في الوقت الذي شهد فيه ميدان التحرير لأول مرة حالة غير مسبوقة من الهدوء بعد إعلان القوي السياسية الإسلامية والليبرالية واليسارية عدم مشاركتها في أي مليونية حرصا علي عدم استغلال الميدان في تحقيق مصالح شخصية. توافد المئات أمس علي ميدان حدائق القبة استجابة لدعوة12 حركة سياسية وحزبا للمشاركة في جمعة( كلنا الجيش المصري), والتي شهدت مناوشات بين المؤيدين للتظاهرة وعشرات من ثوار حدائق القبة رددوا هتافات مناهضة للمجلس العسكري, مما دفع قوات الأمن المركزي لإقامة سلاسل بشرية للفصل بين الجانبين, وألقت الشرطة القبض علي أحد البلطجية عقب إطلاقه عدة أعيرة نارية في الهواء. ودعا المشاركون في التظاهرة الي دعم القوات المسلحة والتصدي لأي محاولة, تستهدف إهانتها أو النيل منها. وكانت12 حركة سياسية وحزبا أبرزها( صوت الأغلبية الصامتة) و(حملة المشير) وحركة( مصرنا) التي دعوا لتظاهرة الأمس بالحدائق قد أدانت محاولة اقتحام وزارة الدفاع. وأقام المشاركون في جمعة( كلنا الجيش) منصة في ميدان حدائق القبة وعلقوا لافتات مؤيدة للقوات المسلحة منها( احنا الشعب المصري وجيشنا هو الأصلي) كما حمل بعضهم لافتات مؤيدة للفريق أحمد شفيق. ومن ناحية أخري, دعا نشطاء علي الفيس بوك وتويتر أهالي حدائق القبة, وكوبري القبة, والوايلي الي عدم المشاركة في هذه التظاهرة بدعوي أن منظميها من الفلول. ووزع الشباب الرافض للمليونية بيانا تحت عنوان( الحدائق مش تكية ولا هتكون عباسية) أعربوا فيه عن رفضهم للتظاهر في حدائق القبة. وعلي صعيد آخر, شارك المئات في المظاهرة التي دعت اليها أمس مؤسسة قوم يا مصري بميدان نهضة مصر أمام حديقة الحيوان بالجيزة تأييدا للمجلس الأعلي للقوات المسلحة. ونصب المشاركون في المظاهرة منصة كبيرة أمام تمثال نهضة مصر وطالبوا جميع فئات الشعب بدعم القوات المسلحة ورفض محاولات الفتنة والاقتتال حتي تتجاوز البلاد هذه الفترة العصيبة ويعود الأمن والاستقرار. وفي التحرير, غابت عن الميدان كل المنصات التي اعتاد أن يشهدها في المليونيات ومنها منصة أنصار حازم, ومنصة الاخوان, ومنصة ثوار بلا تيار, كما غابت عن الميدان اللافتات التي كانت تتضمن مطالب المتظاهرين وكذلك اللجان الشعبية التي كانت تنتشر علي المداخل والمخارج. أما الشيء الوحيد الذي لم يغب عن ميدان التحرير أمس فهو خيام المعتصمين الموجودة بالحديقة الوسطي, وأمام مجمع التحرير الي جانب الباعة الجائلين الذين انتشروا في أرجاء الميدان توقعا لحدوث مليونية. كما اتسمت حركة المرور في الميدان أمس بالسيولة علي غير المتوقع في أيام الجمعة السابقة. ودعا الشيخ محمد جمعة في خطبة الجمعة التي ألقاها بحضور70 شخصا بجوار مبني الجامعة الأمريكية إلي استمرار فعاليات الثورة لحين تحقيق أهدافها والقصاص للشهداء. ومن ناحية أخري, استنكر الشيخ مظهر شاهين خلال خطبة الجمعة بمسجد عمر مكرم استخدام العنف في فض المظاهرات والاعتصامات, مؤكدا رفضه لاقتحام المنشآت العسكرية. وكانت جماعة الاخوان وحزب الحرية والعدالة والجبهة السلفية والدعوة السلفية وحزب النور, وأحزاب الوسط, والبناء والتنمية, وغد الثورة, والوفد, والمصريين الأحرار, والمصري الديمقراطي الاجتماعي, والجماعة الإسلامية, قد أعلنت مقاطعتها لأي مليونية في ميدان التحرير. كما لم يشهد الميدان أمس أي وجود لانصار الشيخ حازم أبوإسماعيل بعد تراجعه عن الدعوة للمليونية التي دعا اليها للنظر فيما آلت اليه أمور البلاد. وقال أبوإسماعيل في صفحته الرسمية علي الفيس بوك إن هذا التأجيل المؤقت جاء بعد اتصالات زعم أنه تلقاها بشأن معالجات جادة للتطورات الحالية, ومن المقرر ان يعقد أبوإسماعيل لقاء مغلقا مساء اليوم بمسجد أسد بن الفرات بالدقي مع مجموعة من أنصاره لمناقشة ما وصفه بمجريات الأمور. وعلي صعيد آخر, نفي حزب النور الأنباء التي ترددت عن دعوة الحزب لمليونية جديدة تحت شعار( إعمل حاجة لمصر). وقال يسري حماد المتحدث باسم الحزب, إن هذه الأنباء غير صحيحة, وأن الحزب متفرغ الآن لانتخابات الرئاسة ودعم الاستقرار في الشارع المصري. وأضاف أن النور رفض بالاجماع دعوة أبوإسماعيل للتظاهر بميدان التحرير حرصا علي عدم حدوث صدام مع الذين يديرون المرحلة الانتقالية أو تعطيل نقل السلطة. وأعلنت مجموعة ال15 للأحزاب والقوي المدنية عدم مشاركتها في أي مليونية أمس في اطار التفرغ للدفاع عن مدنية وديمقراطية الدولة, وضمان نزاهة وشفافية الانتخابات الرئاسية.