منذ أكثر من 25 عاما.. كان هذا الموقف الذي دفع الفنان عادل إمام إلي أن يذهب إلي أسيوط ليعرض مسرحيته وكانت وقتها هي مسرحية سيد الشغال. في هذا الوقت كان الارهاب بحاصر مناطق في الصعيد بالذات, ومع هذا الارهاب كان هناك إرهاب من نوع آخر عندما تصدي بعض من الذين يكفرون الفن باعتبارهم من الملتزمين بقواعد الدين, والذين لايعرفون عنه إلا القشور وكانوا بعيدين تماما عن مضمون ومفهوم الجانب الإنساني العظيم في قواعد هذا الدين الذي ما أنزل إلا للعدل بين الناس والحب بين الانسان وأخيه, والتعاطف مع الضعيف وهكذا وهكذا من الكثير والكثير مما يحتاج إليه الانسان في دنياه وأيضا يحصل علي ثوابه في آخرته. كان الموقع هو مدينة أسيوط التي سافرت إليها فرقة الفنانين المتحدين مع صاحبها سمير خفاجي وبطلها الأول عادل إمام لعرض مسرحيته لأهالي أسيوط ردا علي ما قام به الارهاب من ضرب بعض الطلبة الذين كانوا يعرضون مسرحية لهم في قصر ثقافة بجوار أسيوط فكان جزاؤهم من الارهابيين الضرب بالجنازير؟! هنا قام الفنان القدير عادل إمام بتقديم مسرحيته لجماهير أسيوط ردا علي هذا الهجوم الغريب من بعض الارهابيين الذين قاموا بضرب الطلبة بالجنازير. محطة أسيوط امتلأت بالجماهير التي تريد مجرد مشاهدة الفرقة وفنانها الأول عادل امام. ثم كان بعد ذلك الترحيب به, وأقول لأقصي درجة من الجمهور والمحافظ ولتبدأ مسرحيته في المسرح المفتوح بالمدينة وكان من أصعب الأمور أن تجد بها مقعدا خاليا. إجتمعت الجماهير, بل أقول انها تدفقت في رد مباشر علي ما قام به الارهابيون.. تدفقت علي المسرح الذي قدم عليه عادل إمام رده الخاص علي الارهاب.. من خلال مسرحيته. أتذكر هذا الموقف الذي حرصت علي السفر وقتها مع الفرقة إلي أسيوط لتغطية هذا الحدث في وقت كان يعد من أخطر فترات الارهاب في مصر, وكان معي الصديق المصور محمد وسيم. وأتذكر مايقوم الآن البعض تجاه هذا الفنان بتهمة ازدراء الأديان في أفلامه وهو ما يمكن أن ينطبق علي كل فنان لا يسير في الاتجاه الذي نصبوا أنفسهم حراسا عليه بدون وجه حق.