذه الآثار يلزمها 500 مليون جنيه سنويا فى حين أنه يتحرك فى حدود مبالغ معينة.
بداية الحكاية
بدأنا من شارع شيخون،و يقع فى بداية الشارع قسم الخليفة وبمجرد النظر لوضع المكان بشكل عام لايمكن تصور ان هذه المنطقة زاخرة بالاماكن والآثار الاسلامية الفريدة التى تشهد بزهو العصورالتى شيدت بها.
وأول ما يعلن عن نفسه فى هذا الشارع هى الصعوبة البالغة فى التجول سيرا على الأقدام فى الشارع المزدحم بالسيارات التى تسير فى اتجاهين معاكسين،رغم ضيق الشارع الذى لا يسع سوى حارتين للمرور فقط ، وإن كان هذا لم يمنع من وجود سيارات على جانبى الطريق مما يزيد الامر تعقيدا .
أما الأرصفة فتم احتلالها من جانب اصحاب المحال والورش- شأنها شأن أى شارع فى القاهرة- التى تمتد على طول الشارع الذى يعانى من التلوث السمعى والهوائى والبصري.
يطالعنا وسط الكتل الاسمنتية غيرالمنتظمة الشكل مبنى أثرى ذو بناء معمارى مميز وضعت عليه لافتة توضح انه سبيل وكتاب قايتباى وأنشئ عام1479م و884 هجرية ،والسبيل كما تشير اللافتة- تم ترميمه بمشاركة الوكالة الاسبانية للتعاون الدولى واستغرق اصلاحه الفترة من ديسمبر 1996حتى يوليو2000.
قابلنا داخل المكان رويدا محمد عبد الصبور- مسئولة الارشاد التى أوضحت أن السبيل هو أول سبيل منفصل يعلوه كتاب، ويتميز بالأعمال الحجرية والرخامية والخشبية ذات العناصر النباتية والكتابة الملونة والمذهبة،وتتكون عمارته الخارجية من ثلاث واجهات حجرية أولاها رئيسية من الناحية الشمالية الغربية وتطل على شارع الصليبة ،وبها المدخل الرئيسى الذى يقع على يساره حجرات التسبيل التى تعلو عدة درجات رخامية ،ويعلو مدخل الحجرة كتابة نسخية بارزة نصها«أبوالنصر قايتباى عز لمولانا السلطان الملك الاشرف عز نصره بمحمد وآله» ،وعلى الجانبين يوجد «شازروان» وهى كلمة فارسية تعبر عن قطعة فنية مزخرفة من الرخام بها فتحات لمرور المياه الى الحجرة حيث يقع خلفها خزان المياه ولقد تم ترميمهما احدهما ظل فى مكانه والاخر تم ازالته نتيجة تهالكه ووضع أمام الاول على اعتبار انهما فقدا وظيفتهما،وهناك نوافذ كبيرة على جانبى الحجرة المطلين على الشارع وتحتهما فتحات لإمداد المارة بالماء،اما سقف الحجرة فهو تحفة فنية من الخشب فقط ومكتوب عليه الآيه الكريمة «مثل الذين ينفقون أموالهم فى سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل فى كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم ».
وعلى الجانب الايمن لمدخل الحجرة هناك باب لحجرة اخرى كانت مستغلة كمقر لمدرسة السينما وتركوها نظرا للرطوبة العالية بها فهى مؤدية لبئر المياه الذى تم ترميمه ويبلغ عمقه حوالى 6 أمتار وللوصول إليه يجب النزول على درج يتكون من 19 درجة بشكل حلزونى ،والمفاجأة التى تبهر السائحين ان البئر لايزال تغمره المياه،والدخول للسبيل مجانا للمصريين و30 جنيها للسائحين ،هذا بالنسبة للسبيل الذى يقع فى الدور الأول.
