أنتقدت مصر بشدة وصراحة تامة أداء المجلس الدولى لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة وعبرت بوضوح عن المخاوف السائدة فى الدول العربية والإفريقية والإسلامية من تنامى سياسات الدول الكبرى فى التأثيرعليه،وأصباغ قضايا الحقوق والحريات فى العالم بصبغة سياسية تهدف فى المقام الأول لمهاجمة الأنظمة السياسية والضغط عليها والنيل من صورتها،وليس العمل من أجل النهوض بأوضاع حقوق الإنسان بها. وعرضت مصر بصورة مؤثرة تحسين نظام عمل المجلس خلال الاحتفالات التى عقدت بجنيف هذة الأيام بمناسبة مرور عشرة أعوام على تأسيسه بحضور ممثلى 196دولة وبان كى مون الأمين العام للأمم المتحدة ومونز لوكوتوفت رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة وزيد بن رعد المفوض السامى للأمم المتحدة. ولم تتوقف مصر عن الدعوة لكى يلعب المجلس دوره فى مواجهة ووقف الأنتهاكات اليومية لحقوق الإنسان والصراعات والنزاعات المسلحة التى تعرض حقوق البشر للخطر،والتوقف عن أخذ المجلس منحني أكثر تسييسا، بعيداعن طبيعته كجهاز فني غير مسيس تابع للجمعية العامة للأمم المتحدة يقوم علي احترام التنوع والتباين بين المجتمعات المختلفة. وطرحت مصر على لسان السفيرة ليلي بهاء الدين مساعد وزير الخارجية لحقوق الإنسان القضية بصراحة أنه بالرغم من الجهود التي يبذلها المجلس الدولى لتعزيز وحماية حقوق الإنسان فإننا نظل بعيدين تماما عن الآمال التي عقدت عليه عند تأسيسه،والمحاولات التي نفذت لتحقيق تقدم به تستفيد منه الإنسانية ،بسبب وقوع المجلس في براثن التوازنات والتحالفات الدولية،واستخدامه كأداة للترويج لأفكار مجتمعية معينة بعيدا عن مراعاة التعددية الثقافية،ما أضعف من فاعليته وحياده وقدرته علي التعامل مع المشاكل الدولية المختلفة،ولم يستطع في كثير من الأحيان الاستجابة بصورة فعالة لاحتياجات وتطلعات البشر في مختلف بقاع الأرض فى إعلاء حقوق الإنسان . لمزيد من مقالات عماد حجاب