سجلت الموسوعة البريطانية عام 4991 القصة التاريخية للاحتفال بيوم فالنتين «يوم الحب» الذى يوافق 41 فبراير من كل عام، وقد وقعت أحداث هذه القصة فى القرن الثالث الميلادى فى فترة حكم الإمبراطور الرومانى الوثنى «كلاديوس» الثاني، وكان ذلك عصر اضطهاد مرير للكنيسة فى العالم كله، ففى تلك الفترة عاش الشهيد التقى «فالنتينوس» مع عائلته البسيطة حياة ملؤها التقوى والقداسة ومخافة الله، وكانت أوامر الإمبراطور أن يعبد الشعب 21 من الآلهة الرومانية، واعتبر كل مخالف لأوامره مستوجبا الموت، لكن «فالنتينوس» رفض الخضوع لهذه الأوامر، مما حدا بالامبراطور إلى أن أمر بإلقاء القبض عليه وسجنه، وخلال الأسابيع الأخيرة من حياته التى قضاها فى السجن، سمح السجان لابنة «فالنتينوس» الضريرة (وكان اسمها جوليا) بالحضور إلى السجن لأخذ الدروس من والدها، باعتبار أنه كان ذا ثقافة عالية واطلاع واسع، وفى السجن قرأ لها قصصا من التاريخ الروماني، ووصف لها جمال وروعة الطبيعة التى حرمت من مشاهدتها، كما حدثها عن تاريخ المسيحية، فكانت جوليا ترى العالم من خلال والدها، وتتعلم منه الحكمة والمعرفة. وفى إحدى زياراتها له جرى بينهما الحوار التالي: (قالت جوليا: هل صحيح يا أبى أن الله يسمع صلواتنا؟، أجاب فالنتينوس قائلا: نعم يا ابنتى إنه يسمع لكل واحد منا، فقالت جوليا: وهل تعلم يا أبى ماذا أصلى كل يوم صباحا ومساء؟ إننى أصلى وأتوسل إلى الله أن يمنحنى نعمة البصر التى حرمت منها لكى أرى الأشياء الجميلة التى حدثتنى عنها، فأجاب والدها قائلا: إن الله يا ابنتى يعطينا ما نحتاج إليه حسب مشيئته الصالحة، وهنا صاحت جوليا بفرح قائلة: نعم إنى أؤمن بهذا، وركعت بجوار والدها وهى ممسكة بيده ثم صليا بتقوى وإيمان). وفجأة لمع نور ساطع ملأ جوانب غرفة السجن المظلمة، وعندها صرخت جوليا بفرح: إنى أرى يا أبي، وهنا وقفا سويا وقدما الحمد والشكر إلى الله، وقبل وفاته كتب لابنته جوليا رسالة يحثها على مداومة الصلاة وقراءة الكتاب المقدس، وفى النهاية صدر الأمر بقطع رأس فالنتينوس ليلة 41 فبراير 072، وذلك قرب البوابة الرئيسية التى حملت اسم Porta Valentini تخليدا لذكراه، ثم دفن قرب كنيسة Praxedes فى روما، ويقال إن ابنته جوليا زرعت إلى جانب قبره شجرة لوز أنبتت أزهارا حمراء، ومنذ ذلك الوقت حملت هذه الذكرى إلى العالم رسالة «يوم فالنتين»، التى تحث على المحبة والتراحم والتآخي، وأصبح اللون الأحمر والزهور الحمراء معالم مميزة بهذه الذكرى الطيبة.. إن المحبة لا تسقط أبدا، أما الأعمال الشريرة فمصيرها الزوال. د. مينا بديع عبدالملك أستاذ الرياضيات بهندسة الإسكندرية