اما الدور الثانى فتم استغلاله من قبل وزارة الثقافة واثناء الصعود الى السلم نرى على جانبه لوحات فنية ومقتنيات من كتب المستشرقين لها قيمة فنية وتاريخية،ويضم الدور ثلاث حجرات احداها قاعة ندوات والاخرى تابعة للمدرسة العربية لتعليم فنون السينما والتليفزيون عن بعد،وهناك قاعة لأنشطة الاطفال حدثنا عنها عمروسليمان مسئول العلاقات العامة والاعلام حيث انه فى إطار دور وزارة الثقافة التنويرى نقدم خدمة مجانية لتعليم الرسم والأشغال اليدويه بالقماش وغيرها من الانشطة الى جانب الاطلاع على الكتب،ومشاركة اعمال الاطفال فى معارض فنية ،ويتردد اطفال الحى على المكتبة بشكل مكثف اثناء فترة الاجازات ،ويعد تواجد هذه الانشطة داخل مبنى آثرى اضافة واستمرارية لرسالة المكان الخيرية عبر العصور.
ويضيف ان الدورالثالث به مكتبة الحضارة الاسلامية وتضم خمسة آلاف كتاب تتناول التاريخ الاسلامى كعمارة وحضارة عبر العصور وهى كنوز لها قيمة كبيرة ولذلك فهى للاطلاع فقط وهناك خدمة تصوير وسكانر لنسبة 10% من عدد صفحات الكتب بأسعار رمزية، ويتردد عليها الطلاب والباحثون ،وبالرغم من القيمة الاثرية للمبنى والثقافية إلا انه لا يحظى باهتمام المسئولين !!
وتستمر جولتنا بشارع شيخو ويواجهنا مسجد ومدرسة قانيباى محمدى والذى تم افتتاحه عام 2006 بعد ترميمه إثر الزلزال، ولكن هناك بعض أصحاب المحال قاموا باستغلال الجانب الخلفى له فى إلقاء مخلفاتهم دون مراعاة لقيمته!!
ولكن بالرغم من ذلك تعتمد صيانة المسجد على تبرعات أهل الخير نظرا لضعف صرفيات وزارة الاوقاف كما يؤكد خادم المسجد حيث يتم صرف سجاد مستعمل لفرش المسجد وكميات محدودة من المصابيح ،و يقوم أهالى الحى بتصليح التلفيات وتقديم التبرعات العينية بشكل مستمر.
شيخو يعانى الاهمال
على بعد عدة أمتار مررنا بالمدرسة الناصرية التى تجاورها الورش والمحال ،ثم قابلنا مبنى آثرى اخر دون على لافتته انه سبيل الامير عبدالله وتم ترميمه فى سبتمبر 2008،ولكنه مغلق !وبالاستفسارعنه من اصحاب المحال الموجودة بالمبنى الآثرى أكدوا ان وضعهم قانونى ومرخص.
وقال عاطف عيد صاحب محل قطع غيار سيارات- ان المبنى مغلق بالنسبة للمواطنين ولكن يتردد عليه موظفون الاثار بين الحين والآخر .
وبجوارالسبيل وجدنا مظهرا لأعمال ترميم احد المبانى الآثرية ،وداخله التقينا أحمد مندور مدير عام ترميم آثار منطقة السيدة زينب والخليفة - الذى أكد ان هناك اختلافا بين دور مفتش الآثار ومسئول الترميم ،وان المكان الذى يتم ترميمه حاليا هو سبيل ملحق بخانقاه شيخو،وتتم أعمال الترميم بشكل ذاتى من داخل الهيئة حيث توجد العمالة الفنية المتخصصة وعمال الحرف الاثرية واخصائى الترميم مشيرا إلى القيمة التاريخية للمنطقة التى تضم آثار اسلامية فريدة يجب توظيفها بشكل ثقافى أفضل مثل قصر الأمير طاز ،وان شارع شيخون والصليبة متصل بجبل السيدة نفيسة وشارع الأشراف مع شارع السيوفية ممايوضح محورية هذا الشارع الذى كان طريق موكب السلطان فيما مضي.
وفى سماء الشارع تلتقى مآذن مسجد شيخو وخانقاه شيخو الذى يطلق عليهم البعض شيخو قبلى وبحرى المتقابلين فى مشهد مميز ،وبالرغم من الانتهاء من ترميمهما فى سبتمبر2008إلا ان أحدهما مفتوح والآخر مغلق وقد علق عليه لافتة كرتونية مكتوب عليها بخط اليد »مغلق« .
