ليس جديدا على العلاقات المصرية الكويتية أن تشهد هذه الأيام اللجنة الوزارية المشتركة التى عقدت بالقاهرة، فالعلاقات بين الكويت ومصر شعبا وحكومة وقيادة هى علاقات مميزة، وتعد نموذجا للعلاقات الأخوية بين الدول العربية، فالكويت مازالت تستشعر الجهود والمساهمات المصرية الثقافية والأدبية وفى مختلف المناحى لبناء نهضتها، ومازال الكويتيون يذكرون بتقدير وإعزاز القضاة والفنانين والفنيين المصريين الذين عاشوا فى الكويت الشقيقة وساهموا فى إعلاء شأنها، ولا يزالون كذلك يذكرون الموقف المصرى الرسمى والشعبى مع بلدهم فى أغسطس الأسود عام 1990، الذى تعرضت فيه الكويت لكارثة مازال العالم العربى كله يدفع ثمنها حتى الآن. ومصر كذلك لا تنسى للكويت مشاركتها الفعلية فى دعمها فى كل المواقف والأيام العصيبة منذ عام الغزو الثلاثى على مصر عام 1956ثم فى حرب 1967 ثم فى حرب أكتوبر عام 1973. . دائما كانت الكويت وأبناؤها البررة يتلاحمون مع إخوتهم المصريين ، كما أن حكام الكويت ونوابها يتصدرون المشهد العربى دائما حينما تضيق السبل الاقتصادية بمصر، وقد تبدى ذلك فى أوضح صوره فى دعم مصر بعد ثورتيها الأخيريتين، وانطلقت من الكويت أخيرا الدعوات والقوافل لتشجيع السياحة والاستثمار على مصر، بعدما استشعروا أن هناك تحركات دولية للتضييق على مصر والإضرار بقطاعها السياحى بعد حادثة الطائرة الروسية . إن اللجنة الوزارية المشتركة التى بدأت أعمالها فى القاهرة تعد تتويجا لبدايات عظيمة، وعلى المسئولين فى البلدين أن يطوروا تلك العلاقات الوطيدة، التى أراها منزهة عن أى غايات أو أجندات سياسية ضيقة، وهى علاقات وجدانية وأخوية عميقة، يجب دعمها وتعزيزها بشكل عملى يشعر به رعايا الدولتين، وقد يتمثل ذلك فى السماح لمواطنى البلدين بحرية السفر والاستثمار والعمل دون أي قيود،لعل ذلك يكون نموذجا لسائر الدول العربية. لمزيد من مقالات أسماء الحسينى