إذا كنا نسلم بأن الإسلام في جوهره نظام للتنوير وإنارة العقول ومنهج واضح للتعليم الروحي من أجل تصحيح السلوك ونشر الفضيلة فإن من الضروري أن يصحب ذلك جهد واضح من جانب المسلمين أنفسهم حتي يحققوا كل ما نص عليه الإسلام.. فالله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم! ومعني ذلك إن نهضة الإسلام ممكنة وحتمية إذا توافرت العزيمة الصادقة.. وهذه النهضة تبدأ أولا بتحرير العقل المسلم من الأحكام المسبقة والخزعبلات غير الموثقة وذلك بواسطة التوحيد في صورته الأساسية كما وضعها القرآن.. والإيمان عن قناعة بأن الدين هو الذي يرتفع بالأرواح إلي مستوي النبل والكرامة. ولست أضيف جديدا عندما أقول: إن الإسلام أكد كل هذه المعاني ولم يجعل للإنسان من امتيازات سوي امتيازات العلم والمعرفة. و من هنا تأتي مسئولية رجال الدعوة والفكر المستنيرين الذين يتحتم عليهم أن يوظفوا كل أدوات التأثير علي شكل رسائل دائمة وصادقة لشعوب الأمة حول الأبعاد السامية للإسلام المتمثلة في قدرة الانفتاح علي الغير وقبول الرأي الآخر واحترام العقائد الأخري. إننا بحاجة إلي دعاة وفقهاء ينصرفون إلي المهمة الأسمي باتجاه استنهاض الأمة الإسلامية لنفسها من خلال صحة اليقين بأن السبيل لذلك يبدأ بتصحيح ضروري لرؤية ومفهوم الإسلام من الداخل وعدم التخلف عن مواكبة ما يجري من تقدم علمي وفكري علي امتداد العالم وتحت مظلة من إحدي ثوابت الفكر والشريعة الإسلامية اسمها صيانة حقوق العقل البشري لأن أعظم ما في الإسلام أنه كرم الإنسان ودعا إلي إعمال العقل في كل شيء.. أعقلها وتوكل! خير الكلام: أعظم ثروة تسكن في العقل.. والخراب ربيب الجهل! المزيد من أعمدة مرسى عطا الله