لست على ثقة من مدى دقة تصريحات الرئيس الشيشانى رمضان قديروف التى أشار فيها لقناة تليفزيونية روسية الى أن قوات شيشانية تم زرعها فى جسم تنظيم داعش، وأنها مصدر أساسى للمعلومات التى مكنت القصف الجوى الروسى من اصابة أهدافه بدقة طوال فترة عملياته فى الأجواء السورية. ولكن ما توقفت أمامه فى تصريحات قديروف هو (كيف) تم ادخال تلك القوات، إذ أشار الى أن فصيلا من القوات الخاصة الشيشانية التى يشرف عليها بنفسه ويضم عددا من الجنود والضباط المستعدين للموت فى سبيل روسيا، تم زرعه فى معسكر (للناتو) يجرى فيه تدريب عناصر داعش التى سترسل الى سوريا وان تمام تلك العملية هو الذى أدى الى فاعلية الضربات الروسية الجوية. وذلك القول- لوصح- سيعنى أننا أمام دليل دامغ حول اشتراك أمريكا والغرب الأطلسى فى تصنيع تنظيم داعش المتوحش، وبما يفتح الباب أمام سلسلة طويلة جدا من التداعيات والتفسيرات لتطورات جرت على أرض سوريا منذ بداية البدايات فى الحرب الداعشية على بلاد العرب. ولا يمكن للمرء أن يركن الى أن الرئيس فلاديمير بوتين بعقليته المخابراتية أوعز الى رمضان قديروف أن يصرح بما قال، فتلك مهمة يمكن أن يقوم بها عميل صغير، وليس رئيس دولة. كما أننا نستطيع اضافة تصريح ديمترى بيسكوف المتحدث باسم بوتين الى العناصر المرجحة لصحة المعلومة أو أجزاء منها، اذ قال الرجل للصحفيين الذين ساءلوه عن صحة تصريحات قديروف بأنه ينصحهم بالاعتماد على البيانات العسكرية الروسية الصادرة عن وزارة الدفاع مباشرة، وذلك التصريح لم ينف أو يؤكد ما ذكره رئيس الشيشان، وكان أحد أسباب زيادة وزن وأرجحية كلامه، وربما كان وقت تلك التصريحات غير مناسب أو يعرض بعض الأعمال القتالية على أرض العمليات للخطر. ولكن على أى حال ستظل المعلومة بين الشك والتأكيد مالم ينفها أى من الأطراف الدولية المحيطة بالملف السورى نفيا واضحا لا لبس فيه. ونؤكد- فى هذا الاطار- أن مثل تلك المعلومات يتم اطلاقها أثناء الحروب، ثم يتم القاء الضوء عليها بتوسيع بعد انتهاء القتال، ولو حدث ذلك بما يؤكد تصريح رمضان قديروف نكون أمام عملية مخابراتية سينمائية مدهشة، وفى مواجهة مؤامرة غربية معفونة جدا. لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع