كأن الموت يتربص بهم اينما ذهبوا فمن لم يمت منهم برصاصات الارهاب الغادرة مات بنيران البلطجة ليرتوي ثري الارض بغيث دمائهم الطاهرة 00هم ضباط الشرطة الذين فتحوا صدورهم للموت ووضعوا اكفانهم بين ايديهم ليقدموا ارواحهم الطاهرة قربانا لارض الكنانة فلم يخشوا رصاصات الارهاب واحتضنوا الموت كي يهبوا لنا الحياة ولكن الامر تغير في الايام القليلة الماضية. واضيف الي غدر الارهاب جرأة المجرمين والمسجلين الذين تلطخت ايديهم ايضا بدماء رجال الشرطة وبدلا من ان يدخلوا الجحور ويختبأوا مثل الفئران لمجرد سماعهم اصوات الة التنبيه التي تعلو سيارة الشرطة نصبوا لمن وهبوا حياتهم للدفاع عنا الكمائن لصيدهم وقتلهم وتبدلت الحال واصبح محترفو الاجرام هم الذين ينصبون كمائن الموت لرجال الشرطه ويبادرونهن باطلاق الرصاص وهذا ماحدث مع الضابط الشهيد «مصطفي» الذي خرج فجرا ليأتي بحق زميله «جورج» فلحق به إلي الدار الآخرة علي يد المتهمين أنفسهم الذين لم يفرقوا بين مسلم ومسيحي ليحصدوا في أسبوع واحد ضابطين من أكفأ ضباط مديرية أمن القليوبية وهما إيهاب جورج معاون مباحث الخانكة ومصطفي لطفي رئيس مباحث شبرا الخيمة. انضم الشهيد مصطفي لطفي رئيس مباحث شبرا إلي قافلة الرفاق الذين سبقوه في مشهد يندي له الجبين حيث وصلت له معلومة فجرا بوجود قاتلي معاون الخانكة في منزل بالزاوية الحمراء فأبلغ المدير بها ونزل علي الفور لضبطهم مع معاونيه الذين لا يتعدون أصابع اليد ولم يدر بخلده أن خفافيش الظلام يبيتون النية لاغتياله و بمجرد وصوله لوكرهم وقبل أن يطرق بابهم أطلقوا رصاصات الغدر من أسلحتهم لتشق جسده الطاهر وتصعد روحه في لحظة لخالقها ليترك حق زميله وحقه في رقاب رفاقهم من الضباط كان مشهدها اقسي من ان يوصف وهي تنادي علي فلذة الكبد وزهرة العمر والشباب باعلي صوتها وهو محمول علي اكتاف اقاربه وزملائه وتارة تطلق الصراخ علي رحيله وتارة اخري تطلق الزغاريد وتطلب من النسوة اللاتي من حولها ان يزغردن لزفاف ابنها مصطفي فهو عريس السماء وفي انتظاره حورية من الجنة ليتزوجها وكادت الام الثكلي تفقد عقلها عندما سمعت اصوات موسيقي الشرطة وهي تعزف الحان الاحزان لتودع الشهيد الي مثواه الاخير وفتشت الام المكلومة عن ابنها الشاب الذي يزفه زملاؤه وراحت تشق الصفوف للبحث عن العريس حتي وجدته ملفوفا في علم مصر ورائحة العطر تفوح منه وصرخت قائلة «زفوك ميت بدل عريس ياابني حضرت موسيقي جنازتك قبل فرحك منه لله ياريته كان اصابك كان يبقي ارحم كنت بجهز لفرحك بعد شهر ومستنيه ازفك لعروستك واشيل ولادك وافرح بيك ومعاك يارب ياابني تتجوز حورية من الجنة والملايكه يحضروا فرحك بدل عيلتك واصحابك ». وقال والده لطفي عبد الكريم، : «ابني سيُزف للجنة اليوم؛ لأننا كنا نعد لزفافه خلال الشهرين القادمين، وكنت أتمني أن أفرح به ولم أتقابل معه منذ شهر ونصف لانشغاله في أداء واجبه، لكن قضاء الله وجب ليختاره عريسًا في الجنة». واضاف «كنت دايما بطلب منه التعجيل بالزواج، وكان بيقولي.. ربنا يسهل»كأنه كان يعلم ان الموت وينتظره وانه لايحب ان تحمل عروسه الشابة لقب ارملة ان يكون له ابن يتيم « مطالبًا المسئولين بالقصاص لنجله، واصفًا المتورطين بالحادث بأنهم لا يراعون حُرمة الدين مؤكدا ان ابنه رفض رشوة بنحو مليوني جنيه من أحد المتهمين بقضية تنقيب عن الآثار فقد عُرف عنه التفاني في العمل، والكفاءة في كشف الجرائم ويقول أسامة يوسف من أصدقاء الشهيد كان المقدم مصطفي لطفي يقف بجانب المظلوم وبابه مفتوح للمواطنين يبحث شكواهم بنفسه ويقود مرؤوسيه ويكون في مقدمتهم في المأموريات ولا يضحي بهم بل يضع نفسه في المقدمة وفضل العمل علي الزواج منكرا لذاته وانه تناول العشاء مع زملاء البحث الجنائي في أخر يوم قبل لحظات من استشهاده وعندما جاءته معلومة تواجد قتلة معاون مباحث الخانكة في منزل بالزاوية الحمراء هرول للقبض عليهم حتي يريح زميله في مرقده ويأتي بحقه الا ان المجرمين كانوا يتربصون له وكأنهم استدرجوه للموت واطلقوا عليه الرصاص حتي غطت دماؤه الطاهرة المنزل الذي يختبيء فيه الجاني .