في أجواء من الفرح والسعادة.. مستقبل وطن يحتفي بالأيتام في نجع حمادي    تبدأ 18 مايو.. جدول امتحانات الترم الثاني 2025 للصف الرابع الابتدائي بالدقهلية    تويوتا كورولا كروس هايبرد 2026.. مُجددة بشبك أمامي جديد كليًا    مصر تنضم رسميًا إلى الاتحاد الدولي لجمعيات إلكترونيات السلامة الجوية IFATSEA    بيل جيتس ينوي إنفاق قسم كبير من ثروته على الأعمال الخيرية    في خطوة لخفض التصعيد، باكستان والهند تجريان اتصالات على مستوى مجلسي الأمن القومي    الهباش ينفي ما نشرته «صفحات صفراء» عن خلافات فلسطينية مع الأزهر الشريف    بعد بيان الزمالك.. شوبير يثير الجدل برسالة غامضة    النيابة تعاين حريق شب داخل مقر الشركة القابضة للأدوية بالأزبكية    حبس 5 متهمين لسرقتهم السيارات والدراجات النارية بالتجمع    حملات تفتيش مكثفة لضبط جودة اللحوم والأغذية بكفر البطيخ    بجائزة 50 ألف جنيه.. محمد رمضان يعلن عن مسابقة جديدة لجمهوره (تفاصيل)    7 يونيو.. جورج وسوف يُحيي حفلًا غنائيًا في لبنان بمشاركة آدم    أموريم: الدوري الأوروبي يختلف عن بريميرليج.. ومواجهة توتنهام ستكون رائعة    «الأسقفية الأنجليكانية» تهنئ الكنيسة الكاثوليكية بانتخاب بابا الفاتيكان    منح الدكتوراه الفخرية للنائب العام من جامعة المنصورة تقديرًا لإسهاماته في دعم العدالة    اجتماع بين الهيئة القومية لسلامة الغذاء المصرية واللجنة الوطنية للمستهلك بجنوب إفريقيا لتعزيز التعاون في حماية المستهلك وسلامة الغذاء    عهد جديد من النعمة والمحبة والرجاء.. الكنيسة الكاثوليكية بمصر تهنئ بابا الفاتيكان    طريقة عمل الآيس كوفي، الاحترافي وبأقل التكاليف    موعد نهائى الدورى الأوروبى بين مانشستر يونايتد وتوتنهام    كيم جونغ أون يشرف على تجربة صاروخية ويؤكد جاهزية السلاح النووي    متحدث الكنيسة الكاثوليكية: البابا الجديد للفاتيكان يسعى لبناء الجسور من أجل الحوار والسلام    «إسكان النواب»: المستأجر سيتعرض لزيادة كبيرة في الإيجار حال اللجوء للمحاكم    مفاجأة بعيار 21 الآن بعد آخر تراجع في سعر الذهب اليوم الجمعة 9 مايو 2025    إلى سان ماميس مجددا.. مانشستر يونايتد يكرر سحق بلباو ويواجه توتنام في النهائي    الأهلي يتفق مع جوميز مقابل 150 ألف دولار.. صحيفة سعودية تكشف    موعد مباراة بيراميدز ضد البنك الأهلي في الدوري    مؤتمر النحاس: نلعب مباراة كل 4 أيام عكس بعض الفرق.. ورسالة لجماهير الأهلي    خبر في الجول - أحمد سمير ينهي ارتباطه مع الأولمبي.. وموقفه من مباراة الزمالك وسيراميكا    في عطلة البنوك .. آخر تحديث لسعر الدولار اليوم بالبنك المركزي المصري    كيفية استخراج كعب العمل أونلاين والأوراق المطلوبة    أيمن عطاالله: الرسوم القضائية عبء على العدالة وتهدد الاستثمار    الجثمان مفقود.. غرق شاب في ترعة بالإسكندرية    موجة شديدة الحرارة .. الأرصاد تكشف عن حالة الطقس اليوم الجمعة 9 مايو 2025    في المقابر وصوروها.. ضبط 3 طلاب بالإعدادية هتكوا عرض زميلتهم بالقليوبية    جامعة المنصورة تمنح النائب العام الدكتوراه الفخرية لإسهاماته في دعم العدالة.. صور    دراسة: 58% يثقون في المعلومات عبر مواقع التواصل الاجتماعي    عاجل- مسؤول أمريكي: خطة ترامب لغزة قد تطيح بالأغلبية الحكومية لنتنياهو    المخرج رؤوف السيد: مضيت فيلم نجوم الساحل قبل نزول فيلم الحريفة لدور العرض    غزو القاهرة بالشعر.. الوثائقية تعرض رحلة أحمد عبد المعطي حجازي من الريف إلى العاصمة    «ملحقش يتفرج عليه».. ريهام عبدالغفور تكشف عن آخر أعمال والدها الراحل    حدث في الفن- انهيار كارول سماحة ونصيحة محمود سعد بعد أزمة بوسي شلبي    وسائل إعلام إسرائيلية: ترامب يقترب من إعلان "صفقة شاملة" لإنهاء الحرب في غزة    منافسات قوية فى الدورى الممتاز للكاراتيه بمشاركة نجوم المنتخب    أهم الأخبار العالمية والعربية حتى منتصف الليل.. انتخاب الكاردينال الأمريكى روبرت فرنسيس بريفوست بابا للفاتيكان.. إعلام عبرى: ترامب قرر قطع الاتصال مع نتنياهو.. وقيمة عملة "بتكوين" تقفز ل100 ألف دولار    مصطفى خليل: الشراكة المصرية الروسية تتجاوز الاقتصاد وتعزز المواقف السياسية المشتركة    سهير رمزي تعلق على أزمة بوسي شلبي وورثة الفنان محمود عبد العزيز    حكم إخفاء الذهب عن الزوج والكذب؟ أمين الفتوى يوضح    عيسى إسكندر يمثل مصر في مؤتمر عالمي بروما لتعزيز التقارب بين الثقافات    محافظة الجيزة: غلق جزئى بكوبري 26 يوليو    «الصحة» تنظم مؤتمرًا علميًا لتشخيص وعلاج الربو الشعبي ومكافحة التدخين    علي جمعة: السيرة النبوية تطبيق عملي معصوم للقرآن    ب3 مواقف من القرآن.. خالد الجندي يكشف كيف يتحول البلاء إلى نعمة عظيمة تدخل الجنة    انطلاق المؤتمر الثالث لوحدة مناظير عائشة المرزوق في مستشفى قنا العام    محافظ سوهاج يوجه بسرعة استلام وتشغيل مركز الكوثر الطبي خلال أسبوعين    "10 دقائق من الصمت الواعي".. نصائح عمرو الورداني لاستعادة الاتزان الروحي والتخلص من العصبية    نائب وزير الصحة يتفقد وحدتي الأعقاب الديسة ومنشأة الخزان الصحية بأسوان    سبب إلزام النساء بارتداء الحجاب دون الرجال.. أمين الفتوى يوضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فى احتفالية مؤسسة «الأهرام» بتأبين عميد الدبلوماسية الدولية
بطرس غالى.. تحدى القوى العظمى ورحل مرفوع الهامة

في أحتفالية رائعة قامت مؤسسة «الاهرام» بتنظيم حفل تأبين الدكتور بطرس بطرس غالي الأمين العام الأسبق لمنظمة الأمم المتحدة والفرانكفونية الدولية وعميد الدبلوماسية العالمية، وأحد أبنائها ورموزها التاريخيين علي مدي 33عاما متصلة، ارتبط بها وعاش فيها يقدم أهم أفكاره السياسية والصحفية وشارك كأحد البنائين العظام في صروح تشييدها، تدفقت كلمات المتحدثين طوال ساعتين ونصف ساعة بمشاعر إنسانية نبيلة ومواقف لاتنسي وذكريات عطرة للراحل العظيم، فشعر الحاضرون أن روح الفقيد الكبير تلف بالمكان، لترسم صورة حية ونابضة لحجم الود والمحبة والتقارب الوجداني لشخصية إنسانية راقية، تشرح ببساطة أنه عاش عظيما.. ورحل عزيزا .
حضر الاحتفالية كوكبة من الوزراء والشخصيات العامة والدبلوماسية والسياسية والحقوقية والسفراء بالخارجية المصرية والأمم المُتحدة وممثل عن وزارة الأوقاف، وزملائه وتلاميذه وأسرة الراحل الكبير الذين امتلأت بهم قاعة الاحتفال. من بينهم الدكتور أشرف سالمان وزير الاستثمار ،والسيد عمرو موسي الأمين العام السابق للجامعة العربية ووزير الخارجية الأسبق ،ومنير فخر عبد النور وزير السياحة والصناعة والتجارة السابق، والسيد محمد فائق رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان ووزير الإعلام والدولة للشئون الخارجية الأسبق ، والسفيرة الدكتورة مشيرة خطاب وزيرة السكان السابقة،والدكتور أحمد القشيري، والمفكر الدكتور مصطفي الفقي، والسفير رؤوف سعد، والسفير أمين مليكة، والسفير أمجد عبدالغفار، والسفير هشام بدر، والسفيرة منحة باخوم، والسفيرة هالة الغنام ،والسفير جمال بيومي، والسفير سعد الفرارجي، والسفير محمد مصطفي العشماوي، والسفير أحمد حجاج وجورج إسحاق عضوا المجلس القومي لحقوق الإنسان، والدكتورة هالة السعيد عميدة كلية الأقتصاد والعلوم السياسية، والمفكر الأستاذ السيد يسين ،والفقيه القانوني رجائي عطية، والدكتور وحيد عبدالمجيد رئيس تحرير مجلة السياسة الدولية، والدكتور محمد فايز مدير عام مؤسسة الأهرام ، وعماد غنيم رئيس تحرير الأهرام الأقتصادي، وليلي الراعي رئيس تحرير مجلة علاء الدين، وعصام رفعت رئيس تحرير مجلة الأهرام الاقتصادي الأسبق، والكاتبة فريدة الشوباشي والكاتبة عائشة عبدالغفار، والدكتورة ميرفت حبشي، وأيمن الأمير، والدكتور يوسف وهبة والدكتور فوزي فهمي، والدكتور خالد حامد سعد ممثلا ً عن وزارة الأوقاف،وعدد من الكتاب والصحفيين والمديرين ورؤساء الأصدارات الصحفية والمديرين العموم بمؤسسة الأهرام.
