لدى عشرات الأسباب التى تدعونى للتحفظ على أداء المستشار أحمد الزند وزير العدل (السابق)، وهى اسباب معلومة للرأى العام و ترتبط أساسا بتصريحات أو زلات لسان يشكو هو أنه قد أسىء فهمها أو أخرجت من سياقها...إلخ ، هى قضية تذكرنا بأن الشخصيات العامة، وفى مقدمتهم الوزراء، ينبغى أن يمتلكوا مقدرة اللباقة فى الحديث، والقدرة على الصياغة الدقيقة والحساسة لألفاظهم و عباراتهم.ولا شك أن ذلك الأمر يفترض أن يتوافر بالذات فى بعض الوزراء ، من بينهم بالقطع وزير العدل، تلك سمة تتوافر فى النظم الديمقراطية التعددية العريقة من خلال التربية الحزبية، و لكنه أمر لم ينضج عندنا بعد! والمدهش، أن وزير العدل الأسبق، المستشار محفوظ صابر، فقد منصبه أيضا بعد زلة لسانه الشهيرة فى برنامج تليفزيونى، عندما قال ما معناه أن "ابن الزبال مينفعش يكون قاضى"! لكن زلات المستشار الزند تزايدت كثيرا، مثل قوله إن قلبه لن يبرد إلا إذا قتل عشرة آلاف من الاخوان مقابل كل شهيد من الشرطة أو الجيش! أو عبارته التى أصر فيها على أولوية وأحقية تعيين أبناء القضاه والمستشارين فى مناصب النيابة، او قولته الشهيرة "احنا أسياد وغيرنا عبيد"، والحديث الذى نسب إليه ايضا عن فكرة عقاب اهل الإرهابى...ومبكرا، سبق لى أن انتقدت تصريحه بأن المواطن المصرى يستطيع أن يعيش ب 2 جنيه يوميا؟!! غير اننى أندهش كثيرا لأن كل هذه الأخطاء مرت مرور الكرام على الدولة وعلى رئيس الوزراء ...ولم ينتبهوا إلا لعبارته عن "حبس النبى"!الذى أعقبه الاستغفار ثم الاعتذار. لقد خانه التعبير تماما وكان يمكنه مثلا أن يذكر الحديث النبوى الشريف "لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها"....إلخ ولكن الاهم من ذلك هنا هو سلوك رئيس الحكومة الذى غفر له أخطاءه كلها ولكنه حاسبه و أقاله على زلة اللسان التى اعتذر عنها، ذلك موقف يثير التساؤل حول هذا التشدد الذى يعكس عقلية "ازدراء الاديان" إياها التى عانينا ولا نزال نعانى منها. و أخيرا، ومما يثير السخرية أيضا ما قاله المستشار الزند من أن رئيس الوزراء عندما اتصل به طلب منه باللفظ أن "يلم الدور"؟!! (الوطن 15/3) فهل ياترى هذا هو اسلوب حديث رئيس وزراء مصر مع وزرائها؟! وهل يمكن لأحد أن يشرح لى معنى "يلم الدور"، وفى أى الأوساط والمناسبات يقال؟ لمزيد من مقالات د.أسامة الغزالى حرب