كان همنا الأكبر حاليا هو اختيار الحاكم الصالح لمصر فانه علينا أيضا تبصرة الحاكم القادم بأهم معايير اختيار معاونيه مستفيدين من دروس الماضي. اذاومسترشدين مرة أخري بما أورده ابن عبد ربه في كتابه الثمين العقد الفريد من وصايا تصلح لكل زمان ومكان في مقدمتها ما أوصي به سلطان المسلمين أحد ولاته في بداية توليه الولاية بقوله: أوصيك بحاجبك فانه وجهك الذي به تلقي الناس ان أحسن فأنت المحسن وان أساء فأنت المسيء وصاحب شرطتك فانه سوطك وسيفك حيث وضعتهما فقدر ضعتهما, وفي نصيحة يطلبها السلطان حول اختيار من يوليه من القراء أمور البلاد كانت الاجابة من الحكماء: القراء ضربان: ضرب يعملون للآخرة ولا يعملون لك وضرب يعملون للدنيا فما ظنك بهم اذا أمكنتهم منها ؟ ولكن عليك بأهل البيوتات الذين يستحيون لأحسابهم فولهم, وسأل الخليفة عمر بن عبد العزيز أحد ثقاته عن رجل يوليه خراسان: ما تقول في فلان؟ قال الناصح: مصنوع له وليس بصاحبها, قال: ففلان؟ قال سريع الغضب بعيد الرضا يسأل الكثير ويمنع القليل ويحسد أمه وينافس أباه ويحقر مولاه, قال: ففلان؟ أجابه: يكافيء الأكفاء ويعادي الأعداء ويفعل ما يشاء, قال الخليفة: ما في واحد من هؤلاء خير, وأراد الخليفة عمر بن الخطاب أن يستعمل رجلا فبدر الرجل فطلب منه العمل فقال عمر: والله لقد كنت أردتك لذلك ولكن من طلب هذا الأمر لم يعن عليه, وطلب العباس عم النبي صلي الله عليه وسلم الي النبي ولاية فقال: يا عم نفس تحييها خير من ولاية لا تحصيها, وأشار أعرابي الي صفات أمير عند توليه الحكم فقال: كان اذا ولي لم يطابق بين جفونه وأرسل العيون علي عيونه فهو غائب عنهم شاهد معهم فالمحسن راج والمسيء خائف, وقال عمر بن الخطاب: لا يصلح لهذا الأمر الا اللين من غير ضعف والقوي من غير عنف, وسأل الوليد بن عبد الملك أباه: يا أبت ما السياسة؟ قال: هيبة الخاصة مع صدق مودتهم واقتياد قلوب العامة بالانصاف لها واحتمال هفوات الصنائع, وقال معاوية: اني لا أضع سيفي حيث يكفيني سوطي ولا أضع سوطي حيث يكفيني لساني ولو أن بيني وبين الناس شعرة ما انقطعت أبدا, فقيل له: وكيف ذلك؟ قال: كنت اذا مدوها أرخيتها واذا أرخوها مددتها. المزيد من أعمدة نهال شكري