قضية جدلية طالما تم مناقشتها مراراً وتكراراً ، ولكن القاعدة في الإعلام هي الحيادية ، خصوصاً لدى المذيع الذي ينبغي أن يكون الميزان بين طرفي نقاش في حال وجود رأيين مختلفين ،وقد بلغت العشوائية في المشهد الإعلامي ذروتها خصوصاً بعد ثورة 25 يناير ، فنسي العديد من المذيعين ومقدمي البرامج انهم على الحياد وبدأ أغلبهم بطرح آرائه الشخصية على الشاشة ،وقد يحدث ذلك على القنوات الخاصة وإن كان غير مقبول لما قد يكون لأصحاب ومالكى بعض القنوات الخاصة من توجهات وحسابات، أما مع تلفزيون الدولة الذي لايهدف للربح والذي يخضع لمعايير وأسس وقواعد منذ انشائه فالوضع مختلف ، فخروج المذيع عن النص ملحوظ ، وإثارة رأيه الشخصي في غير موضعه تجاوز غير مقبول في مبنى عُرف عنه الحفاظ على القيم المهنية ليعود التساؤل مرة أخرى،هل المذيع محايد كما هى وظيفته فى الإعلام أم صاحب رأى بل يتطاول ويفرض مغالطاته على المشاهد والضيف ويستغل الشاشة من أجل توجهاته، وحول الواقعة التى أثيرت على قناة القاهرة بسبب المذيعة عزة الحناوى التى أوقفها ماسبيرو من قبل بسبب خطأ مهنى مشابه بينما أعادها بعد أيام لتقدم برنامجا على الهواء ، وكانت تلك اللقاءات التى عبر فيها خبراء الإعلام عن استياءهم وطالبوا بسرعة إنجاز التحقيق لتفادى مثل هذه الأخطاء المهنية. وحول ذلك تقول د.هويدا مصطفى أستاذ الإعلام: تلك الواقعة مسيئة جدا بغض النظر عن أن كلام المذيعة غير حقيقى بالمرة، وهناك فارق كبير بين حرية الإعلام وبين التجاوز فلا يجب أن تكون المذيعة حادة كما ظهرت هكذا وغير مقبول أن يتشبث المذيع برأيه ويتخلى عن قواعد الحوار ولا يلتزم بها وعليه ألا يقول رأيه وأن يتعامل بلياقة مع الشيف بينما كان تعمل مذيعة القاهرة غير مهنى تماما ولابد من وقفة لكل من يخرج عن القواعد المهنية فى الإعلامخاصة من يتحدث بجهل وليس لديه معلونات فكل ذلك لا علاقة له بحرية الإعلام وأيضا لابد من الإلتزام بسياسة الوسيلة التى يعمل بها الإعلامى وتحقيق المصلحة الوطنية ووضعها فى الإعتبار دائما. يقول د.عبد الله زلطة أستاذ الإعلام: من الضرورى إجراء تحقيق عاجل في هذه الواقعة التي هي الثانية من نوعها التي تنسب لتلك المذيعة، ويتساءل : كيف لم يتم إيقافها عن العمل بعد الواقعة الاولي؟ فالتجاوزات التي ترتكبها لاتمت للعمل الإعلامى بصلة ، فالحوار التليفزيوني له أصول وقواعد أولها أن المذيع يسأل والضيف يجيب، أما تلك المذيعة فكانت تسأل وتجيب في الوقت نفسه. ثم إن هجومها على رئيس الجمهورية بالألفاظ والطريقة التي تمت يدل علي انها جاهلة بالجهود الضخمة التي يبذلها الرئيس للنهوض بالوطن. وأضاف زلطة: من الغريب أن يذاع هذا البرنامج بما حواه من تجاوزات وانفلات أثناء زيارة الرئيس لليابان وكوريا ثم إنه من الغريب ايضا والمريب أن يذاع هذا الكلام علي الهواء في احدى قنوات التليفزيون المصري!ولذا نطالب بتحقيق عاجل يؤخذ فيه رأي الضيف الذى اهانته تلك المذيعة علي الهواء وأن يتم إعلان نتيجة التحقيق اليوم وليس غدا. وهو ما أكده د.رفعت الضبع أستاذ الإعلام قائلا : على المذيع أن يكون حيادياً في مواضع ويمكن أن يكون صاحب رأى في مواضع أخرى ، فالإعلام مهنة سامية محترمه لها قواعدها وليست عشوائية ، فمن غير المنطقي أن تقول مذيعة رأيها وتهاجم أو تمدح فهو ليس دورها وإلا فلماذا يتم استضافة الضيوف بالبرانج التليفزيونية لأنهم هم المختصين والذين من حقهم الإدلاء بآرائهم ، ووظيفة المذيعج على الشاشة هو تنسيق الحوار وإتاحة فرص متساوية بين الضيوف وآرائهم بإختلافها ، وإن أرادت أن تعبر عن رأيها الشخصي في الإعلام فهناك مواضع أخرى تتيح لها ذالك بعيدا عن الشاشة حتى لا تستغل موقعها كما حدث، ومافعلته مذيعة قناة القاهرة أمر خارج عن أطر وقواعد الإعلام ومهنيته فهي كمن أجرى حديثا مع نفسه ليسأل ويجيب ، كما أن مافعلته إهانة للضيف الموجود وإلغاء لدوره في الحلقة. وتقول د.هبة شاهين أستاذ الاعلام لابد للمذيع أن يكفل الحيادية ويتبع معايير المهنية فى الحوار ويكون هو رمانة الميزان مع الضيوف، وأعتبر تلك المسالة أمن قومى والعبث بها يعد خطرا كبيرا وغير مقبول ولابد من وقفة مع نوعية هؤلاء المذيعيين ومن جانب ماسبيرو فقد أصدر عصام الأمير رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون قراراً بتشكيل لجنة تضم د.حسن عماد مكاوى، والإعلاميين سناء منصور وحمدي الكنيسي ومحيى الدين سعد رئيس قناة القاهرة ، لمشاهدة حلقة برنامج "أخبار القاهرة " وتقييمها وتقييم الأداء المهنى لمذيعتها عزة الحناوى، وطالب رئيس الاتحاد بإعداد تقرير يوضح مدى تناسب أداء المذيعة لطبيعة البرنامج ومدى مهنية وموضوعية المذيعة خلال البرنامج والتوصيات التى تراها اللجنة بالنسبة للحالة على أن تعرض اللجنة تقريرها على رئيس الاتحاد خلال 48 ساعة.