وكلاهما معلق عليه لافتة رخامية تؤكد افتتاحهما بعد الترميم فى هذا التاريخ!!
و عند البوابة أخبرنا عاطف مسئول العهدة بالمسجد بأنه ممنوع الدخول حرصا على حياة المواطنين، وأن اعمال الترميم بدأت منذ بداية التسعينيات، وفى 2008 افتتح لساعات قليلة، وبعدها أغلق فورا خوفا من سقوط السقف على المصليين !!
ومنذ ذلك التاريخ تتم أعمال ترميم من حين لآخر،و المكان تحول لما أشبه بالمخازن ،وقباب المسجد مرتع للثعابين التى تسكن السقف ،والاهمال يفترس جمال وروعة التاريخ.
فهذا المسجد يضم أكبر وأجمل دكة للمبلغ والذى تم تفكيك سلمه المصنوع من خشب الصندل ،هذا الى جانب المنبر الخشبى المميز.
قبل ثورة يناير كان يعمل بالمكان حوالى 500 من شباب المرممين وبعدها اصبح المكان خاليا ،وساهم فى تردى الأوضاع القاء الاهالى للمخلفات والقمامة عند الباب الخلفى وكسر مواسير الصرف، وبالفعل قدمت شكاوى للمسئولين بوزارة الاوقاف والمجلس الأعلى للآثارعن وضع المسجد.
وفى الجهة المقابلة يبدو مسجد شيخو مفتوحا للمصلين وعنه يقول رجب صادق موظف الأوقاف بالمسجد ان المسجد تم ترميمه بعد سقوط المأذنه عام 1992 والمياه الجوفية طالما عانى منها المسجد، و لهذا تظهر اثار الرطوبة بوضوح فى المكان،الذى يحتاج الى كثير من الاهتمام فتبرعات الاهالى لا تكفي، وهناك ضرورة لترميم كثير من اعمدته وجدرانه.
ويطالب باعادة النظر لأحوال عمال المساجد فالمرتبات ضعيفة ولا تفى باحتياجات اسرهم،اى أن المساجد وعمالها تحتاج الى رعاية.
القمامة تحاصر الصليبة
ومع بداية شارع الصليبة يظهر سبيل و كتاب أم عباس- وهى السيدة بمبة قادن والدة عباس حلمى الأول وزوجة الأمير طوسون ابن الوالى محمد على باشا والتى كما يقول د. عاصم رزق أستاذ الآثار الاسلامية أوقفت عليه أوقافا كثيرة لأعمال الاصلاح والترميم- المعروف بجمال عمارته ،ولكنه وقع تحت حصار المخلفات وصناديق القمامة التى شوهت المنظر فى اساءة بالغة لتراثنا التاريخي.
لم نتمكن من دخوله بسبب اغلاقه بالرغم من ان الوقت لم يتعد الثانية ظهرا ،وبحالة من اليأس من التغيير يقول محمد اسماعيل صاحب أحد المحال ومن اهالى المنطقة انخفض عدد المترددين على المرسم الموجود داخل السبيل والشارع الذى فقد رونقه وسماته التى تربينا فى اجوائها،بعدما طالته يد الاهمال والتعديات ،فالمشكلة اننا فقدنا التمييز واصبحنا نعانى من التخلف وعدم الاحساس بقيمة حضارتنا،واختتم بقوله الله المستعان .
وتضيف نادرة على حسين صاحبة محل الشارع يعانى من تدنى فى مستوى الخدمات بشكل عام،هذا الى جانب صعوبة الحركة المرورية والتى تسببت فى وفاة واصابة عدد من المواطنين وطلبة المدارس المنتشرة فى الشارع مثل مدرسة بنباقادن الاعدادية ومدرسة التربية الفكرية بطولون.
وهناك تدنى فى المستوى الاخلاقى ايضا يظهر فى السلوكيات السيئة والبلطجة والسرقات التى طالت المساجد بالرغم من وجود قسم الخليفة فى مقدمة الشارع.
