مغلق للترميم منذ أكثر من ثلاثون عامًا، هذا هو حال مسجد "قانيباى الرماح" الذي يعد أحد أهم أثار العصر المملوكى، والتى تعبر عن مدى براعة وتقدم الفن فى هذا الوقت وتعكس الحضارة المصرية العريقة. وتتكبد وزارة الآثار الآن العناء لترميمه بعد اهمال طال مداه لمحو بعد معالم ذلك الاثر، وإذا دارت عجلة التاريخ للخلف، ورأى الامير المملوكى "قايتباى" ما آل إليه حال المسجد، لوجه سهام رمحه إلى المسئولين. تاريخ المسجد بنى الجامع الأمير قانيباي السيفي أمير اخور سنة 908 ه (1503م) في أيام سلطنة قنصوه الغوري 1501 - 1516 والحق به سبيل وكتاب. ويعد الجامع من الجوامع المعلقة، فهو مبنى على عقود مُصَلّبة تحملها أكتاف حجرية مربعة تكون حجرات وطرقات أسف الجامع. وفي جولة ل "بوابة الوفد" رصدنا كيف تحول المسجد من معقل الفقهاء ونافذه دينية تاريخية، الي مكان لقضاء حاجة المارة أمام الأعين، وكأنه مشهد اعتاد عليه قاطنى المنطقة. يسيطر ذلك المشهد دون النظر لعراقة المسجد التاريخي، ودون منع الأشخاص من ذلك الفعل المشين لقدسية المكان، حتى إذا بقي منه بعض الحجارة المهملة ذات العبق التاريخى . شكله الخرافي وبعد أن كان المسجد عبارة عن صحن أوسط تتعامد عليه أربعة ايونات مسقوفة بعقود متنوعة الأشكال، أصبح الآن مبنى يرتكز على مجموعة من الأعمدة الخشبية بداخله تمنعه من الانهيار. وتحول الايوان الغربي المعقود سقفه بقبو متقاطع، إلى مأوى للعناكب وجدت فيه حياة مطمئنة دون ان يزعجها أحد. وفي الركن الجنوبي الشرقي من الصحن، باب يؤدى إلى غرفة الضريح التي دفن فيها "قانيباى" وتعلو الضريح قبة تبين روعه الجامع، تهشمت مع زلزال 1992 ولم ترمم حتى الآن. كما أصاب المسجد العديد من التصدعات والتشققات بجدرانه الزخرفية، بالإضافة إلى المياه المرشحه التي تسكن المسجد والتي جعلت أرضه رخوة لا تتحمل حمل جدران وعمدان. وباتت مظاهر الاهمال والخراب تهدد المسجد، الذى لم يرحمه الزمن ايضا، فترك عليه علامات الشيخوخة التي تهدده بالانقراض، في مشهد اعتيادي للعديد من الأبنية الأثرية.