فى أول زيارة له إلى مصر على الإطلاق، عبر وزير خارجية التشيك لوبومير زاوراليك- خلال لقائه مع "الأهرام"- عن سعادته بكرم الضيافة الشديد والترحيب الذى لاقاه فى مصر. وقال -عشية لقائه الرئيس عبد الفتاح السيسى ووزير الخارجية سامح شكري- إن لديه شعورا قويا بأن زيارته للقاهرة ستكون ناجحة للغاية. وأكد أنها خطوة، مشيرا إلى أن العام الجارى سيشهد أيضا زيارة وزير الصناعة التشيكى إلى مصر. وأعرب عن أمله فى زيارة الرئيس السيسى للتشيك. وفيما يلى نص الحوار: مصر والتشيك تتخذان خطوات مشجعة على المسار الثنائي، ما الذى أحرز من تقدم وعما كانت مجالات المناقشات الرئيسية؟ أنا سعيد للغاية لأن العام الماضى شهد كثافة فى التجارة والتعاون المشترك بين التشيك ومصر. حجم التجارة المشترك بلغ عام 2014، 545 مليون دولار. وهناك مثال ملموس حيث أن احدى الشركات التشيكية شيدت فى القاهرة مصنعا ب100مليون دولار فى الفترة ما بين عامى 2013-2014. وفى هذا العام كان ذلك المشروع أحد الاستثمارات الأوروبية القليلة الممكنة هنا..فقد كان وقتا غير سهل للغاية. ولدينا تعاون وعلاقات طيبة على مدار الأعوام الماضية، فهناك تعاون فعال فى مجال الدفاع والصناعات الدفاعية. اليوم عندما التقينا وزير الانتاج الحربي، فلم نكن نبدأ من نقطة الصفر حيث إن لدينا خبرة تعاون فى مجالات عديدة، وقد كان برفقتى مجموعة من رجال الأعمال من شركات مختلفة بالتشيك. وهناك فرصة كبيرة لزيادة هذا التبادل بشكل كبير السنوات المقبلة. أعتقد أن التعاون الاقتصادى بمثابة العمود الفقرى لعلاقاتنا. من ناحية أخرى، التعاون الثقافى الممتد بيننا يعد أساسيا. ولدينا معهد لعلم المصريات أنشئ عام 1958 وهو معلم تشيكى فى هذا المجال. وأتطلع للتعاون بيننا لإعداد معرض كبير فى براج عام 2019، بمناسبة العيد ال60 لافتتاح هذا المعهد. فى المجال السياسى هناك تعاون جيد ملحوظ، فقد دعمنا ترشح مصر لعضوية مجلس الأمن، وأزور مصر حاليا لتكثيف هذا التعاون هل هناك اهتمام من جانب المستثمرين التشيك بالمشروعات العملاقة التى أطلقتها مصر، مثل قناة السويس؟ هناك بعض رجال الأعمال التشيك المهتمين بمشروع قناة السويس، لكن ذلك يظل جزءا من انخراطنا. ربما يكون من الجيد فى المستقبل إطلاق استثمارات وليس فقط تبادل السلع. وقد يكون هناك إمكانية لنقل الانتاج من جمهورية التشيك وبدء بناء خطوط تجميع هنا فى مصر. وهذا ضمن ما يجرى التفاوض عليه مع مصر الآن. هناك بعض الشركات ونسعى وراء إشراك شركات أخرى لإقامة استثمار مشترك هنا. الرئيس ميلوس زيمان أصدر بعض التصريحات حول تنظيم الإخوان ودورهم السلبى فى أوروبا، ما التهديد الذى ترى التشيك أن الاخوان يشكلونه على أوروبا والشرق الأوسط؟ أوافق على أن الإخوان ربما هم مصدر مهم للغاية لهذه المشكلات. لكن نطاق التحدى الإرهابى الذى نواجهه وأرقام النزاعات المسلحة هناك تستلزم البحث عن الأسباب الجذرية للأحداث التى تحدث ليس فقط هنا بل أيضا فى أوروبا. هذه الأسباب الجذرية أكثر تعقيدا واختلافا، حيث إن هناك أسبابا اجتماعية وسياسية ودينية لهذه المشكلات. ولكن ما الدور الذى لعبه الاخوان فى أزمة المهاجرين فى أوروبا؟ الاخوان جزء من هذه المشكلة وكل مصادر التعاليم المتطرفة. الجزء الآخر يتمثل فى البيئة الاجتماعية والمشاكل السياسية. هذه المجتمعات تنمو وهناك عدد أكبر الآن من الشباب ليس لديه أفق. عدم الاستقرار الاجتماعى وعدم القدرة على خلق نظام اقتصادى وظيفى خلق شعورا لدى الشباب أن ليس لديهم فرصة لتحقيق الذات فى مجتمعاتهم. وهو ما يوجد فرصة لاستغلال هذه البيئة لغرس بذور التعاليم المتطرفة الراديكالية. هناك تعقيد علينا التعامل معه. قد لا نكون قادرين على حل ذلك كأوروبيين، ولكن يمكننا أن نكون مؤثرين ونقدم المساعدة للحلفاء هنا. وهذا السبب وراء الاتصال بين حكوماتكم وممثلينا، حيث أننا نبحث عن حلفاء. من المستحيل حل هذا الأمر بدون تشارك فى المسئولية وخلق تحالف من السياسيين والقادرين على العمل، لهذا كانت قمة فاليتا مهمة للغاية لتعزيز الحوار حول الهجرة والتنمية. فعلينا ايجاد استراتيجيات مشتركة لإحلال الاستقرار فى الدول المصدرة للهجرة، والتعاون بين هذه الدول ودول العبور والوجهة النهائية. كل ذلك ربما لن يكون فى عام واحد، فهذه المشكلة ستستغرق زمنا طويلا. براج أكدت استحالة دمج اللاجئين المسلمين. ما البدائل التى ترونها للتعامل مع أزمة اللاجئين فى أوروبا؟ ليس هناك حل أو سبيل واحد للتعامل مع هذه المشكلة. علينا التعاون واتباع مجموعة من الوسائل. المشكلة ليست مجرد التعامل مع اللاجئين المسلمين، وانما هى عدم القدرة على التعامل مع التدفق الهائل للاجئين. مستحيل التعامل مع ذلك من الناحية السياسية والمادية. إذا استمر هذا الأمر فيمكنه أن يكون مدمرا سياسيا فى أى دولة، لهذا علينا ايجاد طريقة للتعاون بين دول المصدر والعبور والوجهة للحد من هذا التدفق وجعله قابلا للإدارة. لابد من التعاون بين دول الاتحاد الأوروبى ودول العبور مثل البلقان وتركيا، ولبنان والأردن أيضا. ومصر تعد شريكا مهما فى هذا التعاون وأيضا الحرب على الإرهاب. ايجاد هذا التحالف والاتصال بدول شمال أفريقيا ودول جنوب الصحراء ربما يكون مهمة كبيرة وصعبة للغاية، لكنها تمثل التحدى الرئيسى لأوروبا العام الجاري. علينا أن نثبت أننا قادرون على التعامل مع هذا التحدى فوق العادى والصعب والمعقد. كيف ترى التشيك آفاق التعاون الدولى ضد الإرهاب فى الشرق الأوسط، فى ضوء الخطوات التى اتخذتها القوى الاقليمية والدولية فى اتجاهات مختلفة؟ من المستحيل الاستمرار بهذا الشكل. كل دولة تقود حربها. روسيا تخوض حربها فى سوريا وأيضا الولاياتالمتحدة وبريطانيا. التعاون هو الشرط الأساسى والمسبق لكل شىء. من المستحيل حل الوضع فى سوريا بدون تعاون اقليمي. كل الدول المساهمة عليها دفع الجزء المعتدل من المعارضة السورية للجلوس على طاولة واحدة وإيجاد سبيل لإعداد خريطة طريق لسوريا، ولوقف العنف والأعمال الوحشية. أعتقد أننا فى هذا العام 2016، مستعدون لفعل ما هو ممكن وتغير الوضع فى سوريا. كيف ترون الدعم الأوروبى لمصر بعد إجراء الانتخابات البرلمانية واستكمال خريطة الطريق؟ تم انجاز أمور مهمة للغاية فى مصر، فقد تم انتخاب رئيس جديد عبر انتخابات ديمقراطية ودستور جديد ومع حلول العام الجديد جاء البرلمان. نرى فى التشيك أنه الوقت الصحيح لفعل شىء ودعم استقرار بلدكم. ربما الأمر صعب للغاية لكم خلال الأعوام الخمسة هذه لتقوية البلاد والاقتصاد. نحن مستعدون لمساعدتكم لأن استقرار مصر فى مصلحة التشيك والاتحاد الأوروبي. أشعر بتفاؤل أنكم على طريق الخروج من هذه الأعوام المضطربة فى مصر.