مما لاشك فيه أن الثروة المالية ليست هى التى تجعل الناس سعداء داخل دولهم، كما يعتقد البعض، بل ان الدول التى تعيش استقرارا سياسيا واجتماعيا ويغيب فيه الفساد هى الدول السعيدة ويمكن قياس السعادة بمدى شعور الفرد بالرضا والحرية والأمن والأمان. وقد أصدرت منظمة الأممالمتحدة تقريرها السنوى حول مؤشر السعادة فى العالم الذى يضم 157 دولة حول العالم وتصدرته الدول الاسكندنافية ولاسيما دولة الدنمارك الدولة الأكثر سعادة فى العالم، فلقد نالت المركز الأول عامى 2012، 2013 واستأثرت سويسرا بالمركز الأول عام 2014. الشيء العجيب أن دولة مثل اليابان التى تعتبر من أكثر الدول تقدما وتطورا فى العالم لم يكن شعبها سعيدا بسبب مخاطر البيئة الطبيعية التى أثرت على شعبها سلبا، وكان من اللافت للنظر أن الدول السياحية الكبرى كإسبانيا وإيطاليا وفرنسا لم تأت ضمن المراتب الأولى فى التقرير العالمى لمؤشر السعادة والأعجب أن الولاياتالمتحدةالأمريكية الدولة العظمى تراجع ترتيبها بسبب سياستها الخرقاء وخوضها الحروب فى دول الشرق الأوسط وجاءت فى المرتبة ال13. وذكر التقرير أن الدول العربية التى شهدت ما يسمى (الربيع العربي) كانت أقل الدول سعادة فى منطقة الشرق الأوسط فى العالم حيث تراجعت كثيرا بسبب تأثرها بأحداث الحرب على الإرهاب بجانب تخلف منظومة التربية والتعليم والصحة وانتشار الفساد وهى عوامل أكثر فاعلية من العامل المادي. ويبقى السؤال هل من الصعب حصول مصر على مركز متقدم فى مؤشر السعادة العالمي؟ أعتقد أن هذا الأمل وارد إذا مارس كل مواطن عمله باخلاص واتقان وحسن الترابط المجتمعى والمحبة بين بنى البشر. محاسب فوزى بغدادى سموحة الإسكندرية