ميرفت سيدة فى الخمسينيات من العمر، أصيبت منذ طفولتها بشلل الأطفال، ورحل والدها عن الحياة وهى فى سن السادسة من عمرها، وتزوجت والدتها من آخر، ولها شقيقتان سليمتان كان لهما نصيب من التعليم، أما هى فلم تنل نصيبا منه، ولكن شعرت بميل للقراءة والكتابة كلما رأتهما تستجمعان دروسهما، فطلبت منهما أن تقرأ مثلهما، ولكنها فوجئت أنهما تسخران منها على أنها معاقة، وليس من حقها أن تتعلم.. ومن هنا عرفت التحدى وأصرت على أن تلتحق بالمدرسة، إلى أن حصلت على الشهادة الإعدادية، واستمرت إلى المرحلة الثانوية، ووضعت أمامها هدفا بأنها «تستطيع»، حتى إنها كانت تذهب إلى ناد لذوى الاحتياجات الخاصة، وتدربت على لعبة «الصولجان»، ودخلت فى بطولات عديدة، وحصلت على المركز الأول فى إحدى المرات، وكانت وقتها فى سن السابعة عشرة من عمرها، كما التحقت بوظيفة فى إحدى الشركات، بأجر بسيط، ولكنها تجد صعوبة بالغة فى الذهاب إلى عملها، وفى هذه الأثناء تقدم لخطبتها أحد جيرانها، ولكنها تخوفت من الزواج فى البداية إلى أن أقنعها بحبه لها، وأنه يمكنه اسعادها، وتزوجته وأنجبا ابنة هى الآن فى مرحلة التعليم الثانوى، وابنا فى الشهادة الإعدادية، وفرحت كثيرا بهما، وتقول إن حماتها لها الفضل عليها إذ ساعدتها فى تربيتهما والاهتمام بهما منذ ولادتهما، أما زوجها فقد خاب ظنها فيه إذ تغير بعد زواجهما، واتخذ نهج الاهانة والسخرية منها كلما نظر إليها، وهجرها، ولم يبال لمتطلبات ولديه الدراسية والمعيشية، فأخذت تفكر كيف السبيل للتغلب على ذلك، وذات مرة وهى تفكر كانت تمسك «سبحة» فبدأت تشكلها على عدة أشكال إلى أن تفتق ذهنها عن عمل اكسسوارات من الخرز والأحجار، وبيعها لمن تعرفهم حتى تدر عليها عائدا تستطيع من خلاله تدبير احتياجات ولديها، ووجدت أن هذه الوسيلة مناسبة جدا لظروفها الصحية. وقد تدهورت حالتها الصحية وصارت تستخدم الكرسى المتحرك فى التنقل داخل المنزل، وتساعدها ابنتها إذ لا تستطيع التحرك بمفردها.. وتتمنى ميرفت أن تعاود الذهاب إلى عملها، ولكنها تحتاج إلى كرسى كهربائى وثمنه اثنا عشر ألف جنيه، فهل تجد من يساعدها على شرائه؟