فى إطار خطة الدولة لتنمية الريف المصرى ، يهدف المشروع القومى لتنمية "القرى الأكثر احتياجاً " إلى إعداد مجموعة من البرامج تشمل أنشطة متعددة ومتكاملة لتنمية تلك القرى وتوفير الخدمات التى تحتاجها وبما يحقق العدالة الاجتماعية المنشودة. فطبقاً لتقرير البنك الدولى ووزارة التنمية الاقتصادية يعيش تحت خط الفقر فى مصر نحو 20% من السكان ، وتضم محافظات الصعيد وحدها نحو 82 % من إجمالى القرى الأكثر احتياجاً ، وعلى رأسها محافظاتالمنياوأسيوطوسوهاج وقنا . وداخل قرى مركز ديروط الشريف وقرى محافظة أسيوط قامت «تحقيقات الأهرام» بجولة لرصد ما يتم داخلها لاعادة البسمة الحقيقية لهؤلاء المواطنين البسطاء ، فيقول إبراهيم أبوالعيون محمود حسن - 47 عاما - عامل موسمي: إننى أعمل يوما وعشرة أيام لا أجد عملا وعندى 3 أولاد و3 بنات أكبرهم عمره 17 عاما وأصغرهم 4 شهور، ولا أملك من الدنيا غير هذا المنزل بحوائطه المهددة بالانهيار ، ونقوم بتغطية السقف ببعض السعف والعروق المكسرة ونخشى أن يتهدم المنزل المتواضع على أسرتى المكونة من 10 أفراد ، لكن بدعائهم لَّى طوال الوقت لم أصدق عندما قامت الدولة من خلال الجهاز المركزى للتعمير بالصعيد بإعادة المنزل إلى طبيعته مرة أخرى ، وأصبح لدينا حمام ساخن وبارد وإعادة المنزل إلى شبابه مرة أخرى وتسقيفه بعروض خشبية جديدة ومدهونة دهانات على أعلى مستوى وبعد أن تم هذا العمل داخل منزلى فإن جميع الجيران يريدون أن تسلم منازلهم للدولة وإعادة حيويتها مرة أخرى . ويقول عبدالحميد عبدالعال إسماعيل، يبلغ من العمر 75 عاما، إننى أعمل فى حفر الجبانات «حانوتي» وعندى 7 بنات و3 أولاد وأصبحت الآن لا أستطيع العمل أو الحركة من مكانى وانتظر قضاء الله لكن عندما أترك هذه الدنيا فقد اطمأننت على أولادى تماما وعلى زوجاتهم الذين يجلسون معنا فى هذا المنزل فإننى لم أفرح طوال حياتى سواء فى عملى أو فى منزلى فإن الحياة صعبة ومتطلبات الحياة كثيرة ، لكن جاء الجهاز المركزى للتعمير بأسيوط لكى يجعل المنزل أفضل مما كان عليه من قبل، وتأخذ طرف الحديث رشا عامر عبد الرازق إحدى زوجات ابنائه وربة منزل هذا العمل عمل جيد وجديد بالنسبة لنا ولم أر مثل هذا المشروع من قبل ، وإننى لم أصدق نفسى بما يحدث من أعمال وأتمنى أن يعم هذا الخير القرية بأكملها. تقول نورا فايق عبد السميع - ربة منزل - إن منزلى قديم جدا ومساحته صغيرة وهى نحو 25 مترا، فقام المهندسون الشباب بعمل منزل مكون من طابقين ، مع رفع كفاءة هذا المنزل وتجديده بالكامل وأصبح من المنازل الممتازة سواء فى التشطيبات والتصميمات وإعادة البسمة مرة أخرى لهؤلاء المواطنين الأوليَّ بالرعاية. الصعيد يقول المهندس محمد فوزى النشار - رئيس الجهاز المركزى للتعمير وشمال الصعيد - البداية كانت بين وزارة الإسكان والتعمير ممثلة فى الجهاز المركزى للتعمير والصندوق الاجتماعى للتنمية لتنفيذ مشروع منازل الأسر الأولى بالرعاية فى محافظات الصعيد، وهى المحافظات الأكثر احتياجا، وبالنسبة لجهاز وسط وشمال الصعيد يقوم بتنفيذ البرنامج فى محافظاتأسيوطوالمنيا بتكلفة نحو 100 مليون جنيه لتأهيل المنازل وعودتها إلى شبابها مرة أخرى بعد أن أصابتها الشيخوخة وأصبحت هذه المنازل إيلة للسقوط، وهذه المنازل عبارة عن 2200 أسرة منها 1550 بمحافظة أسيوط بتكلفة 7 ملايين جنيه، و650 أسرة بتكلفة 30 مليون جنيه ، وفى النهاية تكون نسبة التنفيذ قد وصلت إلى نحو 80% من المشروع ويجرى الانتهاء من الأعمال فى 31 مارس المقبل ، وهذه المنازل يتم تحديدها وفق معايير من قبل وزارة التضامن الاجتماعى والوحدات المحلية المختصة بحيث تكون الأسرة تحت مظلة التضامن الاجتماعى وألا يزيد