تعاني مصر على مدى سنوات وعقود وقرون من مشاكل وقضايا مزمنة في كافة القطاعات ويحتاج الاصلاح الى إرادة قوية من «الحاكم» ولا أقول «الحكومة» لأن التاريخ يقول إن ثورات المصريين إرتبطت بالحكام والزعماء، فالثورة العرابية إرتبطت بالزعيم أحمد عرابي، وثورة 1919 كانت مرتبطة بالزعيم سعد زغلول، وثورة 1952 إرتبطت بالزعيم الخالد جمال عبدالناصر، وبعد ثورتي 25 يناير و30 يونيو كانت القوات المسلحة الداعم الحقيقى للشعب، وكان شعار الثوار «إنزل يا سيسي.. مرسي مش رئيسي» دعوة صريحة من المصريين للقوات المسلحة ممثلة في شخص الفريق أول عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع في ذلك الوقت بإنقاذ البلاد من عصابة جماعة الاخوان المفسدين وإختار الرجل أن ينحاز الى أصوات الملايين في ميادين وشوارع مصر في 30 يونيو ويتولى مسئولية البلاد في فترة هي الاصعب في تاريخها، ولا أبالغ إن قلت إن فاتورة إصلاح البلاد بعد ثورتي 25/30 تضخمت بسبب انتهازية العامة والنخبة وفساد اعلام وفضائيات رجال الاعمال، واصبحنا امام ملايين التجاوزات في التعدي على الاراضي الزراعية والبناء العشوائي والابراج المخالفة في شوارع لا تتجاوز بضعة أمتار، ورغم المشاكل المزمنة – قبل الثورتين - والعرضية – بعد الثورتين - في جسد البلاد إلا أن التحدي الأكبر الذي يواجه الرئيس يتمثل فى مواجهة الارهاب والفساد معا ،فليس غائباً على أحد جرائم الجماعة الارهابية واخوانها من اعمال استهداف الامن والجيش وتخريب وحرق منشآت الدولة والكنائس منذ فض اعتصام رابعة وحتى الآن، أما معركة الفساد فلا تقل خطورة عن الارهاب فاذا كان الارهاب يزهق الارواح البريئة ويدمر ويحرق فالفساد يقتل الاحساس بالانتماء للوطن ويأكل الاخضر واليابس ولا يعيش الفساد الا في ظل منظومة ادارية تخشى المواجهة. أكرر هنا ما قلته من قبل انه لو لم يكن هناك في عام 2016 سوى مشروع مواجهة الفساد فقط لكفى. هذا الكلام لا يقلل من المشروعات الكبيرة التى انجزها الرئيس منذ توليه المسئولية والتي كان آخرها إفتتاح 34 مشروعاً منذ أيام ولكن كلامي يعني مواصلة الرئيس حربه على الفساد والارهاب بنفس القدر الذي يسعى فيه لانشاء مشروعات جديدة.. كلمة أخيرة حفظ الله مصر وطناً وشعباً وجيشاً ورئيساً . [email protected] لمزيد من مقالات حجاج الحسينى