حظيت الاحتفالية بترتيبات بديعة، تقديرا لقامة علمية وسياسية رفعية المستوي، ازدانت قاعة الأستاذ هيكل التي احتضنت الاحتفالية بثلاث صور في "بنارات" ضخمة، تحمل أهم أطلالات وجه الفقيد، مقرونة بعبارت الرثاء والتقدير له، وفي بداية الاحتفال وقف الحضور دقيقة حداد علي رحيل الفقيد العزيز، كما عرض فيلم تسجيلي وثائقي من إنتاج " الأهرام" يحكي حياة وتاريخ الدكتور بطرس بطرس غالي وأهم اللقطات والمحطات والجولات الدبلوماسية حول العالم في حياته ومشاركته في مفاوضات السلام، ولحظات أداء القسم داخل قاعات الجمعية العامة للأمم المتحدة ،والجنازة العسكرية له ،ومراسم دفنه بالكنيسة البطرسية بالقاهرة ،وركز الفيلم علي جملته الشهيرة أنه "لن يتلقي تعليمات من أي حكومة في العالم غير المنظمة الدولية "، وأنه ليس عنده ولد.. وطوال حياته عمل لمصر وكافح من أجلها .
قدم محمد إبراهيم الدسوقي مدير تحرير "الأهرام" الحفل، قائلا: إن بطرس غالي ستظل مواقفه وإسهاماته الدولية والمصرية وحضوره حيا، بيننا لفترات طويلة قادمة، تميز بحضور قوي وذكاء وقدرة علي الحوار والارتجال في الخطب السياسية التي شهدها خلال محاضرته في النادي الكندي باليابان التي ابهرت بشدة الحاضرين وصفقوا له بحرارة بالغة، وأضاف أنه مهما عبر فيض الكلمات والذكريات عن قامة الراحل العزيز التي تصل الي عنان السماء فانه سيظل حيا بين أحبائه وتلاميذه بمواقفه وأفكاره وكفاحه.
أحمد السيد النجار: أحد أبناء الأهرام ورموز التنوير.. دبلوماسى عالمى رفيع وصحفى قدير ومدرسة كبري فى العلاقات الدولية
وفي كلمته، أكد أحمد السيد النجار رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام، أن الدكتور بطرس بطرس غالي أحد الرموز الكبري في الدبلوماسية المصرية والعالمية والصحافة، وأن لمؤسسة الأهرام ضلعا كبيرا في الراحل، فهو أحد الرموز العظمي للدبلوماسية الذي أسس مدرسة مهمة للغاية ولها جذور عميقة .
وأضاف أن مصر سبقت دولا أوروبية كبري في ميراثها وعراقتها وخبراتها المتراكمة في وزارات مهمة مثل الخارجية والداخلية والري والزراعة وسبقت في تأسيسها الدول الأوروبية .
وأضاف أن غالي جمع بين عالم أكاديمي كبير ودبلوماسي رفيع المستوي وصحفي قدير ،فتمتع بخبرة صحفية عملية في إنشاء وإصدار اثنتين من أهم وأكبر المجلات في المنطقة العربية، هما مجلة السياسة الدولية وهي أكثر مجلة علمية محكمة وتستخدم في كل البلدان العربية كواحدة من أبواب الترقي في المناصب العلمية ، وقد وضع لها الدكتور بطرس بطرس غالي القواعد والأطر والشكل والسياسة التي استمرت عليها وكل ما له توصيف في الدوريات العلمية، و شهدت مجلة السياسة الدولية بدايته وأفضل أدائه . كما أسس الدكتور بطرس غالي مجلة الأهرام الأقتصادي وتولي رئاسة تحريرها وكانت فكرته، وحدد إطار عملها بإعتبار أن الإقتصاد أساس القوة الشاملة لأي دولة، ومصدر للتماسك الاجتماعي ،وهو الذي يخلق العلاقات الجيدة لأي دولة، وتأسيسه للمجلة هو إدراك عميق لهذا كله ‪.‬
وقال إننا إزاء قامة كبيرة وهائلة علي الصعيدين الدبلوماسي والعلمي الذي يحظي به،ونجتمع اليوم لتأبين هذه القامة التاريخية والسياسية التي تفخر بها "الأهرام" باعتباره أحد أبنائها ورموزها التاريخية .
وأضاف أن "الأهرام" ظلت طوال تاريخها منارة للتنوير والتحضر ونشر المعرفة والوعي والدكتور بطرس غالي أحد رموز التنوير في مصر الحديثة وتتشرف "الأهرام " بتأبين قامة كبيرة ورجل عظيم .
الدكتور وحيد عبدالمجيد: رائد القانون الدولى وعلم السياسة
وقال الدكتور وحيد عبد المجيد رئيس تحرير مجلة السياسة الدولية إن الدكتور بطرس غالي هو الأستاذ والعالم والمعلم وأحد أبرز رواد القانون الدولي والتنظيم الدولي وعلم السياسة علي المستويين العربي والإفريقي، تتلمذ علي يديه كثيرون، أسس مجلتين كانتا باكورة الإصدارات المتخصصة في عالم الصحافة، منهما مجلة "السياسة الدولية" التي ظلت مدرسة تعلمت فيها أجيال متتالية، ومن لم تتوفر لديه الفرصة ليتعلم في الجامعة، تعلم علي يد بطرس غالي في المجلة التي ترأس تحريرها ربع قرن من الزمان.
وأضاف أن الدكتور بطرس غالي قام بدور عالمي بجانب مواقفه التي سجلت في الأمم المتحدة ،وقام بنقل مواقف الأمم المتحدة إلي ميادين جديدة، كما نقلها لميادين كانت خاملة فيها مثل قضايا البيئة والمناخ العالمي من خلال تنظيمه لقمة الأرض عام 1992، بالإضافة الي توزيعه نشاط الأمم المتحدة في العالم كله، وساهم في تطوير دور الأمم المتحدة في قضايا المرأة والسكان والتنمية وتأصيل مفهوم التنمية المستديمة .
