قبل 25 عاما كنت ضيفا فوق العادة على حكومة الكويت وشعبها بعد نجاح عملية تحرير الكويت من الغزو العراقى المشئوم الذى لم تر الأمة العربية خيرا أو استقرارا حتى اليوم بسبب ما خلفه هذا الغزو الغاشم من تداعيات كارثية على منظومة العمل العربى المشترك. ولأننى كنت من أرضية الانتماء القومى الوحدوى أحد أكثر المعارضين شراسة للغزو العراقى والفضل فى ذلك للتليفزيون المصرى الذى منحنى مساحة شبه يومية فى نشرة التاسعة مساء فقد اكتشفت أن أهل الكويت الكرام يعرفوننى بالاسم من خلال حرصهم على مشاهدة الفضائية المصرية فى كافة دول المهجر التى نزحوا إليها بسبب الغزو ثم سرعان ما عادوا إلى وطنهم بعد نجاح حملة تحرير الكويت التى كان لمصر وجيشها شرف الإسهام فيها بشجاعة ما زالت حديث ديوانيات الكويت حتى اليوم!. ومن أرضية الاهتمام المصرى بالكويت منذ وقوع الغزو العراقى لها فى 2 أغسطس عام 1990 ولدت فكرة إصدار صحيفة الأهرام المسائى التى بزغ عددها الأول مع بدء انطلاق حملة تحرير الكويت يوم 17 يناير 1991 وكان لى شرف تحمل مسئولية التأسيس والإصدار فى زمن قياسى لم يتجاوز 48 ساعة حتى يمكن مواكبة أحداث الحرب لحظة بلحظة على مدار ال 24 ساعة يوميا بالتكامل مع الصحيفة الأهم والأعرق فى العالم العربى التى أشرف بالانتماء لها منذ أكثر من نصف قرن وهى الأهرام التى يطلق عليها وعن حق بأنها ديوان الحياة المعاصرة ليس فى مصر فقط وإنما فى الأمة العربية بأكملها. والحقيقة أن الموقف الذى اتخذته مصر بالوقوف بكل قوة بجانب الكويت فى مواجهة أزمة الغزو العراقى عام 1990 تحت حكم الرئيس مبارك لم يكن سوى امتداد واستمرار لسياسة مصرية ثابتة فى نجدة ومساعدة أى دولة عربية تتعرض للعدوان ولعل الموقف الحاسم للرئيس الراحل جمال عبد الناصر عام 1960 ضد تهديدات الزعيم العراقى عبد الكريم قاسم بضم الكويت إلى العراق هى أحد أهم عناوين الالتزام القومى والعروبى لمصر. ولعلها فرصة فى هذا اليوم الذى تحتفل الكويت باليوبيل الفضى لتحريرها أن نوجه التحية للكويت أميرا وحكومة وشعبا على صدق مواقفهم النبيلة مع مصر ليس ردا للجميل وإنما انعكاسا لصدق وصحة العلاقات التاريخية بين البلدين التى لم تهتز ولم تتأثر أبدا بأى حادث عارض يقع هنا أو هناك. خير الكلام: لن يعرف الناس قدرك إلا إذا عرفت قدر نفسك !. [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله