ما هي الانتخابات.. وما هي السياسة؟ سؤال يطرح نفسه داخل عقول الطلبة في المدارس وخاصة الصغار منهم وذلك بعد ثورة25 يناير حتي يستطيعوا الإلمام بالأحداث التي تدار حولهم بالرغم من ان المشهد فيه احداث جسام وصعبة فلماذا لا تقوم وزارة التربية والتعليم بعمل نماذج محاكاة لطلاب المدارس لتعريفهم بمعني الانتخابات والسياسة والأعمال التي يجب علي عضو مجلس الشعب وغيره أن يخدم بها أهالي منطقته وسلطات رئيس الجمهورية حتي نخرج للبلد جيلا ينهض بالمجتمع مثل جميع الدول المتقدمة وتعريفهم بمفاهيم الديمقراطية والمشاركة المجتمعية والإصلاح السياسي وضرورة الحوار لحل المشكلات علي أن يكون المرشحون والناخبون من بين الطلاب لإكسابهم خبرة اختيار من يمثلهم ويعبر عن احتياجاتهم وحتي لا نشاهد طلابا من المدارس يغرر بهم البعض للمشاركة في مظاهرات او دعاية انتخابية يحدث فيها ما يحدث دون ان يشعروا بخطورة ما يحيط بهم. وبسؤال بعض الطلبة عن معني الانتخابات قال الطالب عمرو علاء الدين بالابتدائي انه لا يعرف معناها فهو يسمع ما يدار بالتليفزيون ولكنه لا يفهمه لان معظم ما يقوله المعد أو الضيف يحاكي من هم فوق ال25 عاما فكلامهم معقد مثل المناهج الدراسية. ويوضح السيد مدحت مصطفي مدير عام إدارة النزهة التعليمية إن هناك علاقة وثيقة بين التجربة الانتخابية داخل المدارس وممارسة الطلاب للانتخابات العامة فيما بعد حيث ترسخ التجربة الأولي القواعد الأساسية والمفهوم الأول عن الانتخابات بشكل عام وأن الإدارة تهتم إلي حد كبير بإجراء الانتخابات الطلابية لتشكيل الاتحادات المدرسية في جميع المدارس التابعة لها وكذلك تشكيل الاتحاد علي مستوي الإدارة ككل وإن الطلاب الذين لديهم وعي قيادي يقبلون بشدة علي خوض التجربة باعتبارها وسيلة لإثراء معارفهم وقدراتهم القيادية حيث يقوم الأخصائيون الاجتماعيون بإرشاد الطلاب للدور الذي يفترض أن يقوموا به حيث يتم تجميع الطلاب المرشحين لاتحاد الإدارة لمدة يومين في احدي المدارس ليطرح كل منهم البرنامج الخاص به ويوجد لكل مرحلة دراسية الاتحاد الخاص بها الذي يتم انتخابه بحرية تامة من قبل زملائهم بالمدرسة أو في المدارس الأخري في حالة اتحاد الإدارة الذي يتم تصعيده فيما بعد للاشتراك في اتحاد المحافظة ثم الجمهورية. وتؤكد الدكتورة كريستين زاهر الأستاذة بكلية التربية جامعة بورسعيد أن فكرة غرس الثقافة الانتخابية في نفوس وعقول طلاب التعليم الأساس هي فكرة جيدة ولكنها تحتاج إلي خطوات تنفيذية تختلف من مرحلة التعليم الابتدائي عن التعليم الإعدادي موضحة أن الطلاب في مرحلة التعليم الابتدائي بالصفوف الأربعة الأولي سيكون من الصعب بالنسبة لهم تفهم معني الانتخابات والفرق بين المرشح والناخب ووظائف مجلس الشعب والشوري مضيفة أن تلك الفترة سوف يكون من الأفضل توصيل تلك المعلومات عبر أفلام كرتونية تتناسب مع المرحلة العقلية للطلاب كتخصيص أفلام كرتون قصيرة من مسلسل بكار تتناول الثقافة الانتخابية وأهدافها بالنسبة للمجتمع وبالنسبة للصفين الخامس والسادس الابتدائي فإنه يمكن غرس الثقافة الانتخابية في عقول الطلاب عبر الاتحادات الطلابية, حيث يكون الطالب أكثر قدرة علي إدراك الفوائد التي سوف تعود عليه من اختيار القيادات الطلابية القادرة علي تلبية مصالحه.واكدت انه بالنسبة للمرحلة الإعدادية فيمكن للمعلمين والإدارات المدرسية حث الطلاب علي متابعة الانتخابات عبر العديد من الطرق كجمع قصاصات الجرائد والصحف التي تتحدث عن الانتخابات ومعاركها السياسية ثم يقوم الطلاب بمناقشة المعلمين بما استوعبوه و أن الأنشطة الطلابية التي يمارسها الطلاب خلال العام الدراسي تعد من أفضل الطرق لغرس الثقافة الانتخابية والتنشئة السياسية في عقول الطلاب في مرحلة التعليم الأساسي موضحة أن الصحافة المدرسية والمسابقات الثقافية والفنية كفيلة بوجود كوادر طلابية مميزة وقادرة علي ممارسة الحياة الانتخابية في المستقبل بشرط أن تتم تلك الأنشطة بكل مصداقية. وطالبت بضرورة أن نعود إلي الاهتمام بمقرر التربية الوطنية وهذا المقرر كان له دور فاعل في بناء وجدان التلاميذ وتعويدهم علي حب الوطن واحترام رموزه مثل النشيد والعلم ويعتاد التلميذ علي تحية هذه الرموز يوميا بحيث ينمو محبا لوطنه منتميا إليه مستعدا للمشاركة في أنشطة الحياة العامة في الوقت المناسب ويبرز هنا دور المعلم وهو الأساس في كل شيء في جميع مجالات التعليم فلابد من حسن اختيار المعلمين للمراحل الأولي لتدريس مقررات التربية الوطنية والمقررات القومية بحيث لا تتحول هذه المقررات إلي هامشية لا يهتم بها التلميذ ويركز فقط علي المقررات العلمية وهذا خطأ كبير في تنمية شخصية الطالب. واكد الدكتور جمال زهران أستاذ ورئيس قسم العلوم السياسية جامعة بورسعيد ان تعريف الطلاب بالحياة السياسية يحتاج الي ان نعيد صياغة المادة القومية وان تدرس بتدرج بحيث ندرس الشخصيات الوطنية الحقيقة دون تهويل وتدريس القيم الرفيعة وتكافؤالفرص والثورات المختلفة والنقاط المضيئة في حروب التاريخ وان يكون ذلك بالمشاركة الفاعلة وليس مجرد كلام وانه يجب تعويد الطلبة, بحيث يقود كل فصل المدرسة يوما علي الأقل حتي يكونوا ملمين بكل ما يدور حولهم داخل المدرسة فذلك سوف يكسبهم المهارات ويجب أن يوجد خطة نهوض قومية بمعني التنسيق بين المؤسسات التعليمية ووسائل الإعلام حتي يطبق ما يدرسه بطريقة عملية.