وأضاف أن بطرس غالي من القلائل في الدبلوماسية العالمية الذين جمعوا بين الخبرة الأكاديمية والخبرة العملية، حتي قبل وصوله للأمم المتحدة، كما صك مصطلحات جديدة في الفترة القصيرة التي قضاها نائبا لرئيس الاشتراكية الدولية ومنها مصطلح الدبلوماسية الوقائية الذي أصبح شائعة حاليا،وجزءا من العلم السياسي في الجامعات .
منير فخرى عبدالنور: الراحل.. ومحبة الأهرام
قال منير فخري عبد النور وزير الصناعة والتجارة الأسبق في كلمة أسرة بطرس بطرس غالي إنه يتقدم باسم ليا بطرس غالي حرم الراحل ونيابة عن جميع أفراد العائلة بالشكر والعرفان للسيد أحمد السيد النجار والدكتور وحيد عبد المجيد والأستاذ محمد إبراهيم الدسوقي علي كلماتهم الطيبة كما يتقدم بالشكر لكل الذين شاركوا في حفل التأبين والذين تكبدوا مشقة الحضور .
وقال ان الدكتور بطرس بطرس غالي كان يعتز بانتمائه لمؤسسة الأهرام طوال 33 عاما، أمتدت بين عامي 1958 و 1991 التي عمل فيها بالأهرام وهي فترة هامة في حياته ،التقي وزامل وتحاور خلالها مع قمم في السياسة والفكر والأدب والفن داخل مبني الأهرام ،أثرت فيه وشكلت جانبا ًمن رؤيته وقناعته .
وأضاف أن بطرس غالي كان يعتز بتأسيس مجلة الأهرام الأقتصادي وتوليه رئاسة تحريرها ونجاحه في أن يعبر عن آراء وسطية في وقت كانت تحتضن فيه مؤسسة الأهرام آراء ونخبا متنوعة وظل يعتز بتأسيسه مجلة السياسة الدولية ورئاسة تحريرها، حتي أثناء توليه منصب وزير الدولة للشئون الخارجية، لأنه نجح في هذه المجلة مع زملائه في طرح قضايا السياسية الدولية للنقاش العام والتي كانت مقصورة وقتها علي الخبراء و الدبلوماسيين والسياسيين .
وقال إن الدكتور بطرس غالي أعتز برئاسته مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية رغم قصر الفترة، لكنه استطاع أن يوسع من نطاق أبحاث المركز لتشمل القضايا الدولية، بعد أن كانت تقتصر علي قضايا النزاع العربي- الاسرائيلي، كما أعتز بزمالته عددا من الباحثين وأساتذة الجامعات، وكثيرا ما كان يتابع أبحاثهم العلمية ويتواصل معهم ويذكرهم بكل الخير .
وأضاف عبدالنور في ختام كلمته: أشكر مؤسسة "الأهرام" العريقة علي تنظيم هذه الاحتفالية وهو ما يؤكد أن زملاءه بالأهرام بادلوه نفس الحب و التقدير، وباسم الأسرة أشكركم جزيل الشكر .
السيد ياسين: شخصية فريدة
وأشارالمفكر السياسي السيد ياسين مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والأستراتيجية إلي أن الدكتور بطرس غالي ملأ الدنيا وشغل الناس، وكانت له ادوار عديدة فهو أكاديمي رفيع المستوي وحجة في القانون الدولي، تزاملنا في الأهرام وتصادقنا وكنا نتحاور، وأستفدت من أفكاره في تطوير المركز وعندما تولي رئاسته أضاف إليه الكثير وأصبح من أهم المراكز، مبينا أنه شخصية فريدة في كل دور من أدواره كوزير متميز للشئون الخارجية وأمين عام للأمم المتحدة ،ولمع كشهاب في سماء العلاقات الدولية ،جسورا ًفي تحديه لأمريكا وكان رائعا ً ،ولا ننسي دوره في المجلس القومي لحقوق الإنسان .
وقال إن الدكتور بطرس غالي كان يحرص علي الدأب ومناقشة جميع التفاصيل في السياسة الدولية ،وتمتع بالدقة البالغة في الشكل وليس في المضمون فقط ،وأدخل في أجندة العلاقات الدولية موضوعات جديدة ،لأنه من النادر أن يكون أمين عام الأمم المتحدة أكاديميا ً رائعا ً ،رحم الله الدكتور بطرس غالي .
منير نعمة الله : كان مستمعا جيدا
قال منير نعمة الله الابن الروحي لبطرس غالي إن نصيحة غالي لشباب مصر أن يتعلموا اللغات وينفتحوا علي العالم لأنه سيتيح لهم أفاقا واسعة في التعرف علي ثقافات وحضارات جديدة تزيد من قدراتهم في التفوق والنجاح . وقال إن إنجازات غالي لم تكن في المجال السياسي فقط أثناء توليه منصب الأمين العام للأمم المتحدة وتعدت إلي ترسيخ مفهوم التنمية الشاملة والمجتمع المدني كشريك في إتخاذ القرار وعقد لها مؤتمرات دولية .
وقال إن أكثر ما شغل فكر الدكتور غالي في سنواته الأخيرة قضية المياه والأنفجار السكاني ونصح بالتعلم من تجارب الصين وجنوب شرق آسيا فيهما .
وأضاف أن بطرس غالي الإنسان برغم كل علمه ومناصبه كان مستمعا جيدا ً للغاية ويحب الجلوس لأصدقائه وتحدي مرضه وجهز نفسه لإتمام إنجازاته وان أمامه عامين لتحقيق أمور كثيرة ،و روحه المعنوية تقوي عندما كان يتصل به الرئيس عبد الفتاح السيسي للاطمئنان عليه ، وظلت مؤسسة الأهرام جزءا مهما في حياته .
الدكتورة هالة السعيد: مدرسة العلوم السياسية والعلاقات الدولية
وتوجهت الدكتورة هالة السعيد عميدة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة بالتقدير لمؤسسة الأهرام لدعوتها للكلية للمشاركة في تأبين الدكتور بطرس غالي أحد مؤسسيها ،وعملاق من عملاقة التاريخ المصري الذي حرك مشاعر الملايين من المصريين وفي العالم .
وقالت: تختلط مشاعري بين الحزن والفخر برجل اجتمعت فيه خصال ومميزات عديدة منها تفتحه العقلي ونفاذ بصيرته وحبه لوطنه ولا يخشي في الحق لومة لائم ومدافع عن قضايا مصر والعرب ،وأشعر بالفخر لإنتمائه لكلية الإقتصاد والعلوم السياسية وعضويته بهيئة تدريسها ورئاسته قسم العلوم السياسية، تتلمذ علي يديه عدد كبير من الدبلوماسيين والإعلاميين فهو محاضر عملاق غزير العلم والمعرفة نافذ لقلوب طلابه يوجههم لميادين لم تكن مطروحة، أسس مدرسة رصينة في العلوم السياسية والعلاقات الدولية، فالإنسان المعطاء تعد حياته تجربة إنسانية وعندما يرحل تتحول حياته الي قيمة إيجابية.
محمد فائق: مسيرة حقوق الإنسان في العالم
وأمسك محمد فائق رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان ووزير الاعلام ووزيرالشئون الخارجية الأسبق، طرف الخيط، قائلا: اسمحوا لي أن أحيي مؤسسة الأهرام برموزها وشخصياتها الكبيرة علي تكريم الراحل العزيز الدكتور بطرس بطرس غالي في القاعة التي تحمل أسم قامة كبيرة أخري تم تكريمها وهو الأستاذ محمد حسنين هيكل .
وأضاف لقد ترك الدكتور بطرس غالي بصمات قوية وواضحة في كل موقع شغله أو مر به، هنا في الأهرام و في الجامعة وفي وزارة الخارجية وفي الأمم المتحدة عندما كان أمينها العام، وفي مؤسسة الفرانكوفونية، ومنظمة اليونسكو، وهيئات دولية كثيرة كانت له اسهامات عديدة سوف تخلد اسمه كعميد للدبلوماسية الدولية بدون منازع ،فقد ملأ الدكتور بطرس غالي الدنيا بفكره ونشاطه السياسي الواسع وصداقاته للعديد من رموز العمل السياسي ورؤساء الدول والحكومات .
وقال إن أسم بطرس غالي أرتبط بأهم القضايا الانسانية وفي مقدمتها حقوق الإنسان خصوصا ًبعد دعوته لعقد المؤتمر الدولي لها في فيينا عام 1993 الذي ربط بين حقوق الإنسان و التنمية و الديمقراطية وأصبحت الديمقراطية حقا من حقوق الإنسان لاتكتمل ممارستها إلا بإكتمال بقية الحقوق لذلك اقترن إسم الدكتور بطرس غالي بكل هذا التطور التاريخي في مجال حقوق الإنسان وأصبح أحد الرموز الدولية التي أثرت في مسيرة حقوق الإنسان .
وأضاف عندما اختير الدكتور بطرس غالي رئيسا للمجلس القومي المصري لحقوق الإنسان عند إنشائه اكتسب المجلس مصداقية كبيرة علي المستوي الدولي ووجه الدكتور بطرس غالي المجلس لبناء علاقات دولية قوية مع المؤسسات الوطنية المماثلة في جميع أنحاء العالم، خاصة الدول العربية الأفريقية ومازال المجلس يسير بقوة الدفع التي وضعها في هذا الأتجاه .
وقال لقد عرفت الدكتور بطرس غالي جيدا ،وأقتربت منه كثيرا وساعد في ذلك أن أهتماماتي الأساسية بإفريقيا وحقوق الإنسان تطابقت مع بعض أهتماماته في هذين المجالين ،كما أنني شغلت منصب وزير الدولة للشئون الخارجية قبله ، وأراد غالي أن يعرف أسرار سياسة مصرالأفريقية خلال هذه الفترة ليبني عليها وكل هذه الأسباب جعلتني أقترب كثيرا منه، الي أن جمعنا المجلس القومي لحقوق الإنسان عام 2004 حتي الأن ومنذ هذا التاريخ لم نفترق الإ برحيله .
