فيما يعتبر تحديا صارخا للقانون, شهدت أمس جلسة محاكمة المتهمين بموقعة الجمل أحداثا مؤسفة قام بها عدد كبير من أنصار المتهم العاشر مرتضي منصور وكان من بينهم زوجته وشقيقتها وابنته, وكان لديهم إصرار كبير علي إفساد النظام بالجلسة من خلال إحداث بلبلة داخل القاعة بداية من تلاوة القرآن الكريم بصوت عال حتي ترديد الهتافات ضد رئيس المحكمة, وذلك لإجبار رئيس المحكمة علي تنفيذ طلبهم بالتنحي عن نظر القضية. وكانت هيئة المحكمة قد انعقدت أمس برئاسة المستشار مصطفي حسن عبد الله وعضوية المستشارين أنور رضوان وأحمد دهشان, حيث بدأت الجلسة بالإستماع لشاهد الاثبات أحمد عبد الحميد حسن محام حر, الذي قرر انه مقيم بالزاوية الحمراء وهي نفس الدائرة التي كان النائب إيهاب العمدة المتهم الثامن عشر بالقضية نائبا عنها بمجلس الشعب, وأوضح انه بعد الخطاب الأخير للرئيس السابق حدث إختلاف بين سكان المنطقة مابين مؤيد ومعارض للرئيس السابق وفي اليوم التالي قررت أنا ومجموعه من أهالي منطقة الزاوية الحمراء الخروج في مظاهرة تأييد للرئيس السابق, ولكننا فوجئنا أن هناك اقاويل تتردد بأننا حصلنا علي أموال وطعام من المتهم ايهاب العمدة وبعض أعضاء الحزب الوطني للخروج في هذه المظاهرة فقمنا علي الفور بتحرير محضر بالواقعه ودعمناه بأقوال تم تسجيلها بالشهر العقاري تفيد بأننا لم نحصل علي أموال من احد للخروج في هذه المظاهرة. وتقدمنا بهذا البلاغ الي قاضي التحقيق المستشار محمود السبروت الا انني فوجئت بعد ذلك ان اقوالنا قد دون عليها كلمة شهود إثبات بالقضية, وهنا صرخ ايهاب العمدة من داخل قفص الاتهام مؤكدا ان البلاغ قد حرر ضده من أحد منافسيه بالدائرة وهو من يكيل له هذه الاتهامات الكيدية. وقبل ان تستكمل المحكمة سماع الشهود توجهت إحدي السيدات نحو المنصة تطلب من المحكمة سماعها وعرفت نفسها بأنها زوجة مرتضي منصور وطلبت الحديث فرفض رئيس المحكمة وهنا بدأ عدد كبير من الحاضرين بالجلسة من انصار مرتضي منصور بتلاوة سورة يس بصوت عال, ليواجهوا بها رئيس المحكمة الذي إنتظر حتي فرغوا من تلاوة سورة يس كاملة, ليسمح بعد ذلك لزوجة المتهم العاشر مرتضي منصور ووالدة المتهم الثاني والعشرين وخالة المتهم الثالث والعشرين, وبدأت بقولها إسمي نجوي محمد علم الدين, وانا زوجة وام مكلومة, ثم سلمت رئيس المحكمة صورا لأحفادها وهي تبكي, ووقع سجال بينها وبين رئيس المحكمة حول أنه يطبق القانون وأن القانون منح للمتهم حق طلب رد المحكمة وأنه لم يتجاوز ما نص عليه القانون. وهنا تدخل محامي منصور يحاول ان يعدد امام رئيس المحكمة مبررات طلبهم تنحيته عن نظر القضية بوجود خصومة بين رئيس المحكمة والمتهم العاشر, فرد عليه رئيس المحكمة قائلا: أنا لا غضاضة بيني وبين اي متهم بالقضية, وانا لم ألتق بمرتضي منصور منذ بداية حياتي القضائية, ولم يقف أمامي من قبل لا متهما ولا مدافعا. وبعد محاولات عديدة من جانب زوجة مرتضي منصور ومحاميه لإقناع رئيس المحكمة بالتنحي عن نظر القضية, ورده عليهما بأن ذلك حق كفله القانون للمتهم وأن عليهم سلوك الطرق التي حددها القانون, مؤكدا بذلك إصراره علي نظر القضية, وهنا فوجئ الحاضرون بصوت المتهم محمد عودة صادرا من داخل القفص مرددا يا سيادة القاضي فين هيبة الدولة, فرد عليه أنصار منصورإنتوا اللي خربتوها, وبعدها قاموا بالصراخ من جديد مرددين إرحل.. إرحل ليسيطروا بذلك علي الأحداث داخل القاعة من جديد, ويضطر رئيس المحكمة للإنسحاب.