دخلها على ألف جنيه ويكون المنزل ملكا وليس إيجارا والمساحة التى يتم تأهيلها لا تزيد على 80 مترا مربعا، وألا يكون المنتفع قد سبق وأخذ قرضا تعاونيا، وأن يثبت من المعاينة الهندسية احتياج المنزل للتأهيل وألا يكون آيلا للسقوط . ويقوم المهندسون الشباب بالجهاز برفع كفاءة المنزل ويتم تنفيذ 76 عملية حاليا باستخدام العمالة الموجودة بالقرية، وفى الغالب يتم الاستعانة بافراد الأسرة كعمالة بأجر ، والهدف الاساسى من المشروع هو تشغيل عمالة كثيفة بالتركيز على الفئات العمرية من 18 عاما إلى 29 عاما . إدارة مستقلة ويقول المهندس ياسر محمد السويفى مدير المشروع بجهاز شمال ووسط الصعيد إن إدارة المشروع إدارة مستقلة فى الجهاز تشمل مجموعة من شباب المهندسين المتفهمين لطبيعة المشروع وهذه فرصة لبداية حياة وخاصة الأسر المنتفعة من هذا المشروع وإن الاستثمارات الحقيقية هو تشغيل أعداد كبيرة من العمالة وإتاحة فرصة عمل حقيقية مع سرعة إنجاز والانتهاء من المبانى المتهالكة وعودتها إلى شبابها . وكان يتم هذا من خلال مجموعة من المهندسين وعددهم نحو 20 مهندسا وفنيا تنفيذ فى قرى أسيوطوالمنيا و3 من مديرى المشروعات من أجل انجاز المشروع فى توقيتات محددة وبسرعة عالية وجودة فى العمل باستخدام أفضل الخدمات. بسمة أهالينا وتقول المهندسة سارة سامح محفوظ مدير تنفيذ المشروع : نقوم بإعادة هذه المنازل إلى طبيعتها حتى نرى بسمة أهالينا فى صعيد مصر والفرحة والسعادة تعود مرة أخرى الى هؤلاء البسطاء دون أن يتحملوا شيئا بل نتحمل نحن كل شيء. حيث يرفع المقاسات مهندس استشارى ويقوم بتقسيم المنزل مرة أخري، ونقوم بتجديد الحوائط القديمة والاهتمام بالحمام والمطبخ وعمل مواسير للمياه الساخنة والباردة . ويلتقط طرف الحديث مصطفى جمال أحمد مهندس تنفيذى : نأخذ المنزل وهو متهالك تماما، وليس له سقف والحوائط آيلة للسقوط نقوم برفع كفاءة المنزل وإعادته للحياة مرة أخرى مع الحرص الشديد على الدهانات والرسومات المميزة للمشروع. ويقول المهندس التنفيذى رومانى نادى جرجس: عندما نأخذ المنزل لتجديده نقوم بعملية توثيق له بكتابة الحالة القديمة التى كانت عليه وتصويره قديما ثم نبدأ بالعمل الفورى لإعادة البسمة مرة أخرى للأهالى . مراكز الشباب ويقول المهندس محمد فوزى النشار - رئيس الجهاز المركزى للتعمير بوسط وشمال الصعيد : تم توقيع بروتوكول بين الجهاز وبين بعض الوزارات مثل التنمية المحلية والشباب والرياضة والتضامن الاجتماعى والصحة ، وقمنا برفع كفاءة وتنجيل الملاعب ل 50 مركز شباب بأسيوط وبنى سويف ويجرى حاليا طرح وتنفيذ ورفع كفاءة 60 مركزا بأسيوطوالمنيا وبنى سويف. معايير التصنيف ويقول المهندس عبد الفتاح الجمل المشرف على المشروع ورئيس الادارة المركزية للمشروعات إنه تم تطوير المشروع ليستهدف تنمية 1153 قرية موزعة على 10 محافظات وفق معايير تصنيف القرى الأكثر فقراً التى بلغت 37 مؤشراً ، منها : مدى توافر مياه الشرب وخدمات الصرف الصحى والطرق ، معدلات البطالة وأعداد العاملين بشكل دائم أو مؤقت ، فرص الإلتحاق بسوق العمل ومستوى الدخل والإنفاق ، معدلات الأمية ومعدلات الإلتحاق بالتعليم ، وغيرها ، وفى ضوء ذلك تم تحديد محاور العمل لتنمية القرى الأكثر إحتياجاً . أكبر مشروع ويقول اللواء محمد ناصر رئيس الجهاز المركزى للتعمير إنه مرت سنوات طويلة من الاهمال ، تخلت فيها مراكز الشباب عن دورها فى تربية النشء وتنمية مهاراتهم، وتثقيفهم ، وتفريغ طاقاتهم وشغل اوقات فراغهم مما جعلهم فريسة سهلة للادمان والتعصب الفكرى والدينى .. ومنذ فترة صارت هناك رؤية وخطة وجسور للتواصل مع الشباب حيث ايقن مسئولو الدولة اهمية دور المراكز فى تدريب