حقق فريق الإنتاج الحربي واحدة من مفاجآت مباريات الدوري الممتاز لكرة القدم، بعدما استطاع تحقيق فوزه الأول طوال تاريخه علي فريق الزمالك، ولم تكن المفاجأة كونه الفوز الأول فقط بل استطاع الجهاز الفني للإنتاج الحربي بقياده شوقي غريب هزيمة الزمالك بثلاثة أهداف مقابل هدف بعدما لعب الشوط الثاني كاملا بعشرة لاعبين بعدما قام شريف رضوان حكم اللقاء بطرد لؤي وائل لاعب الإنتاج. لعب الزمالك شوطا طيبا في الشطر الأول من اللقاء، بينما استحق لاعبو الإنتاج الحصول علي النقاط الثلاث وزيادة الرصيد إلي 31 نقطة قفزت به عدة مراكز في جدول المسابقة، فيما خسر الزمالك ثلاث نقاط مهمة في سباقه مع متصدر المسابقة وتوقف رصيده عند 38 نقطة، ليعود الفارق بينه وبين الأهلي صاحب المركز الأول إلي ست نقاط.. غاب سحر أداء لاعبي الزمالك والأداء الجماعي وظهروا بعيدا عن تركيزهم وبصفة خاصة في الشوط الثاني، رغم أنهم أضاعوا أربع فرص علي مرمي الإنتاج الحربي اصطدمت اثنتان منها بالقائم والعارضة، ولان الحظ لا يقف إلا مع المجتهدين استطاع لاعبو الإنتاج تسجيل ثلاثة أهدف في مرمي احمد الشناوي كما أضاعوا العديد من الفرص علي مدار المباراة، مستغلين حالة عدم التفاهم لرباعي خط الدفاع الأبيض. فرض الشخصية لم تتغير ملامح تشكيل فريق الزمالك كثيرا، بعد كل ما أثير في الفترة الماضية عن تدخلات لمجلس الإدارة في تشكيل الفريق الأبيض.. حيث غاب عن لقاء أمس حمادة طلبة اضطراريا بسبب الإيقاف، في الوقت الذى عاد فيه طارق حامد لاعب خط الوسط بعد فترة غياب طويلة كان قبلها ابرز اللاعبين. وبذلك.. لم تتغير توليفة اللاعبين بشكل كبير بوجود احمد الشناوي في حراسة المرمي بعد غياب مباراتين وأمامه الرباعي عادل جمعه، علي جبر، محمد كوفي وحازم إمام وفي خط الوسط الثلاثي طارق حامد ، عمر جابر والمتألق معروف يوسف، فيما غلبت علي التشكيل النزعة الهجومية بوجود الثلاثي السريع محمود كهربا، ايمانويل مايوكا وأيمن حفني. وهي الاستيراتيجية التي اعتمد عليها الأسكتلندي أليكس ماكليش المدير الفني للزمالك بغرض الحصول علي نقاط المباراة، فضلا عن انه الظهور الرسمي الأول له في الدوري المصري ويريد ترك انطباع قوي للاعبين قبل مجلس إدارة وجماهير الزمالك وان كنا نؤكد مسئوليته لنتيجة المباراة بالكامل. في المقابل استمر شوقي غريب المدير الفني لفريق الإنتاج الحربي، الاعتماد علي مجموعه اللاعبين أصحاب الخبرة مطعمين بعناصر الشباب بنسبة بسيطة بوجود كل من أمير عبد الحميد، السيد فريد، محمود فتح الله، محمد ناجي جدو وصلاح أمين. وكانت معركة فرض الشخصية والأداء أهم ملامح الشوط الأول بين المديرين الفنيين، فيما سار الشوط بشكل طيب ووضحت قدرات شوقي غريب في غلق مفاتيح لعب الزمالك ومصادر خطورته خاصة أيمن حفني وعمر جابر ومحمود كهربا. ومالت كفة اللعب لصالح فريق الإنتاج الحربي في النصف الأول من الشوط بفعل خبرات لاعبيه التي منحتهم التقدم بعد تسديدة كرة ثابتة لمحمود فتح الله اخطأ احمد الشناوي حارس الزمالك تقدير الكرة ليتابعها صلاح امين في الدقيقة 15. وأدرك الزمالك هدف التعادل في الدقيقة 26 من هجمة متفق عليها من الجانب الأيسر الذي يشغله محمد عادل جمعة الذي أرسل كرة عرضية لايمانويل مايوكا ليحولها بطيئة راسية في مرمي أمير عبد الحميد. وسار الشوط الأول بشكل عام في اتجاه كلا المرميين وان كانت هجمات الإنتاج الحربي قد شكلت خطورة اكبر نظرا للضغط العالي الذي مارسوه علي المنافس، كما عابهم الاستخدام المفرط في القوة مما أدي إلي حصولهم علي