صحابة رسول الله صلي الله عليه وسلم لهم مكانة عالية في الإسلام عند المولي عز وجل ورسوله الكريم سواء المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان إلي يوم الدين، فهم السابقون السابقون وهم من تحملوا عبء الرسالة مع نبينا الكريم ولاقوا الكثير والكثير من الأهوال والعذاب في سبيل الدعوة ونشر الإسلام، وهم من تركوا ديارهم وأموالهم وهاجروا مع النبي ابتغاء لمرضاة الله ولذلك خاضوا الحروب فتيتم أطفالهم وترملت نساؤهم فاستحقوا الثناء من المولي عز وجل ورسوله الكريم. وهذه الأيام نفاجأ بمن يسب صحابة رسول الله والأئمة الكبار ويخوض في أعراضهم وأنسابهم بغير صحيح الدين وما ورد في الكتاب والسنة من فضل صحابة رسول الله هم والتابعون لهم. قال الله عز وجل (لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا) . وقوله – سبحانه وتعالي- (لكن الرسول والذين امنوا معه جاهدوا بأموالهم وأنفسهم وأولئك لهم الخيرات وأولئك هم المفلحون، أعد الله لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك الفوز العظيم) ولذا يجب علينا جميعا احترام صحابة رسول وان نجلهم ونعلي من شأنهم ولانخوض في سيرتهم. وان نضع في اعتبارنا ثناء الله –سبحانه وتعالي- علي جميع المؤمنين المصاحبين لسيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم الذين بذلوا النفس والنفيس لنصرته صلي الله عليه وسلم وحكم لهم بالصلاح والفلاح ودخول الجنة . فهم كما اخبر المولي عز وجل (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه واعد لهم جنت تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم ). ومن المقرر كما ذكر الدكتور احمد كريمة أن كل من لقي سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم مؤمنا به ومات علي الإسلام فهو صحابي يدخل في هذا الشرف الاسمي من طالت مجالسته له ومن قصرت ومن روي عنه ومن لم يرو عنه، ومن جاهد معه ومن لم يجاهد معه ومن رآه رؤية ولو من بعيد ومن لم يره لعارض كعمي عين ويخرج من لقيه كافرا ولم يؤمن به حال اللقاء وان اسلم فيما بعد ولم يلتق به بعد إسلامه ومن ارتد عن الإسلام بعد الصحبة ومات علي الردة. والصحابة رضي الله عنهم كلهم عدول لان الله عز وجل اخبر عن عدالتهم بإطلاق وعموم حيث قال سبحانه(كنتم خير امة أخرجت للناس)(وكذلك جعلناكم امة وسطا) (محمد رسول الله والذين معه أشداء علي الكفار رحماء بينهم). والصحابة عليهم رضوان الله تعالي هم أصحاب السمت والهدي والصدق وخشونة ملابسهم بالاقتصاد وممشاهم بالتواضع ومنطقهم بالعمل ومطمعهم ومشربهم بالطيب من الرزق وخضوعهم بالطاعة لربهم –سبحانه وتعالي- واستفادتهم للحق فيما أحبوا وكرهوا وإعطاؤهم الحق من أنفسهم ظمئت هواجرهم (في شدة الحر)ونحلت أجسادهم ولم يفرطوا في غضب ولم يجيفوا في جور. "وهم الذين بايعوا الرسول حق البيعة في أموالهم وأولادهم وأنفسهم فقال عنهم المولي عز وجل "ان الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما ينكث علي نفسه ومن أوفي بما عاهد الله فسيؤته أجرا عظيما" وقوله "لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم مافي قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا" فطوبي لهم جميعا بما اخلصوا لله وبما أنفقوا من أموالهم أما الذين ارتدوا في زماننا هذا آو تطاولوا علي الأولين والسابقين من صحابة رسول الله رضوان الله عليهم جميعا فهم الذين ارتدوا علي أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدي الشيطان سول لهم وأملي لهم. وقد قال سيدنا رسول الله –صلي الله عليه و سلم- :"لا تسبوا أصحابي فو الذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد احدهم ولا نصيفه" وقال صلي الله عليه وسلم "الله،الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضا بعدي فمن أحبهم فبحبي أحبهم ومن ابغضهم فببغضي ابغضهم ومن أذاهم فقد أذاني ومن أذاني فقد أذي الله ومن أذي الله فيوشك ان يأخذه". ومما سبق يجب علينا جميعا احترام صحابة رسول الله وألا نخوض في سيرتهم ولا نسوء بهم الظن- رضي الله عنهم عملا بما قاله عنهم أئمة العلم رحمهم الله تعالي فهم من نصروا الإسلام وبذلوا النفس والأموال مع إيثار الإسلام علي الآباء والأولاد والمناصحة في الدين وقوة الإيمان واليقين، فهم أفضل من جميع الخالفين بعدهم رضي الله عنهم جميعا وأرضاهم فاللهم أنزلنا منزلتهم وأعطنا أجرهم وأجمعنا وإياهم مع رسولك الكريم في الفردوس الاعلي اللهم أمين. لمزيد من مقالات فهمي السيد