الشباب وتزويدهم بالمهارات المختلفة وتنظيم واستثمار اوقات فراغهم واقامة الرحلات وتنظيم المعسكرات التى تساعد على ايجاد افكار جديدة للتوعية الفكرية وبرامج لمكافحة الادمان ومسابقات لتنمية الوعى المعرفى لدى الشباب . فى هذا الإطار تم توقيع عقد إنابة لتنفيذ اعمال " تطوير مراكز الشباب " بمحافظات الجمهورية بين وزير الدولة لشئون الشباب ورئيس الجهاز المركزى للتعمير ممثلا لوزارة الاسكان ، حيث تم تحديد مراكز الشباب المطلوب تطويرها والتى تقع فى 23 محافظة ليكون المشروع بذلك من اكبر المشروعات التى تغطى معظم محافظات مصر فمن محافظات الدلتا والصعيد الى القاهرة والوادى الجديد ، وتشمل أعمال التطوير إنشاء أو تطوير ملعب خماسى واستكمال إنشاء سور خارجى للمركز طبقا للنموذج النمطى المعتمد مما يتيح لشباب القرية ممارسة رياضتهم المفضلة فى مكان آمن ومجهز بشكل جيد وتحسين وتقوية الصحة البدنية والنفسية على حد السواء ، الى جانب رفع كفاءة وتطوير دورات المياه وصالات الانشطة مما يتيح توفير فرص عمل للشباب من خلال اقامة المعارض لتسويق المنتجات اليدوية المختلفة. وتم حتى ديسمبر2015 انجاز 264 مركز شباب منها بتكلفة175.6 مليون جنيه وجار العمل فى 39 مركز شباب ، وجار البدء فى تطوير 5 مراكز شباب فى محافظتى سوهاج والبحر الاحمر، وتقوم الأجهزة التنفيذية التابعة للجهاز المركزى للتعمير بمتابعة العمل فى المحافظات . الاستهداف الجغرافى ويضيف أن المشروع القومى "الاستهداف الجغرافى للقرى الأكثر احتياجا"، يهدف إلى إحداث نقلة نوعية فى مستوى معيشة المواطنين بالقرى من خلال تنفيذ مجموعة من البرامج التنموية تشمل أنشطة متعددة ومتكاملة ومتزامنة للارتقاء بالخدمات العامة والاجتماعية لتنمية القرى ، وتم استخدام معايير تصنيف القرى الأكثر فقراً - التى استخدمتها وزارة التنمية الاقتصادية - فى وضع أولويات التنفيذ بالقرى الأكثر احتياجاً والتى بلغت 37 مؤشراً، كان من بينها : مدى توافر مياه الشرب وخدمات الصرف الصحى والطرق، ومعدلات البطالة وأعداد العاملين بشكل دائم أو مؤقت، وفرص الإلتحاق بسوق العمل ومستوى الدخل والإنفاق ، ومعدلات الأمية ومعدلات الإلتحاق بالتعليم ، وغيرها وتم تحديد محاور العمل لتنمية القرى الأكثر احتياجاً والتى تتمثل فى : تحسين خدمات مياه الشرب والصرف الصحي، تدعيم ورفع كفاءة شبكات الطرق ، الإرتقاء بالخدمات الصحية ، توفير خدمات الإسعاف والطوارئ ، تحسين جودة التعليم ، توسيع مظلة الضمان الإجتماعى والخدمات الإجتماعية ، توفير فرص عمل للشباب ، تحسين الوضع البيئى والتعامل مع التراكمات والمخلفات ، الإرتقاء بخدمات الشباب والرياضة ، محو الأمية ، إعداد المخططات والأحوزة العمرانية للقرى . وقال إنه تم البدء فى تنمية القرى الاكثر احتياجاً بمشاركة مجموعة من الوزارات والهيئات وهى (الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية - الصحة والسكان - القوى العاملة والهجرة - التربية والتعليم - الصندوق الاجتماعى للتنمية ) .. بالإضافة إلى وزارات الدولة للتنمية المحلية والتضامن الإجتماعى والدولة لشئون البيئة والنقل والدولة لشئون الشباب والرياضة ، والهيئة القومية للبريد والهيئة العامة لتعليم الكبار ومحو الأمية ووزارات التعليم العالى والتخطيط والتعاون الدولى والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ) . وتم توفير الاعتمادات المالية اللازمة لتنفيذ المشروع من الموازنة الاستثمارية للدولة بالإضافة إلى المساهمات المقدمة من موازنة المشروع القومى للاسكان ، وبلغ عدد القرى المستهدف تنميتها ضمن المشروع القومى الاستهداف الجغرافى للقرى الأكثر احتياجاً 1153 قرية فى 10 محافظات .