تكاثرت الامراض على البشر فى الآونة الأخيرة، فقد أصيبوا ببعض المخاطر والأمراض المزعجة التى تصيب الإنسان، ومنها فيروس زيكا، والذى لا يوجد له علاج محدد أو لقاح مضاد وتتمثل أفضل طريقة للوقاية منه فى الحماية من لسع البعوض وتقليص أعداده عن طريق الحد من مصادره وإزالة أماكن تكاثره والحد من تعرض الناس له، حيث هناك صلة بين نوع من التلف الدماغى القاتل وفيروس زيكا المنقول عبر البعوض وهو ما دفع الجهات الصحية فى أكثر من عشرين دولة إلى إصدار تحذيرات بسبب المخاوف من ذلك الفيروس، الذى يمكن أن يوجد جيلا ضعيفا ومريضا . وقد لجأت بعض الدول لعدة قرارات، منها البرازيل، كما أطلقت حملة قومية لمكافحة ذلك الفيروس شاركت فيها رئيسة البلاد إلى جانب 220 ألف جندى .. وقد يكون السؤال المطروح والمشروع: ما علاقة ذلك الفيروس بإعلامنا المصري؟! والإجابة أن العلاقة جد خطيرة أقولها بصراحة إن إعلامنا يخترق العقول خاصة للشباب وأصبح يجرح حرمة مجتمعنا ولا يتوقف عند حد بل يتطرق إلى المناطق التى تنتهج كل قيمة وبشراسة يتطرق إليها وها هو يغتال الكادحين والكادحات بدم بارد ويصل إلى أن يدعى مجهول الهوية الثقافية والسلوكيات الأخلاقية أمورا بعيدة تماماً عن القيم الإنسانية. والمصيبة أن ينزلق معهم إعلامى كان المشاهد مؤخراً يعتبره حارسا للآداب ولهذه القيم.. فالتليفزيون المصرى ليس مسرحا مكشوفا للعوارات بل هو بكل ما يحمله من تبعات أولاً وأخيراً جزء مهم من ثقافة مجتمع بل ثقافة دولة ووطن ويمثل العنصر القومى والسفينة المحملة بكل مسئوليات الأمة العربية كلها فلا ركاكة ولا سقوط ولا انهيار أخلاقيا ولا فيروسات تتسخ بها العقول قبل الأبدان، ولا الكيانات قبل النفوس وإن اللقاح المطلوب لأمثال الفجور الإعلامى الذى أصبح يخرج علينا ملوثاً لما هو مقدس وهو عقل الإنسان المصرى الذى وقف مع دولته ولم يقع .. لكن هناك من يمثلون تلك الفيروسات وعندهم تصميم على الحرب فى مواجهة شعب ليس لديه رفاهية ضياع الوقت حيث يسقط شهداؤه ليستمر شعباً قوياً أبياً، فبعد كل ذلك ينحاز بعض الإعلاميين وقد فقدوا بصيرتهم وضمائرهم وكنا نتوقع أن يكونوا جنودا أمثال من يقفون على خط النار. فقد كان مقدم البرامج فيما سبق يتسم بالاحترام والالتزام فهو يمثل دولته فلا شتائم ولا سباب فى حضرته بل هو قدوة ليس فقط للشباب بل لكل من يشاهدونه وهم أوفياء لأرضهم رافعين رءوسهم شامخين، يؤمنون بأن الكلمة أمانة فى أعناقهم لا يستضيفون شخصيات من ورق ملوث غير صالح للاستخدام إلا داخل النفايات المسممة وغير مستعد للإنزلاق فى حديث أو فى موضوع ما، يتفهم تماماً التقاليد والعادات المصرية التى لا تسمح أبدا بأن يتطاول مخلوق أيا كان على بنت الحتة.. فما بالك بصعيد مصر وأقولها بكل صراحة من أين ذلك التبجح الفيروسى الأسود حيث إن الفيروسات تحتاج إلى مواجهة قاطعة .. ومن المعروف أن اللص يستسهل السرقة والجبن والخطف بدلا من العمل والتعب. وقد بنى ملوك مصر الأهرامات وهناك من يبيع بعض أحجارها والتى نعيش نحن فى ظل عظمتها، فهل ننتظر تفكيك الدولة من خلال برامج إعلامية فيروسية تصيب العقل بالتلف الدماغى واستضافة فاقدى التفكير الموجب .. أم نستعيد منظومة القيم فى المجتمع المصرى ونطرد المهللين بدون حياء والحد من تعرض الناس للإعلام المشوه، ولن نتقدم إلا بالجهد والعمل فنحن لا نملك رفاهية الوقت وقد قال رسول الله «صلى الله عليه وسلم» «جئت لأتمم مكارم الأخلاق». فهل من مجيب ؟ لمزيد من مقالات د.سامية خضر