دقت ساعة الصفر لمارثون الانتخابات البرلمانية، التي باتت حلماً يتطلع المواطن إليه بشغف شديد لتحقيق طموحاته وآماله، في غدٍ مشرق بعد ثورتين متلاحقتين. والسؤال الذي يتبادر إلى الأذهان: " كيف يمكن تحقيق ذلك في ظل الانقسامات التي تشهدها أروقة الأحزاب السياسية؟ " .. الواضح أن جميع التيارات بمختلفة إيديولوجياتهاوإنتماءاتها غير متفقة على شئ، وبالنظر بنوع من الفحص والتدقيق داخل الأحزاب ذات المرجعية الواحدة نجدها منقسمة ومختلفة حول تمثيلها الانتخابي. المشهد يبدو قاتماً، وغير مبشر بخير، في ظل حالة الصراع الحادثة داخل حزب الوفد الذي انقسم إلى وفدين، والتخبط والاتهامات المتبادلة بين "المصريين الأحرار" وأحزاب أخرى، ومعانة حزب الدستور بعد استقالة رئيسته الدكتورة هالة شكر الله. المؤكد أن هذه الانقسامات تفتح الطريق أمام فلول الوطني والإخوان، لاستعادة قواعدها والحصول على مقاعد داخل البرلمان المقبل في ظل امتلاكها للمال السياسي، الذي سيلعب دوراً كبيراً في عملية التصويت إذا لم ينتبه الناخبون إلى مسألة الوقوع في فخ الماضي، فيتم سرقة البرلمان من بين أيديهم. أعتقد أن فشل الأحزاب في تكوين قائمة موحدة، يرجع إلى ثقة كل حزب في نفسه بامتلاكه القيادة والشعبية في الشارع، الأمر الذي دفعهم إلى الطمع في الحصول على نسبة كبيرة من المرشحين داخل القائمة، إضافة إلى أن القائمة الموحدة ضد طبيعة الأحزاب السياسية التي تقوم على التنافس وليس التوحد. نحن في انتظار غلق باب الترشح لمعرفة ما ستسفر عنه الاجتماعات المكثفة للأحزاب السياسية والقوى الوطنية، وعدد القوائم، وأسماء المرشحين سواء في القوائم أو الفردي، ويبقى الترقب والحذر الشديد قائماً من سرقة فرحة المصريين عبر برلمان لا يحقق متطالباتهم. القت اللجنة العليا للانتخابات، بإعلانها الجدول الزمني للعملية الانتخابية، الكرة في ملعب المواطن – كان الله في عونه -الذي يتحمل عبء كبيراً في عملية اختيار مرشحه، في ظل حالة الارتباك الواضحة في المشهد الانتخابي، وبرامج "التوك شو" الملاكي، التي تزيد الطين بلة. يبقى سؤال مهم ربما يقلب الاستحقاق الثالث والأخير رأساً على عقب: " هل ستعود العملية الانتخابية لمرحلة "الصفر" مرة أخرى بسبب الطعون؟ .. وما هو شكل البرلمان المقبل؟ .. الإجابة تحملها طيات الأيام المقبلة. [email protected] لمزيد من مقالات عماد الدين صابر