فى تواصل للسُنة التى انتهجها السفير السعودى بالقاهرة أحمد القطان، التأم جمع متميز من المثقفين والسياسيين للاستماع إلى محاضرة للمفكر الإسلامى المجرد د. محمود حمدى زقزوق ضمن لقاءات الصالون الثقافى (رياض النيل) التى تنعقد فى بيت السفير. والحقيقة أن كلمة لابد أن تقال قبل التعرض لموضوع المحاضرة عن (حوار الأديان) و(حوار الحضارات)، فهذا البرنامج الثقافى الذى يتبناه السفير السعودى يمثل إضافة مهمة إلى الزخم الفكرى وتفاعل الآراء والأفكار الذى اشتهرت به القاهرة تاريخيا، فهو يستخدم ثقل المملكة وشبكة علاقاته الواسعة الشخصية برموز ونجوم الجماعة الوطنية المصرية ليثير لونا من الجدل المحترم حول قضايا ثقافية ربما تآكل النقاش العام حول موضوعاتها أو عناوينها. فى كلمة موجزة أنيقة افتتح أحمد القطان صالونه مشيرا إلى مبادرة الملك عبدالله للحوار بين الأديان التى تقدم إلى العالم صورة عن الإسلام مغايرة لما يطرحه المغرضون والمفسدون، وتخوض معركة حضارية وفكرية للدفاع عن الإسلام الصحيح وتغيير الصورة التى رسمها الإرهابيون للإسلام بأفعالهم المشينة، كما أومأ السفير السعودى إلى مواصلة الملك سلمان لذلك النهج والذى تعددت تجلياته السابقة سواء فى تدشين المركز العالمى للحوار بين أتباع الأديان والثقافات أو مبادرة قمة مكة الاستثنائية التى دعت إلى التسامح فى مواجهة التطرف، فضلا عن لقاء الملك عبدالله وبابا الفاتيكان. كان اختيار د. محمود حمدى زقزوق للحديث فى موضوع حوار الحضارات والأديان موفقا جدا، فهو صاحب خطاب متقدم يكاد يكون تمرينا مشهورا (بلغة الرياضيات) لهندسة معنى التجديد. وهكذا فعل د. زقزوق فى محاضرته البديعة التى استعرض فيها أفكاره انطلاقا من فكرة (التنوع) فى خلق ربنا سبحانه وتعالى وفى طبائع وأجناس البشر الذين عاشوا على الأرض، وفكرة التنوع والاعتراف به تعنى واقعيا قبول الآخر، كما تعنى فى أحد وجوهها إقرار الديمقراطية، وقد أوسع د. زقزوق هذه الفكرة عرضا وتحليلا من مداخل مختلفة، كما أضافت نقاشات الحضور عمقا لتلك المحاضرة سواء فى أسئلة د. مصطفى الفقى أو د. آمنة نصير أو الأستاذ صلاح منتصر أو الأستاذ جلال دويدار أو فى تعقيبات د. زقزوق التى رسمت خطوطا محرضة على التفكير فى (رياض النيل). لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع