احتفال هذا العام بعيد الشرطة المصرية جاء ممتزجا بمشاعر مملوءة بالعرفان والحب والتقدير بما قدمت ولا تزال من تضحيات عظيمة من أجل حماية أمن واستقرار المجتمع وتحملت ودفعت ثمنا كبيرا لأخطاء سابقة. اللواء حنان محمود عبد الواحد أحد نماذج الشرطة النسائية المشرفة صاحبة خبرة تعدت30 عاما في الأعمال الأمنية بالوزارة, ليست فقط من أول دفعة ضابطات شرطة نسائية بمصر إنما أيضا من أول أربع ضابطات حصلن علي رتبة لواء شرطة عامل تقول: تخرجت في كلية الحقوق1983 جامعة القاهرة, والدي شجعني علي الالتحاق بالشرطة بسبب رغبتي في العمل في مجال تطبيق القانون, حصلت بعدها علي دبلوم قانون عام1997 ودبلوم قانون اداري1997 ثم علي ماجيستير الادارة كلية الدراسات العليا بأكاديمية الشرطة.1998 تتذكر اللواء حنان قائلة: تدربت في كلية الضباط المتخصصين في أكاديمية الشرطة علي الثبات الإنفعالي والرماية ولها أهمية قصوي لأننا نتعامل مع سلاح, وكان أول تدريب لنا كطالبات صعب وهو الشق العملي ولابد لجميع الدارسين أن يجتازوا مجموعة من الدورات التدريبية سواء الضباط أو الضابطات, كما كنا نتدرب علي كافة السيناريوهات لجميع المهام الأمنية حتي لا نصاب بالإحباط في حال التعرض لظروف ضاغطة. أما عن مكانة المرأة في الشرطة توضح: الوضع والعمل حاليا اختلف, الدفعة الأولي كان عددها13 ضابطة سنة1984, كل ضابطة عملت بعد التخرج بإدارة مختلفة وأنا عملت بالسياحة, وهناك من عملت في المطار او الأحداث أو الرعاية اللاحقة بالسجون أو الوزارة. ومع تقدم الدفعات وكثرة الأعداد تطور العمل إلي مديريات الأمن وأقسام الشرطة والحرس الجامعي وصلنا اليوم إلي وجود ضابطات يمثلن الشرطة المصرية في خدمات قوات الأممالمتحدة جنبا إلي جنب زملائها الضباط, بالإضافة إلي من يعملن في رعاية الأحداث ومكافحة المخدرات ومكافحة الإرهاب. مشاركتنا لا تنتهي, كانت لنا زميلات ضمن قوات اقتحام كرداسة التي توفي فيها اللواء نبيل فراج, أيضا للشرطة النسائية دور في تنظيم المظاهرات وفي التأمين في أثناء فض رابعة.. ويمكن القول إن الشرطة النسائية شاركت في جميع الإدارات والمصالح ومديريات الأمن وفي تأمين الانتخابات, والشوراع, والمظاهرات. أما عن نظرة المجتمع تقول اللواء عبد الواحد: خلال30 عام لم أجد إلا نظرة الاحترام وما دام خرجت المرأة للعمل بشكل عام يحتاج الانضباط والالتزام والجدية.. عملي كضابطة لا يحرمني ولا يتعارض مع كوني امرأة فلا تعارض بين النجاح في العمل والحياة الأسرية والحمد لله أن زوجي ضابط لواء شرطة أقدم مني في العمل وملم بكل ظروف عملي.. أما في البيت فأنا الحكومة وزوجي القائد.. في بيتي أخلع رتبي لأجل بيتي وأولادي, والحقيقة كان لزوجي تأثير كبيرعلي نجاحي في حياتي.. هو من شجعني فأنا أول ضابطة حاصلة علي الماجستير والآن يشجعني لنيل الدكتوراه فهو خير معين لي في حياتي العملية والعائلية. تضيف: أكيد العمل بوزارة الداخلية له تأثير علي حياتي الخاصة.. فأسرتي عانت كثيرا لأنه حتي في أثناء الأعياد والأجازات الرسمية كنا في العمل ومع ذلك كنا نحاول تعويض أولادنا في أوقات وجودنا, مما أدي إلي تحمل أبنائنا المسئولية منذ الصغر كما أن لهم قدوة في الإلتزام والإنضباط وحب الوطن.. فكانت النتيجة إن لدي بنتين متفوقتين إحداهما حاصلة علي الدكتوراه في الهندسة من الجامعة الأسبانية وهي تفوقت علي جميع زميلاتها من جميع جنسيات العالم في أحسن رسالة ماجستير وابتني الثانية تدرس العلوم الحيوية بألمانيا وستناقش الماجستير قريبا. أخيرا تنصح اللواء حنان عبد الواحد الشرطيات المتخرجات حديثا بالإيمان بالله والإخلاص والالتزام في العمل و احترام النفس فهم الطريق إلي التميز في العمل, كذلك التوازن بين العمل والحياة الخاصة لأنه سبيل النجاح في شتي المجالات وترك بصمات في أي مكان تعمل به. كما تنصحهن بحسن اختيار شريك الحياة لأن نجاح الحياة الأسرية أو فشلها يعتمد علي الطرفين وعلي الكفاءة والتفاهم.