المركز النموذجى لرعاية وتوجيه المكفوفين يعمل به مئات من فاقدى البصر وقليل من المبصرين، تأسس عام 1953 كجمعية مركزية مشهرة بوزارة الشئون الاجتماعية، أما الموسيقى فتعتبر من الهوايات المفضلة عند المكفوفين بالمركز هذا ما تؤكده هدى الأنشاصى أمين صندوق المركز وقد عمد المركز إلى صقل هذه الهواية عندهم بالأسلوب العلمى بتوفير الكتب الموسيقية العلمية وطبعها بطريقة برايل وتزويدهم بالآلات الموسيقية اللازمة تحت إشراف نخبة من الأستاذة والمدربين ذوى الخبرة فى الفنون الموسيقية والصوتية. لذلك شارك فريق النور التابع للمركز ولأول مرة بفقراته الفنية المتميزة من الطرب والموسيقى العربية فى فعاليات معرض الكتاب ولقيت العروض قبولا كبيرا من احاضرين. وتضيف هدى الأنشاصى أن التأهيل الموسيقى يعتبر من أهم البرامج التأهيلية للكفيف لاستثمار القدرات والحواس لديه وخاصة حاسة السمع ولذلك حرص المركز النموذجى للمكفوفين منذ انشائه فى الخمسينيات على هذا النشاط الموسيقى وتخرج من هذا المعهد العشرات من الموسيقيين والمطربين . وحرص المركز على أن تتحول هذه الإجادة الى عمل منتج يلمسه الجميع، ومن هنا كان من الضرورى تكوين فريق ليشارك فى المناسبات المختلفة وخاصة معرض الكتاب لما يتمتع به هذا الحدث من ثقل ثقافى. ولا يقتصر نشاط المركز النموذجى لرعاية وتدريب المكفوفين على تعليم الموسيقى فقط، فهو يضم مثلا قصر النور والإدارة والمطبعة البارزة، والتأهيل المهنى، ومعرض بيع كتب الكفيف ومعرض بيع المنتجات، والرعاية المبكرة للمكفوفين من سن 3 سنوات ومركز رعاية المكفوفين مع التخلف الذهنى. وهناك أيضاً مركز النور الذى يضم مدارس التعليم الأساسى والثانوى والمدرسة السمعية ومكتبة برايل وإدارة التعليم البيئى والمنزلى. وعلى مدى 50 عاماً تم تأهيل أكثر من 4500 حالة لممارسة بعض المهن مثل تصنيع أدوات النظافة والأحذية والخيزران ومنتجات الجلود والنجارة والدهانات وتم منح أكثر من 5 آلاف شهادة تأهيل للعمل فى المصالح الحكومية والهيئات والشركات، أما أكبر نشاط للمركز فهو طباعة كتب وزارة التربية والتعليم الخاصة بالمكفوفين حيث تم طبع أكثر من مليونين ونصف مليون مجلد من هذه الكتب بالإضافة إلى كتب الأطفال والكتب التثقيفية فضلا عن إصدار مجلتين شهريتين للأطفال والكبار بطريقة برايل.. ويقدر عدد المستفيدين من خدمات المركز بنحو 1000 كفيف سنوياً. وتضيف هدى الانشاصى أن المدارس الإعدادية والثانوية التابعة للمركز تخضع لإشراف وزارة التربية والتعليم حيث يدرس الطالب الكفيف نفس المناهج الدراسية التى يدرسها الطالب المبصر . و يتمتع الطلاب الملتحقون بهذه المدارس بجميع اوجه الرعاية الصحية. من خلال العيادة الشاملة التى تقدم خدماتها للطلبة فى طب العيون والأمراض الباطنية وصرف الأدوية والنظارات الطبية إلى من هم فى حاجة إليها . أما الرعاية الاجتماعية للطالب الكفيف فتكون من خلال البحوث الاجتماعية والنفسية والدراسات التعليمية الهادفة لتغطية احتياجات الطلبة الاجتماعية والثقافية وربطهم بالبيئة وإدماجهم فى المجتمع . كما تشمل توفير المأكل والملبس وخدمات النظافة وغيرها وذلك تحت إشراف وتوجيه الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين . وقد استلزم التوسع الجغرافى لمدينة القاهرة وما استتبعه من زيادة سكانية فى مختلف أنحائها أن تصل خدمات المركز للمكفوفين فى هذه المناطق لذلك انشئت وحدات الرعاية البيئية والمنزلية بالأحياء الشعبية ذات الكثافة السكانية العالية والتى يتزايد فيها عدد المكفوفين مثل السيدة زينب والخليفة وبولاق وشبرا وغيرها . ولم يغفل المركز الكفيف فى الريف حيث أنشأ وحدة ريفية لتقديم خدماته للمكفوفين من أبناء قرية برنشت التابعة لمركز العياط بمحافظة الجيزة والقرى المجاورة لها للتدريب على بعض الصناعات التى تحتاجها القرية من الخدمات المحلية مثل منتجات ألياف النخيل بالإضافة إلى تربية الدواجن .