شهدت باريس وعدة مدن فرنسية أخرى أمس حالة من الشلل فى بعض مؤسسات الدولة والمستشفيات ووسائل المواصلات بسبب عدة اضرابات واحتجاجات عمالية، وتدخلت قوات الأمن وفرق الإطفاء الفرنسية لإخلاء طريق دائرى مزدحم فى باريس فى ساعة الذروة بعد أن ألقى سائقو سيارات أجرة غاضبون إطارات على الطريق وأشعلوا النيران فيها. وتزامن احتجاج سائقى الأجرة مع احتجاج آخر للمدرسين تسبب فى تعطيل الدراسة، يأتى ذلك أيضا فى ظل إضراب للمراقبين الجويين أدى إلى خلل كبير فى مواعيد رحلات الوصول والإقلاع . وأظهرت لقطات بثها التليفزيون فى ساعة مبكرة أمس عددا من المحتجين بغرب باريس وهم يلقون إطارات على الطريق الدائرى بباريس يسمى ب"البريفيريك"، وآخرين وهم يشعلون النار فى إطارات تسد حارات الطريق.ويحتج السائقون على ظروف العمل والمنافسة القوية من شركات خدمات سيارات الركوب الخاصة.وقد طالب السائقون مرارا الدولة بإلغاء هذه الخدمة الموازية او إعفائهم من الإجراءات التى تثقل بها كاهلهم بالضرائب. وثارت حالة من الشغب واعتداءات على رجال الأمن مما أدى لاعتقال 20سائقا للتاكسي، وإصابة اثنين آخرين بجروح عندما حاولت حافلة خاصة بمطار أورلى شق طريقها وسط سيارات الأجرة، وذلك فى حصيلة أولية للمواجهات فى اليوم الذى أطلق عليه مراقبون" الثلاثاء الأسود". كما أضرب أيضا المدرسون تلبية لنداء من النقابات بعدم التوجه للعمل أمس احتجاجا على إصلاحات فى قطاع التعليم، وذلك بالتزامن مع إضراب للمراقبين الجويين احتجاجا على أحوال العمل ، وهو ما تسبب فى إلغاء رحلة تقريبا من كل خمس رحلات وفقا لما ذكرته هيئة النقل الجوى الفرنسية. وعملت ثلاث نقابات عمالية كبرى على أن تكون كل مؤسسات الدولة من المستشفيات، والمدارس، والموصلات، والمطارات فى حالة اضراب واحتجاج لخلق حالة الشلل بهدف تبليغ رسالة امتعاض من تدنى المستوى المعيشي، وتراجع القدرة الشرائية فى ظل الحكومة الاشتراكية الحالية.