يا عم جابر..أحب أقولك أن الرسالة وصلت، وأننا قررنا زيادة أجر عامل التراحيل إلي 25 قرشا فى اليوم، بدلا من 12 قرشا، كما تقرر تطبيق نظام التأمين الاجتماعي والصحي علي عمال التراحيل لأول مرة في مصر». كان هذا جزءا من خطاب الرئيس جمال عبد الناصر خلال زيارته الصعيد بعد أن قام ذلك العامل البسيط بوضع صرة بها «رغيف بتاو و بصلة» أمام الرئيس ومرافقيه في أثناء توقفه في إحدي محطات القطارات. ولم يفهم الجميع الرسالة لكن عبد الناصر صاح بأعلي صوته : «الرسالة وصلت يا أبويا» عمال التراحيل، قصة طويلة لبنائين لم يعرفهم أحد، هم بناة الأهرام ومن شقوا الترع والمصارف، ومات منهم 130 ألف شهيد فى أثناء حفر قناة السويس، أقاموا الجسور والقناطر و بنوا السد العالي. لا أحد يعرف عددهم علي وجه التحديد لكن المؤكد أن محافظات الصعيد تمثل النسبة الأكبر من هذه العمالة. وبعد ثورة 1952، زاد الاهتمام بهذه الفئة من العمال حيث أقيمت معسكرات لإيوائهم خلال فترات العمل وتقديم وجبات غذائية ورعاية صحية لهم. أما اليوم، فهم يعانون الكثير من الإهمال وعدم الرعاية، لكنهم مازالوا يخرجون كل يوم، لايملك كل منهم إلا صحته وعتاده البسيط، والصبر فى انتظار فرصة عمل جديدة، والرزق علي الله.