إلى كل من يعانون إحباطات عائلية وعاطفية وصعوبة فى "التعايش" مع جميع المخلوقات حوله .. إذا كنت ترى _ وانت على حق _ إنك تعامل الناس بشكل محترم ومتحضر وراقى، لكنك تتلقى معاملة غير مناسبة منهم ، فجرب لمرة واحدة أن تخالف طبيعتك معهم وسوف ترى النتيجة . قلل اهتمامك بمن تحب وهو يتجاهلك ، قلل لهفة قلبك على أحبتك وأصدقائك وهم " على قلبهم مراوح " من ناحيتك ، أغلق تليفونك المحمول كم يوم ، ولو سألك أحدهم، يعنى لو تذكر، وأتصل بك أى أحد من الأصدقاء والأقارب ، قل له : كنت مشغول جدا وجرس التليفون ضايقنى!! _ شوية غرور لزوم الأهمية _ مطلوبين جدا فى العلاقات بين الناس ، أنت نفسك تعانى منها . نتيجة أفعالك هذه لن تدهشك فقط لأن من حولك سيهتمون بك وسيعرفون أنك لم تعد " متاحا " لهم فى أى وقت ، إنما ستدهشك نفسك أيضا ، لأنك سترتاح من عبء ثقيل جدا اسمه اهتمامك الزائد بكل من حولك ، وهم بالكاد يرونك موجودا بينهم وهذا بالطبع هو الهدف الأهم من التجربة. الحكمة القديمة التى تقول : راحة القلب فى قلة الأهتمام ، لم تكن بسيطة أبدا أو تلقائية ، لكن بالتفكر فيها وجدت أن من صاغها شخص خبر الحياة والناس وعلم أمراضهم الأجتماعية فقرر أن يعفى نفسه من " وجع " التفكير فى أحوالهم معه .. ما يضحك فى الموضوع ، أن الناس بمجرد أن تجد شخص ما ينصرف عنها بعد أن كان مهتما ، تجدهم يتغيرون تماما معه ويعملون له ألف حساب . فقد قرأت يوما مقولة لأحد أصدقائى كتبها على صفحته الشخصية على الفيس بوك يقول فيها : اننا إذا قابلنا فى السوق تاجرا أمينا يعرض علينا بضاعته الممتازة ويصف لنا نقائها وفوائدها، سنشك فى أمر بضاعته، وسننصرف عنه باحثين عن بضاعة أفضل ، وربما نشترى ما هو سيئا وندفع فيه الكثير ، وهكذا نفعل فى علاقاتنا الأنسانية . ما أحاول شرحه هنا هو بعينه ما يفسر لنا لماذا أصحاب الأعصاب الهادئة يعيشون أعمارا أطول ، ويتمتعون بصحة أحسن من هؤلاء القلقون دائما ، المفرطون فى الحب والأهتمام والأنتظار .. هذه ليست دعوة لهجر الناس ، لكنها دعوة لأصحاب القلوب الرقيقة والأحاسيس الجميلة ، بأن يترفقوا بأنفسهم اولا، لأنهم فى زماننا الجميل هذا، قد لا يجدوا من يترفق بهم . [email protected] لمزيد من مقالات وفاء نبيل