ثلاثة إنذارات لعلي فتحي، محمد سوستة ولؤي وائل الذي حصل علي الكارت الأحمر في الدقيقة الأخيرة من الشوط، بعد فاصل من النشاط لأيمن حفني وعمر جابر في الدقائق العشر الأخيرة من الشوط. شوط عكس التوقعات وظهر ضغط لاعبي الزمالك أفضل من المباريات الثلاث الأخيرة، وكذلك ظهرت تلك الجملة المكررة من الجانب الأيسر فيما عاب لاعبي الوسط تلك الكرات المقطوعة وكذا الاحتفاظ الطويل بالكرة من جانب أيمن حفني تحديدا. وتغيرت معطيات الشوط الثاني نظرا لحالة الطرد التي تلقاها لؤي وائل لاعب الإنتاج الحربي، ومن الغريب أن يبدأ الشوط بهجمتين خطيرتين علي مرمي احمد الشناوي علي عكس التوقعات برجوع لاعبي الإنتاج الحربي للدفاع عن مرماهم، في الوقت الذي لم يجر فيه شوقي غريب المدير الفني للإنتاج أي تغيير بين شوطي المباراة واستمر علي نفس سياسة الضغط في كل أركان الملعب. وانتظر أيضا الاسكتلندي ماكليش ولم يتسرع بإجراء أي تغييرات علي تشكيله اللاعبين انتظارا لأحداث ومجريات اللعب واستغلالا لحالة الطرد التي أثرت علي الجانب البدني للاعبي الإنتاج الحربي. كما استمر محمد عادل جمعة ليشكل مصدر الخطورة للزمالك من خلال الكرات العرضية التي أرسل الكثير منها خلال المباراة، فيما ظلت الكرة دون صاحب أو متحكم بالأداء أو السرعة لكن زادت خطورة لاعبي الهجوم الأبيض علي مرمي أمير عبد الحميد. ولم تتوقف خطورة مهاجمي الإنتاج وبصفة خاصة محمد ناجي جدو وصلاح أمين، علي الرغم من النقص العددي، لكن ظل الجهاز الفني للزمالك ولاعبه متحفظين هجوميا خوفا من الهجمات المرتدة وسرعات مهاجمي الإنتاج حني الدقيقة ال 66 التي شهدت نزول محمود عبد الرازق شيكابلا بدلا من حازم إمام الذي لعب مباراة دفاعية فقط. وزادت سخونة اللعب ومعها الهجمات وبصفة خاصة في مناسبتين عندما اصطدمت الكرة مرة بالقائم من تسديدة محمود كهربا ثم العارضة اليمني لأمير عبد الحميد من تسديدة لمايوكا.. التهبت بعدها المباراة وزاد حماس اللاعبين والمناوشات فيما بينهم قبل أن يزيدها صلاح أمين إثارة عندما استطاع تسجيل الهدف الثاني في الدقيقة ال 70، بعد فاصل من التمرير الجيد بين أقدام لاعبي الإنتاج الحربي وسط ذهول الجهاز الفني للزمالك. ويخرج محمود كهربا ويشارك باسم مرسي بدلا منه رغبه في زيادة الضغط علي المنافس، لكن توقف اللعب لفترة نظرا لأصابة أمير عبد الحميد حارس الإنتاج الحربي وظل الجهاز الفني للإنتاج حائرا لعدة دقائق حتي شارك عامر عامر بدلا من الحارس المصاب، وهو ما منح لاعبي الإنتاج فرصة التقاط الأنفاس وامتصاص حماس لاعبي الزمالك. وتمثلت سلبيات لاعبي الزمالك في التسرع فى نقل الكرة والاعتماد علي الكرات الطويلة المرسلة مباشرة إلي منطقة جزاء المنافس وهو ما منح دفاع الإنتاج فرصة التعامل مع تلك الكرات بشكل طيب، كما كان لمحمد فاروق لاعب الوسط دور كبير في ترجيح كفة الفريق المؤسسي. وتأتي الدقيقة ال 82 بمفاجأة غير سارة للجهاز الفني للزمالك بعدما احتسب شريف رشوان حكم اللقاء ضربة جزاء عليها علامات استفهام لمصلحة صلاح أمين في كرة مشتركة مع محمد عادل جمعة، وتصدي محمود فتح الله لها ولعبها في أقصي الزاوية العليا اليسري لأحمد الشناوي.
10 دقائق إضافية واحتسب حكم اللقاء عشر دقائق كاملة وقتا بدلا من الضائع، لتزيد معها سخونة المباراة وتحديدا مع نزول مصطفي فتحي، وضغط الزمالك بكل خطوطه من اجل إدراك الهدف الثاني، وكاد كل فريق أن يهز شباك الآخر ولكن حافظ فريق الإنتاج علي تماسكه والتحكم في مفاتيح لعب الزمالك واستطاعوا الحصول علي نقاط المباراة.