كرم المؤتمر ال 215 للجمعية الكيميائية الأمريكية - أحد أهم وأكبر المؤتمرات العلمية الدولية فى مجال الكيمياء والتى انتهت فعالياته الخميس الماضى - العالم المصرى الكبير د.مصطفى السيد بمنحه قلادة بريستلى لعام 2016 وهى أرفع تكريم دولى فى مجال الكيمياء وذلك تقديرا لإنجازاته العلمية على مدار تاريخة البحثى والأكاديمى. المؤتمر الذى أقيم بمدينة سان ديجو بولاية كاليفورنيا تحت عنوان "علوم الكمبيوتر فى الكيمياء" خصص جلسة للاحتفاء بالعالم الكبير, كما احتفت مجلة أخبار الكيمياء والهندسة الأمريكية فى عددها الأخير بالدكتور مصطفى بوضع صورته على الغلاف وكتابة ملف من 4 صفحات عن سيرته الذاتية وبحوثه العلمية. وطبقا لما كتبه المحرر الأمريكي د.ميتش جاكوبى فإن أى شخص يدعى "صعوبة التكهن بالمستقبل" ربما لم يخطر بباله د.مصطفى السيد وتجربته المهنية فهذا المثل أقرب لوصف حياة د.مصطفى السيد من طفل فى ثلاثينات القرن الماضى بمركز زفتى شغوف بآلية عمل القطار ويسعى لتصميم نموذج مصغر منه إلى مدير معمل الليزر الديناميكى بمعهد جورجيا تك بالولايات المتحدة. فعلى مدار أكثر 50 عاما ألهم د.مصطفى السيد رائد علوم التحليل الطيفى بالليزر وتطبيقات علم النانو والعلاجات المستحدثة للأورام السرطانية باستخدام جسيمات الذهب النانوية آلاف الطلاب حول العالم. ويستكمل د.جاكوبى أنه رغم أن د.مصطفى السيد والبالغ من العمر حاليا 82 عاما قد بلغ سن التقاعد منذ سنوات إلا أنه شغوف بالعمل أكثر من أى وقت مضى فمنذ عام 2015 إلى يومنا هذا نشر أكثر من25 بحثا منهم 7 بحوث خلال الشهور الثلاث الأولى من العام الحالى. كما أنه يقود ثلاث فرق بحثية بقارتين مختلفتين هى المركز القومى للبحوث وجامعة القاهرة بمصر إضافة لفريقه البحثى بأطلانطا بالولايات المتحدةالأمريكية. كما أنه دائم التواصل مع تلاميذه وكل عدة أشهر يسافر إلى مصر لمتابعة البحوث التى يقوم به د. أحمد عبدون والمجموعة البحثية بقسم التكاثر الحيوانى بالمركز القومى للبحوث باستخدام جسيمات الذهب لعلاج الأورام فى الكلاب والقطط حيث أظهرت التجارب فاعلية التقنية فى التغلب على الورم بأقل آثار جانبية ممكنة وقد تم نشر نتائج هذه الدراسة عام 2015 بالمجلة العلمية الدولية للنانوتكنولوجى وطب النانو. كما يقوم دكتور مصطفى بالتنسيق مع د.حسين خالد أستاذ الأورام والفرق البحثية بمعهد الأورام القومية تمهيدا لإجراء أول تجارب سريرية على الإنسان باستخدام جسيمات الذهب النانوية. إشادة د.زويل وكلمات تلاميذه وكان الدكتور أحمد زويل قد أشاد بالإنجازات العلمية الكبرى للدكتور مصطفى السيد خاصة فى علوم الكيمياء الفيزيائية والكيمياء الفيزيائية الحيوية، كما أشار إلى بحوثه الابتكارية فى مجال النانوتكنولوجى والتى لها دور بالغ الأهمية فى التصدى للعديد من المشكلات المعاصرة مثل التغلب على الأورام السرطانية. وتقول د.منى بكر المدير التنفيذى للمركز المصرى للنانوتكنولوجى بجامعة القاهرة إنها عملت تحت إشراف د. مصطفى السيد لمدة خمس سنوات حيث كانت أول باحثة مصرية يشرف على رسالتها للدكتوراه عام 1997 وقد استفادت كثيرا من خبراته العلمية المتعددة سواء فى تطبيقات الليزر أو جسيمات النانو حيث أتيح لها نشر أكثر من 18 بحثا تحت إشرافه، كما حصلت على 3 جوائز علمية. ويقول د.أحمد عبدون رئيس الفريق البحثى لعلاج السرطان بجسيمات الذهب بالمركز القومى للبحوث إن د.مصطفى قامة علمية كبيرة وشرفنا منذ عام 2014 بالتعامل معه فى التجارب العلمية على الحيوان حيث نشرنا بحثا عن فاعلية علاج سرطان الجلد والثدى بجسيمات الذهب ويجرى الانتهاء من دراستين فى ذات الشأن، كما أننا فى المراحل النهائية من الدراسة التى ستقدم لوزارة الصحة تمهيدا للموافقة على بدء التجارب السريرية على البشر. وتضيف د. أميمة قنديل أستاذ بيوتكنولوجى الأجنة وعضو الفريق البحثى لمشروع جسيمات الذهب بالمركز القومى للبحوث إن د.مصطفى السيد يشرف على المشروع البحثى للمركز منذ عام 2008 وإلى يومنا هذا وقد استفدنا كثيرا من خبرته العلمية فى تحقيق نتائج هامة فى علاج الحيوان بجسيمات الذهب النانوية وبفضل جهوده معنا فقد تمكنا من نشر نتائج تلك الدراسات فى كبرى المجلات الدولية المتخصصة. أرقام فى حياة د.مصطفى السيد أكثر 10 آلاف مرة ....عدد مرات الاستشهاد citations ببحثين له فى مجال النانوتكنولوجى بالمجلات والدوريات العالمية الكبرى. 800 دراسة علمية قام بكتابها على مدار مشواره العلمى أكثر من 10 آلاف كيلومتر... المسافة بين الفرق البحثية التى يشرف عليها ويتابعها مابين القاهرة وأطلانطا. 55عاما قضاها فى محراب العمل الأكاديمى والبحثى . 73 طالب دكتوراه أشرف على رسائلهم العلمية. 24 عاما قضاها كرئيس تحرير لدورية الكيمياء الفيزيائية وساهم فى نجاحها والأمر الذى أدى إلى تحولها إلى مطبوعتين دوريتين فى ذات التخصص. قلادة بريستلى هى أرفع وسام تمنحه الجمعية الكيميائية الأمريكية لأصحاب الإنجازات المتميزة فى عالم الكيمياء. وسميت بهذا الإسم نسبة إلى العالم البريطانى جوزيف بريستلى مكتشف غاز الأكسجين وتم إطلاقها أول مرة عام 1922 ويعد د. مصطفى السيد هو ثانى عالم مصرى يحصل على هذا التكريم بعد د. أحمد زويل والذى تم تكريمه عام 2011.