أشم روائح خبيثة تهب علينا من بعض مذيعى الفضائيات المشهورين .. بعضها تشكك وتضلل - عمداً - فى إنجازات حققتها الدولة وجهود جدية تبذلها لتخطى عقبات ملفات شائكة وصعبة .. وأخرى كريهة تجمل وتزين - نفاقاً وكذباً - كل ما يقوم به صانع القرار بغية التقرب من الحكام والمسئولين على حساب البسطاء والمطحونين .. وكلا الفريقين يوهم الناس بعلمهم ببواطن الأمور وأنهم يعملون لمصلحة المواطنين .. حتى أصبح عامة الشعب فى حيرة وشك و«قرف» وشبه عزوف عنهم جميعا.. الأمر الذى انعكس سلبيا على مزاج المصريين العام ,وعملهم ,وإنتاجهم ,ونظرتهم إلى المستقبل !! ونحن هنا لا نلبس ثوب الواعظين ,ولا ندعى الحكمة والموضوعية ,ولا نزعم العدالة المطلقة أو الحياد التام الذى لا يمتلكه إلا من رحم الله .. ولكننا فقط نجسد حالة عامة نلمسها بين أعداد غفيرة من الناس ,يبغون مزيدا من النزاهة والشفافية فى تعامل الحكومة والمسئولين وأعضاء مجلس النواب الجديد مع مشكلاتهم وقضاياهم والمشاريع التى تخطط لمستقبل أبنائهم وأحفادهم !! لقد برهن السواد الأكبر لهذا الشعب - من خلال ثورتين عظيمتين, وتجارب طويلة ومريرة, وتاريخ عريق - على حقيقة معدنه الأصيل ,وقدرته على تمييز الطيب من الخبيث ,والصبر والتحمل والمراقبة ,وإعطاء الفرصة تلو الأخرى لكل ولى أمر أو مسئول أو صاحب منبر رأى لمراجعة أعماله وتصحيح أخطائه ومراعاة الله فى وطنه ورعيته التى تتبعه .. حتى إذا فاض كيل الناس ونفد صبرهم تكون غضبتهم صعبة ومدمرة ,وحسابهم قاس وعسير لكل ظالم أو منافق أو عميل !! نعم بلادنا مليئة بالسلبيات التى ورثناها من عهود سابقة لكنها حافلة أيضا بإيجابيات ناجمة عن زخم ثورتين كبيرتين .. والمهم أن يبتعد العملاء والمضللون عن اللعب بقوت الشعب والكادحين لمصالحهم الذاتية ,وأن يتوقف المنافقون والوصوليون عن التهليل و«التزمير» لكل كلمة أو قرار يتخذه أصحاب السلطان .. فمصر لم تعد تحتمل تآمراً أو عمالةً أو خداعاً .. ولا أيضا نفاقاً وتهويلاً ورياءً !! لمزيد من مقالات مسعود الحناوي