ملايين البشر حول العالم أصيبوا بالذعر، خاصة السيدات والحوامل لما يسببه فيروس زيكا من تشوهات للأطفال حديثى الولادة لاحتمال وجود علاقة بين إصابة الحامل بهذا الفيروس وإصابة الأجنة بمشكلة صغر حجم الرأس وحدوث تأخر فى نمو المخ مما قد يؤدى إلى تخلف عقلى للطفل . د. رواء مصطفى أستاذ أمراض النساء والتوليد وعلاج العقم كلية طب جامعة عين شمس وزميل الكلية الملكية فى لندن يوضح أن فيروس زيكا موجود فى المناطق الاستوائية وتم اكتشافه لأول مرة فى أوغندا عام 1947 وأصاب القردة أولا ثم البشر عام 1952، انتشر بعد ذلك فى إفريقيا ثم جنوب شرق أسيا وأمريكا الجنوبية مؤخرا عندما تم تسجيل حالات إصابة بالبرازيل فى عام 2015 .. ينتقل عن طريق لدغة من بعوض معين وهى الطريقة الأكثر شيوعا كذلك عن طريق الاتصال الجنسى. وتتلخص أعراض المرض عند الكبار والحوامل فى ارتفاع درجة الحرارة، طفح جلدى، إحمرار العين، آلام بالمفاصل وشعور بالإنهاك والتعب تبدأ من يوم السابع من اللدغة، بعض المصابين لا تظهر عليهم أية أعراض كذلك فالإصابة بالمرض ليست خطيرة ويتماثل المريض للشفاء بدون مضاعفات خطيرة . أما عن خطورة إصابة الحامل بفيروس زيكا يوضح د.رواء أنه حتى الآن لا توجد أبحاث مؤكدة عن مضاعفات إصابة الحوامل بهذا الفيروس عن طريق انتقال الفيروس من الأم إلى الجنين وما قد ينتج عن ذلك ولكن هناك بعض الملاحظات المهمة: فقد يعانى بعض المواليد ممن لديهم صغر حجم الرأس من إعاقات خطيرة تتعلق بتلف العصب البصرى وشبكة العين مما يؤدى إلى ضعف الإبصار أو فقدانه، تمكن بعض الباحثين من ملاحظة وجود الفيروس فى أطفال وأجنة تعانى من التشوهات السابقة والتى قد يكون هناك إصابة للأم بهذا الفيروس فى مرحلة من مراحل الحمل.أما مسئولية زيكا عن جميع حالات الأطفال المولودين برؤوس صغيرة مع بعض التشوهات فحتى الآن غير مؤكدة لكنها إفتراضية ولاتوجد إحصاءات دقيقة عن نسبة حدوث. ويتم الكشف عن صغر حجم رأس الجنين بالموجات الصوتية ويمكن عن طريق قياس محيط الرأس حيث إن إصابة الجنين بالفيروس تؤدى إلى توقف المخ عن النمو لكن للأسف هذا التشخيص القاطع غير مجدى إلا فى الأشهر الأخيرة من الحمل وللأسف لا توجد حتى الآن طريقة أخرى لمعرفته فى المراحل المبكرة . أما عن وسائل اكتشاف إصابة الحامل بالفيروس يكون بظهور الأعراض السابق ذكرها، أو بعمل تحليل بالدم للبحث عن الأجسام المناعية المضادة للفيروس لا توجد اختبارات دقيقة للكشف عن وجوده بالدم لكن هناك أبحاث تعمل على ذلك، المطمئن أن إصابة المرأة بالفيروس قبل حدوث الحمل لا يشكل خطرا على الجنين ولكن الخطر يكمن فى إصابة الحامل فى الثلاثة شهور الأولى من الحمل أو قبل الحمل بفترة قصيرة. الوقاية عن الوقاية والعلاج يشير د. رواء مصطفى حتى الآن لا يوجد مصل مضاد للفيروس مما يحتاج إلى فترة طويلة، كذلك لا يوجد علاج فعال لذلك.. لكن هناك طرقا لوقاية الحوامل منها تجنب زيارة الأماكن والدول المنتشر بها الفيروس كذلك الإجراءات الوقائية والنصائح عنه ومنها: تجنب الوقوف بجانب المسطحات المائية والمصارف، تغطية خزانات المياه المنزلية حتى لا ينتشر حولها البعوض، تجنب تجمعات القمامة وجمعها فى أكياس محكمة الغلق، وضع شبك على