ويشاركها الرأى أحمد جابر- تاجر انتيكات الذى يقول بحزن شديد: اصبح الشارع الشاهد على الحضارة الاسلامية صورة للعشوائية والهمجية ومقلب قمامة فهل تستحق آثارنا هذا الجرم وعدم التقدير؟وكيف نسعى للتنمية السياحية وهذا هو حال شوارعنا التاريخية؟!
أما مسجد ومدرسة تغرى بردى الرومي(843هجريه1439م)والذى لم يدخل فى خطة الترميم كما يؤكد جمعة كامل محمود خادم المسجد فتم ترميم بعض الاجزاء منذ 12 عاما،والأن يحتاج المسجد لترميم بشكل كامل وفورى خاصة السقف الخشبى وسقف الحجرة الملحقة بالمسجد الذى سقط بالفعل منذ 8 سنوات !!
ولقد طالبنا المسئولين بالتدخل لخطورة الوضع ولكن دون جدوى ،وبالرغم من ذلك نعمل على صيانة المكان فى حدود الامكانيات المحدودة ،ولانلقى سوى الجزاءات من التفتيش ،وبسؤاله عن وقت مرور المفتشين رد بسخرية »مين اللى بيمر؟!« اننا لا نراهم ولكن نعاقب بسببهم فقط .
لابد من وقفة:
هذا الشارع كما يقول د. حسنى نويصر أستاذ الآثار الاسلامية بجامعة القاهرة يحتاج إلى وقفة خاصة. فالصليبة هو وصف للمستشرقين، ولكن لدينا نسميه التربيعة، لأن له أربع نواصى وهذا الشارع كان يسير به موكب السلطان، ويقطعه شارعان وامتداده السيوفية المؤدى إلى الأمير طاز و شارع الركيبة وأهميته تعود للمحمل الذى كان ينقل الكسوة الشريفة إلى الأراضى الحجازية.
والآثار الموجودة بالمكان يعود معظمها للماليك البحرية والجراكسة، وهى مهمة ومعروفة ومنها قانيباى محمدى و تغربردى و شيخون قبلى وبحرى و سبيل السلطان قايتباي.
وعندما حدث زلزال 1992 تعرضت مأذنة شيخون القبلى لمشكلة، و للعلم المسجد أقدم من الخانقاه ، وحتى عندما حدث ترميم لبعض الآثار لفت اليونسكو نظرنا إلى أن بعض الترميمات خاطئة كما حدث فى قبة الأمير صرغتمش.
للأسف فان جهاز القاهرة الفاطمية لم يلتزم بفكرة الطرز المعمارية عند الترميم، فأسلوب الترميم واحد وهناك بعض الأعمال حدثت بشكل عشوائي.
فالخشب مثلا والأسقف تحتاج إلى مرمم متخصص.
وسبيل قايتباى من أهم الآثار الاسلامية وله أوقاف و حجة شرعية، وكان مستخدما من أيام وزارة المعارف وكان هناك مشغل للبنات.
ومشكلة آثار حى الخليفة أيضا أنه لايوجد حرم للآثار، ورغم هذا فلابد من نظرة خاصة للمكان لأن كل أبنيته يمكن أن نعتبرها معجزة معمارية. فسبيل قايتباى و قانيباى محمدى و تغربردى المؤذى و شيخو كل منهم بنى على هضبة لم تستغل من فجر الاسلام وحتى العصر المملوكي.
ولهذا فالتصميم معجز و المهندس عبقرى فالبناء يتواءم مع خط تنظيم الطريق و لكنه يحدد بذكاء ويتحرك فى اتجاه القبلة. وهى عبقرية هندسية للمواءمة بين خط تنظيم الطريق و توجيه المنشأة ناحية القبلة.
وفى الماضى استغل المسئول عن القاهرة بعض الأماكن مثل قانيباى محمدى و دفن به ونقل لقبره لوح رخامى من صرغتمش. وليس هذا هو كل ما حدث لقانيباى محمدى المبنى على جرف صخرى انهار جزء منه فى نهاية القرن التاسع عشر و اكتفت لجنة الآثار بعدها بالقاعة الوسطى و أيوان القبلة و القبة الضريحية و تغاضت عن السبيل و الايوان البحري.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.