أعلن بريك أرين سفير كازاخستان فى القاهرة أن بلاده حريصة على تطوير العلاقات مع مصر التى تعتبرها شريكا مهما فى العالم الإسلامى وتوجد إمكانات هائلة للتعاون الثنائى الناجح بما يحقق مصالح الطرفين. وأضاف أن مصر تشارك بفعالية فى أنشطة التعاون الإقليمية بمنطقة آسيا الوسطى مثل المنتدى الاقتصادى الآسيوى ، وتدعم مبادرة كازاخستان بشأن التخلص من الأسلحة النووية كما دعمت كازاخستان لحصولها على الاستقلال. وقال فى تصريحات ل « الأهرام» إن بلاده تبرعت بمبلغ 4,5 مليون دولار لترميم مسجد الظاهر بيبرس فى وسط القاهرة الذى يعود بأصوله الى كازاخستان، وأن تلك المساهمة تأتى انطلاقا من العلاقات التاريخية والثقافية المتميزة بين البلدين. ويقول بختيار تاسيموف سفير كازاخستان السابق بالقاهرة: نحن أقارب، ويجمع بيننا تاريخ وجذورعميقة وعريقة، حيث نشترك فى الأجداد ومنهم الأمير الظاهر بيبرس الذى تولى السلطنة على مصر فى 24 من أكتوبر 1260فكان ذلك إيذانًا ببدء فترة التأسيس والاستقرار لدولة المماليك البحرية، وقبل أن يلى بيبرس السلطنة كان من ابطال معركة المنصورة وعين جالوت وقد اتخذت كازاخستان اسمها من السكان الكازاخ الذين يقطنونها، وتعنى «الكازاخ» فى اللغة التركية الأحرار والشجعان، واستقلت عن الاتحاد السوفيتى فى عام 1991 وكانت مصر من أوليات الدول التى اعترفت بإستقلال جمهورية كازاخستان، ويرتبط البلدان بعلاقات تاريخية عريقة منذ عهد الخلافة الإسلامية . وتقول الدكتورة ماجدة صالح مديرة مركز الدراسات الآسيوية بجامعة القاهرة إن تجارب كازاخستان فى التنمية والتقدم التكنولوجى وتحقيق الوفاق الوطنى جديرة بالدراسة للاستفادة منها خاصة فى مجال تحقيق الاستقلال الاقتصادي. بينما يشير الدكتور الصفصافى أحمد أستاذ الدراسات التركية بجامعة عين شمس إلى أن كازاخستان- التى دخلها الإسلام فى العصر العباسى -تولى أحد ابنائها، وهو احمد بن طولون، الولاية فى مصر، وتوجد أوجه شبه كثيرة بين الشعبين، خاصة فيما يتعلق بالروابط الأسرية والعشائرية، مشيرا إلى تمتع المرأة بمكانة متميزة فى المجتمع الكازاخي. وأضاف أن طريق الحرير البرى القديم الذى كان يقطع أواسط آسيا ربط بين البلدين منذ القدم، وأن هناك مجالات واسعة للتعاون فى الوقت الراهن. يذكر ان كازاخستان دولة غنية بالثروات الطبيعية (لديها 3% من احتياطى البترول فى العالم بالإضافة إلى 3.2% من الاحتياطى العالمى للغاز). ويبلغ حجم إنتاج البترول حاليا 1.6 مليون برميل يوميا، ويتوقع أن يصل إلى 5 ملايين برميل يوميا عام 2025 ، ويمثل قطاع النفط والغاز 30% من دخل الحكومة ، ونصف دخلها من إجمالى الصادرات، ويبلغ معدل النمو الاقتصادى نحو7% ويصل متوسط دخل الفرد حاليا إلى حوالى 9 آلاف دولار، و تحتل كازاخستان المكانة الأولى فى العالم فى إنتاج اليورانيوم. وهناك حوالى 80 مليون هكتار من الأراضى الزراعية التى لا تجد من يزرعها نظرا لقلة عدد السكان ، ويبلغ إنتاج كازاخستان من القمح حوالى 20 مليون طن سنويا بالإضافة إلى ثروة حيوانية ضخمة. واستطاعت كازاخستان جذب حوالى 115 مليار دولار استثمارات أجنبية مباشرة خلال العشرين عاما الماضية وخاصة فى مجالات البترول والغاز. ولديها سياسة طموح للحكومة بهدف جعل كازاخستان ضمن الخمسين دولة الأكثر تنافسية فى العالم بحلول عام 2030 إضافة إلى تغيير هيكل الاقتصاد القائم حاليا على تصدير المواد البترولية الخام إلى اقتصاد قائم على التصنيع، والاهتمام بالقطاعات غير البترولية.