أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى أهمية تعزيز التعاون والتشاور بين مصر والمانيا بما يساهم فى التصدى للتحديات المشتركة، لاسيما فى ظل المخاطر الإقليمية والدولية المحيطة، خاصة الإرهاب الدولى الذى لا يمكن هزيمته إلا فى إطار مقاربة شاملة تتضمن الأبعاد الثقافية والفكرية والتنموية إلى جانب الأبعاد الأمنية والعسكرية. جاء ذلك خلال استقباله أمس فولكر كاودر رئيس الكتلة البرلمانية للائتلاف الحاكم فى البرلمان الاتحادى الألماني، وذلك بحضور سامح شكرى وزير الخارجية، وسفير ألمانيا بالقاهرة. وصرح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس السيسى رحب - خلال اللقاء - بكاودر وطلب نقل تحياته إلى المستشارة الألمانية ميركل، مؤكداً اعتزاز مصر بالعلاقات المتميزة التى تربطها بألمانيا. وعبر عن التطلع لتعزيز العلاقات الثنائية على جميع الأصعدة، لاسيما على المستويين الاقتصادى والثقافي، فضلاً عن بدء التواصل بين مجلس النواب المصرى والبرلمان الألماني. كما تناول الرئيس الجهود التى تبذلها مصر فى سبيل تحقيق التنمية الشاملة، مشيراً إلى الحرص على تحقيق التوازن بين إرساء الأمن والاستقرار وبين الحقوق والحريات التى يتعين تنميتها وازدهارها. واستعرض الرئيس السيسى جهود مصر فى مجال مكافحة الفكر الأصولى المتطرف وتصحيح الخطاب الدينى بما يسهم فى إبراز الصورة الحقيقية للإسلام. كما أعرب عن تقديره لموقف ألمانيا فى التعامل مع أزمة اللاجئين، مؤكداً أهمية تبنى استراتيجية شاملة للتعامل مع أسباب هذه الظاهرة، بحيث تتضمن سبل معالجة التحديات والنزاعات القائمة بالمنطقة، بالإضافة إلى متابعة جهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وذكر المتحدث الرسمى أن كاودر نقل تحيات المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى الرئيس السيسي، مؤكداً تقدير ألمانيا لدور مصر المركزى بالشرق الأوسط باعتبارها ركيزة أساسية للأمن والاستقرار، فضلاً عما تبذله من جهود مقدرة فى مجال مكافحة الإرهاب والتصدى للفكر المتطرف. كما أعرب كاودر عن اهتمام بلاده بتعزيز التعاون الاقتصادى مع مصر والمساهمة بفعالية فى دفع جهود التنمية، مشيراً إلى قيام نائب المستشارة الألمانية ووزير الاقتصاد بزيارة مصر خلال شهر أبريل الجارى على رأس وفد كبير من الشركات الألمانية، بما يعكس حرص بلاده على تشجيع الشركات الألمانية على التعرف على فرص الاستثمار الواعدة فى مصر. كما أكد أن تعدد الزيارات المتبادلة خلال الفترة الماضية يعكس ما تشهده العلاقات الثنائية من تنام ملحوظ. كما ثمن الجهود التى تبذلها مصر على صعيد التحول الديمقراطى وتحقيق الاستقرار والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، معرباً عن أمله فى مواصلة هذه الجهود. كما أشار إلى حرص بلاده على تكثيف التشاور مع الجانب المصرى حول سبل التوصل لتسويات سياسية للأزمات القائمة بالمنطقة. وأضاف السفير علاء يوسف أن اللقاء شهد تباحثا حول سبل استعادة مصر لمكانتها كمقصد سياحى متميز للمواطنين الألمان. كما تناول اللقاء استعراض تطورات الأوضاع فى بعض دول المنطقة، وفى مقدمتها ليبيا، حيث أكد الجانبان أهمية تضافر جهود المجتمع الدولى لاستعادة الاستقرار بها، كما أكد الرئيس ضرورة دعم حكومة الوفاق الوطنى وتمكينها من بسط سيطرتها على كامل الأراضى الليبية، فضلاً عن دعم مؤسسات الدولة الليبية، ومن بينها الجيش الوطنى وضرورة رفع حظر توريد السلاح إليه ليتمكن من تحقيق الأمن والاستقرار ويضطلع بدوره فى مكافحة الإرهاب.