وأضاف لقد عرفت الدكتور بطرس غالي مناضلا ً سياسيا فذا من الطراز الأول وأكتشفت في سنواته الأخيرة أنه مناضل ً قوي ً ضد المرض قاومه في إصرار وشجاعة وتمسك شديد بالحياة والإستمرار في العمل والحرص علي متابعة كل ما يجري في الوطن وهمومه وفي العالم، ولم يفقد خفة الظل التي عرف بها حتي في لحظاته الأخيرة، لقد جمع الدكتور بطرس غالي بين العمل الأكاديمي الدقيق والعمل الدبلوماسي الراقي وثقافة عالية في تواضع جم وذوق رفيع وأعتنق المبادئ الإنسانية الكريمة وأمتلك شجاعة التمسك بهذه المبادئ مهما كانت تكلفتها وهو ماظهر في موقفه من نشر تقريرمذبحة قانا دوليا .
عمرو موسى: الخسارة الضخمة
قال السيد عمرو موسي الأمين العام السابق للجامعة العربية وزير الخارجية الأسبق تحدثت يوم وفاة الدكتور بطرس غالي لكي أنعي شخصية مصرية وطنية، أعلم قدر العلم إسهاماتها في العمل السياسي المصري، والتي قام بها بكل كفاءة واقتدار بمثل ما قاد منظمة الأمم المتحدة في فترة حساسة وصعبة شهدت تحولات كبري أستمرت من أوائل عام 1992 حتي أوائل عام 1997،كما قاد الدبلوماسية المصرية بإقتدار في فترة من أدق فتراتها . وأضاف أن الدكتور بطرس غالي كان مفاوضا ً صلبا ً وقد عملت معه وإلي جانبه سنوات طويلة أحببت فيه شخصيته وكفاءته ووطنيته وأنا شاهد علي ذلك ولا أمل من تكراره، فقد كان بطرس غالي أستاذا ًلأجيال متتابعة بوزارة الخارجية تعلموا علي يديه في جعل الدبلوماسية عملاً ذهنيا ً فيه من الأبداع و الاطلاع الكثير .
وقال إن مصر فقدت شخصية وطنية مخلصة وعظيمة كان يعلم مقدار أهمية مصر في العالم ويقدر الأبعاد العربية في السياسة المصرية بحسابات دقيقة ،وهو الذي دفع بالأبعاد الأفريقية لتتداخل في تناسق مع الأبعاد العربية،وليس من السهل تكرار شخصية بطرس غالي فقد ترك أثارا ً عميقة في ضمير كثير من الدبلوماسيين المصريين ولا نستطيع أن نتجاهل دوره في الأهرام وفي مركز الدراسات السياسية الذي أسهم خلاله في طرح أفكار، لتقديم السياسية المصرية بكل عمق ودقة وأعتبر نفسي من تلاميذه وأصدقائه وأشعر بالخسارة الضخمة يوم أن فقدنا بطرس غالي .
الدكتور مصطفى الفقى : مناهج التفكير والكتب البيضاء
قال المفكر والدبلوماسي الدكتور مصطفي الفقي سأقف عند محطات في حياة الدكتور بطرس غالي شاهدت خلالها الكثير وأقتربت منه علي مدي خمسين عاما ً فقد علمنا في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية مناهج التفكير ،وأن ننظر للأمور من موقف الطرف الأخر وليس من طرف الذي نقف فيه فقط ، وأن الشكل جزء من الموضوع .
وأضاف عندما عملت مع الدكتور غالي في وزارة الخارجية اختارني مع السيد محمود مرتضي لإصدار الكتب البيضاء عن القضايا التي تهم السياسة الخارجية المصرية وهي كتب توثق جانبا مهما في الدبلوماسية المصرية .
وقال إنه وفد لوزارة الخارجية أثنان من الوزراء من خارجها هما محمد حافظ إسماعيل و بطرس بطرس غالي أضافا إليها الكثير الأول من خبرته التنظيمية والثاني من خبرته العلمية والأكاديمية، وروي قصة ترشحه لمنصب الأمين العام للامم المتحدة وانه فاز بمنصبه بعدد 11 صوتا من بين 15 صوتا ،وعندما خرج من منصبه أيده 14 صوتا وافقت علي التجديد له وأعترض صوت واحد ،وأستخدم الفيتو ضده، وهو ما يدل على أن بطرس غالي أكتسب ثقة العالم وحافظ علي تأييد المجتمع الدولي له بإستثناء قوة واحدة هي الولايات المتحدة .
السفير أحمد حجاج : التواصل الإنسانى
قال السفير أحمد حجاج الأمين العام المساعد لمنظمة الوحدة الافريقية الأسبق وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، إن الدكتور بطرس غالي كان يؤمن بأهمية الأتصال والتواصل الإنساني برؤساء الدول والحكومات ووزراء الخارجية و الدبلوماسيين الكبار والصغار وأثناء زيارته لدولة الكونغو برازفيل علم بوفاة والدة رئيس الجمهورية وأصر ان يقطع مئات الكيلومترات ويتحمل مشقة السفر في طرق غير مهيأة للسير وقام بنفسه بتقديم العزاء لحرصة علي الجوانب الإنسانية في حياته ومن يومها أصبح صديقا شخصيا ً لرئيس الدولة .
وقال ان غالي أدرك مبكرا ً أهمية التعاون مع إفريقيا وأنشأ الصندوق المصري للتعاون مع القارة السمراء وكان لديه حس بالقضايا التي ستؤرق العالم في المستقبل ومنها قضية المياه ، وأن حروب المستقبل ستكون بسبب المياه ،ومازالت أصداء ادواره بافريقيا تتواصل في الظهور فأثناء وجودي في جنوب أفريقيا منذ أيام لمست أهتمام الصحافة بدور الدكتور بطرس غالي في إنهاء العنصرية بها وقيامه بدور كبير في تقريب وجهات النظر بين البيض والسود .
