بين الشمول والقصور، تباينت ردود أفعال ممثلي الشعب داخل أروقة البرلمان، حول "نعم نستطيع" برنامج الحكومة الذي القاه المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، حيث وصفه البعض بأنه شمولي وإيجابي وطموح، بينما رأوه أخرين تقليدي وشابه القصور. "الآمل والبداية"، أثار الكثير من التساؤلات حول إمكانية تحقيق ما ورد في برنامج الحكومة دون وجود آليات تنفيذ واضحه؟، وهل ينجح في بث بصيص من الآمل في الطريق المظلم الذي يسيطر على غالبية الشعب؟، وهل ستكون لقاءات رئيس الوزراء مع أعضاء نواب المحافظات بمثابة صك الموافقة على البيان؟، وهل منح تصفيق مجلس النواب للوزراء قبلة الحياة؟، وكيف يراقب البرلمان أداء الحكومة ووزرائها وهم يمنحوهم تأشيرات الخدمات لدوائرهم؟، وهل شعر المواطنين بالآمل والتفاؤل؟، .. الأيام القليلة المقبلة كفيلة بالإجابة عن تلك التساؤلات. لا أدري هل سقط الشباب سهوا أم عمدا من برنامج الحكومة؟ .. هذا السقوط جاء نتيجة تجاهل برنامج الحكومة للشباب، حيث لم يضع ملامح واضحة حول مشاركتهم ومساهماتهم في تحقيق الآمال المرجوة، وأن محاولات اقصائهم من مسيرة التنمية تنذر بالخطر، الأمر الذي يجعلهم فريسة سهلة للجماعات الإرهابية والانحراف. اعتقد أن التغيير الوزاري الذي اجراه المهندس شريف إسماعيل، لم يرتقي لمتطلبات قطاع عريض من المواطنين، كانوا يأملون في تغيير يحقق آمالهم وطموحاتهم، عبر تغيير الوزراء الذين أثار كثيرا من الجدل في الشارع المصري مثل وزير التخطيط الذي أشعل الشارع بقانون الخدمة الاجتماعية وكذلك وزير التربية والتعليم، فربما جاء التغير لإرضاء مجلس النواب وكثب ثقته في الحكومة بتشكيلها الجديد. تصريحات الوزراء الجدد، استدعت إلى ذهني مقوله "يخلق من الشبة أربعين"، حيث صاروا على ضرب سابقيهم، فوزير الطيران السابق والحالي اتفق على أهمية النهوض بالعنصر البشري، وتشابهت تصريحات وزير السياحة السابق والحالي في دعوتهما لتنشيط السياحة، مما يؤكد عدم وجود رؤية حقيقة لديهما، بل يبحثون عن "شو إعلامي" يعرف المواطنين بهم. لن تتحقق النهضة المنشودة في الوزارات والقطاعات المختلفة، إلا من خلال تغيير السياسات عبر وضع رؤى وأهداف واضحة، لا عن طريق تغيير الأشخاص، فالدولة مطالبة بوضع خطط مستقبلية طويلة المدى في كافة المجالات تنفذها الحكومات المتعاقبة كي نصل بمصرنا الحبيبة إلى طريق التقدم والازدهار. [email protected] لمزيد من مقالات عماد الدين صابر