الأبواب والنوافذ لتجنب دخول البعوض، ارتداء ملابس ذات أكمام طويلة لحماية الجلد، استشارة الطبيب عند حدوث أعراض للمرض وفى حالة الإصابة يقوم طبيب النساء والتوليد بمتابعة نمو الجنين. تعديل قوانين الإجهاض د. محسن الألفى رئيس أقسام طب الأطفال بكلية الطب جامعة عين شمس يوضح أنه يوجد تشوهات الأطفال المتمثلة فى صغر حجم الجمجمة وما شابه ذلك زادت بنسبة كبيرة بسبب فيروس زيكا وبالرغم من أن البعوضة الناقلة للفيروس متوطنة فى أفريقيا وأمريكا اللاتينية والبرازيل ونيكارجوا فهناك قلق فى منظمة الصحة العالمية من تفشى الوباء، وهناك مساعدات عالمية للقضاء على البعوضة الناقلة بالمبيدات الحشرية والتى لم تفلح فى تحجيم خطر الملاريا والتى تنتقل ببعوضة مشابهة، مع الانتباه إلى أن هناك عشرة سنوات تفصلنا عن التطعيم الواقى والأمل فى عدم تفشى زيكا بين القارات، وتشمل الاجراءات الوقائية الدولية التى تتخذها منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع وزارات الصحة فى الدول المعنية على إعلان الحرب على البعوضة الناقلة للفيروس واستخدام وسائل فعالة لمنع الحمل حتى عام 2018 وهناك دول بدأت تقديم مقترح لتعديل قوانين للسماح بالإجهاض عند التأكد من الإصابة. ولأن البعوض وأماكن تكاثره عامل مهم من عوامل خطر العدوى، تعتمد الوقاية على تقليص أعداد البعوض، وإزالة أماكن تكاثره والعودة لاستخدام الناموسيات، تقديم عناية خاصة للأطفال والمرضى وكبار السن وأثناء لا قدر الله تفشى المرض يمكن للسلطات الصحية أن تنصح برش المبيدات الحشرية. دكتور أحمد محمود سالم أستاذ الأمراض التناسلية والجنسية والذكورة بكلية طب قصر العينى يقول: يمكن انتقال الفيروس عن طريق الاتصال الجنسى أيضا فيمكن تحديد وجوده فى السائل المنوى للرجال المصابين به مع مراعاة أن المعلومات الحالية المتاحة بالنسبة لنتائج التحليل مازالت محدودة على مستوى العالم.. لذلك فلا يوصى بعمله روتينيا لعدم تفسير نتائج التحليل إن كانت الحالة معدية أم لا، فالمتخصصون لا يستطيعون أن يؤكدوا بعد إن كان الرجل المصاب بالفيروس يمكن أن ينقل العدوى إلى زوجته أم لا قبل ظهور أعراضه، كذلك فترة بقاء الفيروس فى السائل المنوى رغم التأكد من أنه يبقى به فترة أطول من بقائه بالدم. وأخيرا ينصح د.سالم أنه فى حالة التأكد من الإصابة يجب الامتناع عن العلاقة الزوجية أو استخدام الوسائل الآمنة لعدم نقل العدوى. الدكتور محمد سليمان الطماوى أستاذ المخ والأعصاب كلية طب قصر العينى ونائب رئيس منتدى البحر الأبيض المتوسط للأمراض العصبية يوضح عندما يصيب الفيروس الأم أثناء الحمل تصبح رأس الجنين صغيرة وبالتالى المخ مما يحدث تأخرا فى وظائفه سواء وظائف الحركة، الكلام، الفعل، الذكاء.. وحتى الآن لم يتم التأكد قطعيا إذا كان هذا الفيروس له علاقة بصغر رأس المولود أم لا لأنهم فى البرازيل وجدوا إن المواليد مع إنتشار الفيروس أصبحت رأسهم أصغر قليلا ولكن مازلنا غير متأكدين 100%، الحمد لله هذا الفيروس غير موجود فى مصر حتى الآن، لكنه موجود فى أفريقيا والسودان والسعودية وأمريكا الجنوبية وللأسف ليس له علاج لكن يمكن علاج أعراضه مع تقوية مناعة الجسم أثناء العلاج أو حتى من أجل الوقاية .