المستشار أحمد أبوزيد: نصرة الحق الفلسطينى واستقلال الأمم المتحدة
وقال المستشار أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية إنه يشرفني أن أقف في مؤسسة الأهرام العريقة لأرثي رجلا عظيما تتشرف مصر بإنتمائه إليها، وهو الدكتور بطرس غالي فهو رجل قلما يجود الزمان بمثله، مثل نموذجا في علمه الغزير وتقلده لمناصب رفيعة، ظل مصريا بسيطا في تواضعه واعتزازه بعائلته التي حملت لواء الوطنية وسار علي درب أجداده وآبائه الذين تقلدوا المناصب وقدموا إسهامات عديدة للوطن.
وأَضاف أن الدكتور بطرس غالي أرتبط أسمه بتحول كبير في السياسة الخارجية المصرية خلال عمله وزيرا للدولة للشئون الخارجية في دوائر غابت لفترات طويلة منها دور مصر في أفريقيا وتجمع الأندوجو لدول حوض النيل وعمل علي إحياء هذا الدور في منظمة الفرانكوفونية للدفاع عن المصالح المصرية ،وتعزيز التواصل بين مصر وأفريقيا ،ونشط علاقات مصر مع دول أمريكا اللاتينية ،وحرص علي التوثيق في الكتب البيضاء التي صدرت عن وزارة الخاريجية لعدد من القضايا التي حظيت بإهتمام السياسة الخارجية المصرية .
وقال ان بطرس غالي نجح خلال توليه منصب الأمين العام للأمم المتحدة كأول مصري وعربي وإفريقي في إصدار أجندة السلام وأجندة التنمية ،ولن ينسي التاريخ إصراره بقوة علي إصدار تقرير قانا ،ولن ينسي التاريخ انه لم يتراجع عن نصرة الحق الفلسطيني ،وإستقلال الأمم المتحدة والحفاظ علي حياديتها ومصداقيتها وتركه لأثر كبير في نفوس العاملين بالمنظمة الدولية ،ولن ينسي التاريخ انه ظل مدافعا ً أمينا عن حقوق أمته ومناضلا أفريقيا ً وجسرا للتواصل مع العالم الخارجي لها، وعزاؤنا ما تركه لنا في مدرسة الدبلوماسية المصرية وسيبقي أسمه خالداً من خلال أفكاره ومبادئه التي تنير الطريق أمام الأجيال القادمة .
الدكتور أحمد القشيرى : صلابة استثنائية
ولفت الدكتور أحمد القشيري أستاذ القانون الدولي بأكاديمية القانون الدولي بلاهاي وأحد أصدقاء الراحل الكبير إلي أنه تعرف إلي الدكتور بطرس غالي من خلال أكاديمية القانون عام 1964 لمدة 52 عاما ً، فالوظيفة الوحيدة التي حرص علي عدم تقديم استقالته منها هي المجلس الأعلي لأكاديمية القانون الدولي بلاهاي ، لأهمية هذا التجمع الدولي في القانون الذي أصدر عددا كبيرا من المجلدات العلمية بلغت400 مجلد ،صدر عدد منها يحمل إسم الدكتور بطرس غالي رئيسا لهذا المجلس الدولي، ونشعر اليوم في غيابه ومن قبله الدكتور إبراهيم شحاته بأننا أيتام ،حيث لم يبق سوي ثلاث شخصيات دولية من أعضاء المجلس الأعلي للأكاديمية الدولية .
وروي الدكتور أحمد القشيري أحد المواقف الخالدة للدكتور بطرس غالي عندما أشاد البروفسير الأمريكي بول فريديمان بدور غالي خلال الستينيات في تعليم وتدريب الدبلوماسيين الأفارقة الذين أستقلت دولهم حديثا، وعرض علي غالي العمل في وظيفة أستاذ في أحدي جامعات كولومبيا لكن غالي رفض ورد عليه قائلا :إن مكاني في مصر وسأعود لجامعتي جامعة القاهرة في مصر، لقد شهدت مواقف كثيرة تدل علي عظمة الدكتور غالي وبساطته في التعبير وروح الفكاهة وإبتسامته الساحرة وحسن تعامله مع تلامذته واصدقائه.
وقال إن بطرس غالي ظل يحب أن يحاط بالمصريين وينتهز فرصة حضور أحد من أصدقائه ليمضي معه بعض الوقت، ولا أستطيع أن أعبر عن فخر بما حدث منه عندما تعرض للتهديد من مادلين أولبريت وزيرة الخارجية الأمريكية الأسبق لمنع نشر تقرير قانا لكنه أصر علي نشره علي جميع الوفود بالأمم المتحدة ولم يهمه التهديد له، وأدركت وقتها أن بطرس غالي دخل التاريخ من أوسع أبوابه فهذا الرجل كان يتمتع بصلابة إستثنائية في الوقوف بجانب القضايا العربية والدولية .
الدكتور أحمد يوسف : خلق رفيع و فكر نقدى
قال الدكتور أحمد يوسف أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة قضيت نصف قرن من عمري مع الدكتور بطرس غالي منذ كنت طالبا حتي إشرافه علي رسالتي للماجستير والدكتوراه وبعدها ،ظل عظيما في أستاذيته يربي الفكر النقدي لطلابه ويترك لهم الحرية في التفكير الأكاديمي ،ويساهم في تدريب الباحثين الشباب في اول طريقهم بكل من الأقتصاد والعلوم السياسية وكان إنسانا رفيع الخلق لم اره غاضبا ً الإ نادرا ً وربما يمتعض لكنه لا يسئ لأحد حتي لو كان قد أخطأ .
وأضاف أنه لم يره غاضبا سوي في مرة واحدة عندما قام احد الكتاب بإتهامه في وطنيته بسبب رؤيه طرحها في الصراع العربي- الإسرائيلي وسبب غضبه أن ما تم مسه ليس شخصيته وقيمته العلمية إنما وطنيته ، ومن بين أنجازاته أنه قدم دراسة عظيمة بعد وفاة الرئيس عبد الناصر في مجلة السياسية الدولية وشبهه بسبارتكوس محرر العبيد لدوره في دعم حركات التحرر وحركة عدم الانحياز .
وقال إن بطرس غالي كان مهنيا في كل المناصب التي تولاها وأستطاع أن يعزز المكانة المصرية في أفريقيا ،وقبل وفاته كان حزينا ً لتأكل بعض المكاسب التي حققها فيها ، كما أنه الأمين العام الوحيد للأمم المتحدة الذي جرؤ علي تحدي القوة العظمي الوحيدة في العالم الولايات المتحدة الأمريكية وهو يعلم انه سيفقد منصبه بسببها .
السفيرة مشيرة خطاب : قراءة الواقع واستشراف المستقبل
وقالت السفيرة مشيرة خطاب وزير الدولة الأسبق للسكان وسفيرة مصر الأسبق بجنوب أفريقيا: لن أوفي الدكتور بطرس غالي حقه لأنه ترك بصمات لن تمحي في كل المواقع والمناصب التي شغلها وأدعو كل معلم وباحث وأكاديمي لأن يقتدي بالدكتور غالي ،فلم يقتصر دوره علي مجرد توصيل المعلومات بل أن يكون قدوة لتلاميذه ويتواصل معهم ،فقد كان يتمتع بقدرة هائلة في تبسيط المعلومات لطلابه ولا يغادر مدرج كلية الأقتصاد والعلوم السياسية قبل أن يطلب منهم توجيه الأسئلة إليه حتي يعرف حجم ما تم إستيعابه .
وأضافت لقد بهرنا الدكتور غالي بسعة أفقه خلال عملنا بوزارة الخارجية ولمست خلال وجودي بالأمم المتحدة حجم الدور الذي قام به في المنظمة الدولية ولمست قيمته ومكانته خلال عملي سفيرة لمصر بجنوب افريقيا عندما حضر لزيارتها وأستقبله الرئيس نلسون مانديلا الذي حمل تقديرا ً كبيرا ً لغالي .
وقالت إن دراسة غالي المتعمقة للتاريخ جعلته يقرأ الواقع بوضوح ويستشرف المستقبل علي اسس قوية وجعلنا ندرك أن التنوع الثقافي هو المحرك الأساسي للتقدم والتنمية المستدامة ومصدرا ً للقوة وقيمة مضافة ومصدرا ً للوحدة الوطنية .
سوسن غوشة: دبلوماسى وزعيم بارز
وأضافت سوسن غوشة مديرة مركز الأعلام بالأمم المتحدة بالقاهرة أن منظمة الأمم المتحدة وقفت يوم رحيل الدكتور بطرس غالي صمتا ً وإجلالا ً لروحه ،كما وقفت مصر تخليدا ً لذكراه ،وأقف لتأبينه داخل مؤسسة الأهرام ، فقد كان دبلوماسيا ًعظيما وزعيما ً بارزا ً حطم الحواجز عندما تولي منصبه بالأمم المتحدة كأول أفريقي وعربي يصل لهذا المنصب وكان فخورا ً بإنتمائه لأفريقيا وحمل مبادئ العدل و السلام .
وأضافت أن بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة وصف غالي بأنه ساهم بخبرته في حل النزاعات الدولية وطرح مبادرات هامة مازالت تتردد أصداؤها حتي الأن وتميز في قيادة الأمم المتحدة بشجاعة وإستقلالية وقدم إسهامات عديدة علي المستوي الدولي في أجندة الأمم المتحدة في مجالات التنمية والديمقراطية وحقوق الإنسان ،وأن الأمم المتحدة تؤكد بالغ تقديرها لكل ما قدمه وساهم فيه الدكتور بطرس غالي وتلتزم بالحرص عليه .
أحمد السيد النجار فى ختام الاحتفال: طبعات شعبية لأعماله
وفي ختام احتفال مؤسسة الأهرام بتأبين الدكتور بطرس غالي،قال الأستاذ أحمد السيد النجار رئيس مجلس إدارة المؤسسة: أقدم الشكر لكل القامات التي حضرت الإحتفالية ومن قدم لرثاء الراحل العظيم .
وقال ان مؤسسة الأهرام ستصدر طبعات شعبية للأعمال التي قدمها الدكتور بطرس غالي خلال مسيرته وحياته، وذلك قبل ذكري الأربعين لتعريف الأجيال القادمة بمساهمات الدكتور بطرس بطرس غالي كأستاذ ومعلم في خدمة السياسة الخارجية المصرية في الدوائر المختلفة التي عمل عليها وتعريف الأجيال به كنموذج سياسي فذ وباحث عظيم ودبلوماسي كبير.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.