منفذو هجمات بروكسل «صناعة محلية» ولهم سجل جنائى

بعد ساعات من الهجمات الدامية التى ضربت قلب العاصمة البلجكية بروكسل، كشفت السلطات البلجيكية هوية ثلاثة من المشتبه فى تورطهم فى تفجيرات "الثلاثاء الأسود" التى أسفرت عن مقتل 35 شخصا وإصابة 250 آخرين، وهما الشقيقان خالد وإبراهم البكراوى اللذين قتلا فى الهجمات الانتحارية فى مطار "زافينتم" الدولى ومترو أنفاق "مالبيك"، فيما ترددت أنباء غير مؤكدة عن اعتقال الشرطة للمتهم الثالث نجم العشراوي، والثلاثة يحملون الجنسية البلجيكية.
وكانت الشرطة تلاحق الشقيقين بسبب علاقتهما بصلاح عبد السلام المشتبه به الرئيسى على قيد الحياة من المجموعة المنفذة لاعتداءات نوفمبر الماضي، فى باريس والذى اعتقلته السلطات البلجيكية يوم الجمعة الماضى بعد ملاحقة استمرت أربعة أشهر.
ونقلت هيئة الإذاعة والتليفزيون البلجيكية الفرانكوفونية عن مصادر أمنية قولها إن الأخوين معروفان لدى الأمن لتورطهما فى أنشطة الجريمة المنظمة وليس أنشطة إرهابية.
وأكدت شبكة "إر تى بى إف" البلجكية الرسمية الناطقة بالفرنسية أن الرجلين اللذين كانا يرتديان سترتين داكنتى اللون ويسيران جنبا إلى جنب فى المطار هما فى الواقع الشقيقان خالد وإبراهيم البكراوي، وهما يحملان الجنسية البلجيكية، وأنه تم تحديد هوية الانتحاريين بعد عثور الشرطة على جهاز كمبيوتر يتضمن "محادثات بين المنفذين المحتملين" للهجمات الإرهابية.
وذكرت وكالة الأنباء البلجيكية "بيلجا" أنه كان حكم على خالد - 27 عاما - بالسجن خمس سنوات عام 2011 لإدانته بسرقة سيارات، وذلك بعد القبض عليه وبحوزته أسلحة كلاشينكوف.
أما الشقيق الأكبر إبراهيم - 30 عاما - فكان قد حكم عليه عام 2010 بالسجن تسع سنوات لإطلاقه النار من كلاشينكوف على أفراد من الشرطة خلال ملاحقة.
وتابعت أن خالد قام على ما يبدو باستئجار شقة فى "شارلروا" فى جنوب بلجيكا بهوية مزيفة انطلق منها منفذو اعتداءات باريس فى 13 نوفمبر الماضي.
وأضافت أن خالد استأجر أيضا بهوية مزيفة شقة فى حى فورست فى بروكسل حيث وقع تبادل لإطلاق النار خلال عملية مداهمة الأسبوع الماضى مما سرع فى القبض على المشتبه به الرئيسى فى اعتداءات باريس.
من جهتها، كشفت شبكة "فى إر تي" الرسمية الناطقة بالهولندية أن الشقيقين تحركا فى مكانين مختلفين : فأحدهما نفذ الاعتداء فى المطار بينما فجر الثانى نفسه فى محطة مالبيك.
وفى هذه الأثناء، ترددت أنباء غير مؤكدة عن قيام الشرطة باعتقال العشرواى فى حى أندرلخت الشعبى فى العاصمة.
والعشراوى - 24 عاما - مطلوب من السلطات الفرنسية أيضا، حيث أنه تم العثور على حمضه النووى "دى إن إيه" على كل الأحزمة الناسفة التى استخدمت فى الهجمات.
على صعيد آخر، تم تأجيل محاكمة صلاح عبد السلام المتهم بتنفيذ هجمات باريس إلى اليوم، بسبب المخاوف الأمنية.
وكان من المتوقع أن يقرر قضاة المحكمة تمديد احتجاز عبد السلام لمدة شهر آخر.
وفى إطار متصل، عادت الحياة إلى طبيعتها بشكل نسبى فى بروكسل حيث استؤنف العمل جزئيا فى قطارات الأنفاق، وسط إجراءات أمنية مشددة فيما كان جنود يدققون فى أمتعة الركاب عند مداخل المحطات، لكن الحركة كانت أقل من المعتاد.
يأتى ذلك فى الوقت الذى أعلن فيه وزير العدل الهولندى آرد فان دير ستير أن وزراء الاتحاد الأوروبى سيجتمعون، اليوم الخميس، بطلب من بلجيكا لمناقشة الهجمات الإرهابية التى وقعت فى مطار بروكسل ومحطة المترو.