فى أوائل عام 2000 قدمت مفوضية الاتحاد الاوروبى منحة قيمتها 64 مليون يورو لإنشاء مشروعات تنموية بجنوبسيناء ولكن نصف المنحة تم إنفاقها على الدراسات الخاصة بالمشروعات عدد من المشروعات لم يؤت بثمار منها اقامة مصنع لإنتاج الثلج المجروش بجوار ميناء الصيد بطور سيناء وهو ما لا يحتاجه صيادو جنوبسيناء نظراًَ لذوبان الثلج بشكل سريع خاصة مع ارتفاع درجة الحرارة خلال فصل الصيف وتوقف العمل بالمصنع لعزوف الصيادين عن شراء الثلج المجروش وشراء ثلج "البلاطات" من السويس والشرقية لانها بطيئة الذوبان. أما خط مياه نهر النيل الواصل من مدينة أبورديس الى سانت كاترين بارتفاع حوالى 1200 متر تقريباً والذى تم تزويده بعدد 5 محطات رفع إلا أن سانت كاترين لا تزال تعانى من أزمة فى مياه الشرب. كما أنفقت المنحة فى بعض المشروعات الصغيرة منها تربية الاغنام للبدو وإمداد بعضهم بسيارات للتحرك داخل الوديان وهى ما زالت محل خلاف بين محافظة جنوبسيناء ومستخدميها من البدو الذين أكدوا على أن تلك السيارات تؤول ملكيتها لهم فى نهاية المشروعات لكنها مازالت ضمن أصول المحافظة ولا يمكن ترخيصها إلابعد الحصول على إذن كتابى من مسئولى المحافظة. بالإضافة الى إستخدام أموال المنحة فى تأليف كتاب عن "حياة الحيوانات البرية بمحمية سانت كاترين" كل هذه المشروعات لم يستفد منها أبناء جنوبسيناء ويرى المواطنون أنها لم تسهم فى التنمية، التى كانوا ينشدونها لكننا اذا القينا الضوء على مشروع واحد فقط من مشروعات المنحة الأوروبية وهو توصيل المياه الى سانت كاترين ،الذى كان من المقرر أن يستفيد منه سكان سانت كاترين وأبورديس ووادى فيران والتجمعات البدوية التابعة لها والذى تكلف 120مليون جنيه –فى ذلك الوقت- نجد ان كمية المياه المفترض أن تصل الى المواطنين بواقع 600 متر مكعب /يوم لم تصل حتى الآن الى ربع هذه الكمية . الأمر الذى دفع القوات المسلحة كعادتها دائما فى الدفاع والتنمية بدعم المحافظة بعدد كبير من سيارات نقل المياه كهدية الى أبناء جنوبسيناء لتوفير مياه الشرب لسد حاجة المواطنين . من جانبه أكد المهندس جمال عبد الصبور رئيس قطاع شركة مياه الشرب والصرف الصحى بسيناء أن إنشاء خط مياه نهر النيل الواصل من أبورديس ضمن منحة الاتحاد الاوروبى بتكلفة حوالى 120 مليون جنيه كان ضرورياً لما يعانيه الأهالى من ندرة المياه فى ذلك الوقت حيث تم تنفيذه بالتزامن مع أعمال توسعة محطة مياه الشرب بغرب نفق الشهيد أحمد حمدى بمحافظة السويس والمغذية لجنوبسيناء لزيادة قدرتها من 35 ألف متر مكعب /يوم الى 70 الف متر مكعب/ يوم وقد تم الانتهاء من الأعمال الميكانيكية والكهروميكانيكية بنسبة 100 % وما تبقى هو موافقة وزارة الموارد المائية على تشغيل المأخذ البحرى الجديد للمحطة لضخ المياه بطاقة 70 الف متر مكعب ومن المفترض ان يقوم اللواء خالد فوده محافظة جنوبسيناء بإفتتاحها خلال إحتفالات المحافظة بعيدها القومى فى 19 مارس المقبل .كما تضمنت المنحة إنشاء 5 محطة رفع مياه بالإضافة الى قيام شركة المياه بإنشاء 6 محطات رفع لتصل اجمالى محطات الرفع الى 11 محطة لرفع المياه الى سانت كاترين . وأشار عبد الصبور الى أن خط مياه نهر النيل الواصل الى سانت كاترين توقف تشغيله بكامل طاقته أولاً نظرا لعدم الانتهاء من توسعات محطة غرب النفق لزيادة طاقتها بالإضافة الى حالة الإنفلات الامنى عقب ثورة يناير وما صاحبها من أعمال التعديات على الخط وسحب المياه بالطرق غير المشروعة الى مزارع المواطنين الخاصة والسطو على الكابلات الخاصة بمحطات الرفع. وأضاف رئيس قطاع شركة مياه الشرب والصرف الصحى ان القوات المسلحة قامت بإنشاء محطة لتحلية المياه بأبورديس بطاقه 4 آلاف متر مكعب/ يوم وتقوم حاليا بإنشاء محطتين لتحلية المياه فى رأس سدر وأبوزنيمة بطاقة 20 الف متر مكعب لكل محطة وسيتم ربطهما على محطات رفع المياه لتزويد الخط بإحتياجات المواطنين.